الطاف حسن=^المندرة نيوز^
وسط حذر وتخوفات ينطلق اليوم الخميس 21 أكتوبر حراك شعبي كبير بجميع ولايات السودان، ولعل تزامن المواكب مع إعتصام مجموعة القصر الذي دخل يومه السادس بالخرطوم اثار قلق المراقب للساحة السياسية من حدوث إحتكاكات بين الأطراف السياسية والمتظاهرين، ولكن تحسبات القوى المدنية أمنت على الإلتزام بالسلمية وحظر المسارات بالنقاط المحددة دون الوصول لأي منطقة وسط الخرطوم، وهذة المرة الأولى التي تخلو فيها الشوارع المؤدية للقيادة العامة والقصر الجمهوري ومجلس الوزراء من مسيرات الثورة المجيدة.
كسب المدنية
وجاءت دعوات الغرفة المشتركة لمليونيات الحكم المدني مؤكدة دعمها للحكم المدنيّ والانتقال الديمقراطي في السودان، حيث دعت إلى إستكمال عملية السلام الشامل والمستدام بمشاركة أصحاب المصلحة الحقيقيين في المفاوضات المباشرة وإرجاع ملف السلام إلى مفوضية السلام على أن يكون تحت رعاية مجلس الوزراء، المعاصر لأحداث للفترة الانتقالية يرى ان التحول الديموقراطي وكسب الحكم المدني في السودان بات أمر حتمي ولكن لابد من إيجاد الطرق المحكمة للوصول لتحقيق أهداف الثورة بإعتبار ان توافق الشركاء هو الفيصل في حسم الكثير من الخلافات الجوهرية.
سلمية المواكب
ويشدد عضو المحامين الديمقراطيين نصر الدين سعد على الشعب السوداني الإلتزام بالسلمية في مواكب 21 أكتوبر من أجل الوصول إلى الحكم المدني وتأييداً للتحول الديمقراطي، ويقول ان أهم مطالب مليونيات الحكم المدني تسليم البشير وزمرته للمحكمة الجنائية الدولية وإصلاح المنظومة العدلية وتكوين المحكمة الدستورية.
وطالبت الغرفة بالتركيز على عملية جمع السلام وحماية معسكرات النازحين واللاجئين وضبط التفلتات الأمنية في كافة ولايات السودان وتحسين الوضع المعيشي، بحانب التركيز سياسات إتاحة فرص العمل وتطوير قطاع الإنتاج وفرض سياسة الدولة على القطاع الاقتصادي.
تحوطات وحذر
ويبدو ان المشهد السوداني اليوم تسوده بعض التخوفات والحذر من قبل المواطنين مما دعا كبير من الأسر بمنع ابناءها من الذهاب للمدارس على الرغم من ان وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم أكدت في وقت متأخر ان اليوم الخميس يوما دراسياً عادياُ، ولكن الكثير من المدارس الخاصة منحت طلابها عطلة لهذا اليوم حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.
تأمين حكومي
وحرصاً على تحقيق السلامة وتفادياً لوقوع اي حالات عنف وضعت الحكومة الإنتقالية ترتيبات أمنية وتحوطات إحترازية مبكرة أطلع عليها
عضو السيادي التعايشي بوزارة الداخلية، حيث وقف على الجهود والخطط الموضوعة لتأمين وحماية المواكب التي ستخرج اليوم في ذكرى ثورة ( ٢١) أكتوبر، وركزت الخطة الحكومية التى وضعتها الجهات المختصة لحماية الثوار على مستوى العاصمة والولايات على ضرورة تفويت الفرصة على العناصر التخريبية دون وقوع أي حالات عنف.
وقفات العاملين
وشاهد محرر المندرة نيوز يوم أمس الأربعاء تنظيم وقفات تأكيدية من قبل العاملين بالدولة للمشاركة في مواكب اليوم الخميس، حيث دعت جميعها لضرورة دعم التحول الديموقراطي ورحيل المكون العسكري تحقيقاً للحكم المدني بالسودان، وكانت وقفة العاملين برئاسة بنك الإدخار والتنمية الاجتماعية حضوراً وسط الخرطوم، حيث حملت لافتات منددة بحكم العسكر ومقللة من إعتصام القصر.
ويري مراقبون ومحللون سياسيون ان ما تشهده الساحة السياسية السودانية هو بمثابة تمرين ديمقراطي يتطلب ضرورة ضبط النفس والتعامل بحكمة لإدارة الأزمة الحالية لتجنيب البلاد من الانزلاق.
توافق وطني
ويطالب المحلل السياسي نصر الدين التيجاني الياس مواكب 21 أكتوبر التي تنطلق اليوم ان تسلك مسارات بعيدة عن مقر الإعتصام لتجنب الشعب السوداني من أية مظاهر للاحتكاك بين الطرفين، فيما توقع أن يتوصل الطرفين الي توافق وطني لإدارة الفترة الانتقالية وصولا لانتخابات حرة ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته، ويناشد كافة الأطراف بالإلتفات إلى معاش الناس، وقال إن هذا لن يتحقق ما لم يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب من خلال تكوين حكومة كفاءات يحاسبها مجلس تشريعي قوي.
دعم دولي
ووجدت مواكب اليوم ترحيباً وقبولا واسعا علي المستوى الخارجي، ولكن جميع دعوات الدعم والمسنادة شددت على نهج السلمية والحكم المدني، وجاءت تأكيدات السفارة الأمريكية بالخرطوم بعلمها بالدعوات الموجهة للسودانيين للتظاهر الذي ينطلق اليوم الخميس للتعبير عن آرائهم بشأن الوضع الحالي في البلاد.
وقالت السفارة عبر حسابها الرسمي “نشجع المتظاهرين على السلمية وتذكيرهم بالدعم الأمريكي القوي للانتقال الديمقراطي في السودان لتحقيق الحرية والسلام والعدالة”.
وأضافت: نشجع أيضا القادة المدنيين والعسكريين على العمل معا في شراكة للتغلب على خلافاتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المعايير الأساسية للإعلان الدستوري.