اتفاق (البرهان/حمدوك) .. (20) ملاحظة
أسامه عبد الماجد
الخرطوم=^المندرة نيوز^
★ أولٱ: ازاح اتفاق (21 نوفمبر) قحت المجلس المركزي من السلطة تمامٱ .. ولا نقول اقصاها من المشهد لكن حدد حجمها الحقيقي.. لان الاتفاق أبرم من جانب المؤسسة العسكرية مع عبد الله حمدوك في شخصه.. لا القاعدة التي جاءت به
★ ثانيٱ: رسم الاتفاق ملمحٱ جديدٱ مختلف كليٱ عن المرحلة السابقة ..حيث خلق شريكٱ جديدٱ مع المكون العسكري وهو حمدوك .. وبالتالي وحدهما من سيقومان بصياغة وثيقة دستورية جديدة لحكم البلاد .. وقد تضمن الاتفاق بند يجوز لهما تعديل الوثيقة وفعليٱ بدأ ذلك بمجلس السيادة في نسخته الجديدة.. الذي باركه حمدوك في مفتتح كلمته عقب توقيعه على الاتفاق عندما ازجى التحية لرئيس مجلس السيادة ونائبه واعضاء المجلس.
★ ثالثٱ: أكد الاتفاق أن إجراءات البرهان في 25 اكتوبر تصحيحية وليست بانقلاب ..بدليل أن الاتفاق استند رسميٱ على تلك الإجراءات.. بالتالي لا حجة لصراخ (قحت المركزي) أو المناهضين لتلك الاجراءات.. لكن الغضبة المشروعة وبعيدٱ عن تعطيل احوال الناس بإغلاق الطرقات يجب أن تكون ضد عمليات القتل .. ونص الاتفاق على التحقيق في الأحداث التي صاحبت الاحتجاجات.
★ رابعٱ: من الواضح أن الاتفاق تم في أجواء هادئة .. لجنة الصياغة المحكمة لبنوده .. فمن جانب ثبت قانونية قرارات اكتوبر الشهيرة .. وكذلك استثنى حمدوك من الإعفاء بإلغاء قرار إقالته.. بل الأهم من ذلك تأمين الطرفين على أن المرحلة الماضية شهدت حالة انسداد في كافة المستويات
★ خامسٱ: يعضد الاتفاق التوافق التام بين حمدوك والمكون العسكري ومنذ وقت مبكر.. وقد ظل البرهان وفي كل محفل يمتدحه وقال عقب حفل التوقيع :(ان حمدوك محل ثقتنا).. لذلك حمل الاتفاق في اخر فقرة (الغاء قرار إعفائه) .. وهو بمثابة رفع الحرج السياسي عنه.. وربما تحتاج الخطوة لتفسير دستوري .. لكن الوثيقة الدستورية نفسها لم تكن بين طرفين منتخبين.
★ سادسٱ: تضمن الاتفاق بعض بنود مبادرة حمدوك الأخيرة خاصة بشأن توسيع دائرة المشاركة .. فالوثيقة الدستورية نصت على مشاركة الجميع (عدا المؤتمر الوطني ومن شاركه السلطة حتى لحظة سقوطه).. وهو نص جائر تجاوزه الاتفاق الجديد.. وقد قال حمدوك أن الاتفاق يساعد على فك الاختناق ويوسع قاعدة الانتقال.. وهو الأمر الذي ظل يقلق قحت
★ سابعٱ: نص الاتفاق صراحة على (مشاركة كل مكونات المجتمع).. بل سمى بعضها بشكل مباشر (الإدارات الأهلية والطرق الصوفية) الى جانب لجان المقاومة .. وهى مكونات تعمدت قحت تجاوزها .. رغم فعاليتها وتأثيرها القوي في المجتمع السوداني.. وخسرت قحت المعركة في مواجهتها ودونكم اعتصام القصر
★ ثامنٱ: سيجعل الاتفاق حمدوك في حالة ارتياح نفسي حيث سيرفع عنه الضغط السياسي الذي ظلت تمارسه عليه قحت .. إذ كان مطوقٱ باحزاب لها أجندة .. كان وضعها يتعاظم في مسار تصاعدي انتهازي .. وهي لا تتمتع بثقل جماهيري.. وبالتالي أمام حمدوك فرصة كبيرة للعمل على معاش الناس لا الانشغال بالسياسة.
★ تاسعٱ: اكثر فقرات الاتفاق التي تؤكد توافق الطرفين وعدم تخوفهما من تبعاته هى الخاصة بلجنة إزالة التمكين – سيئة الذكر- .. إذ كان هناك دعمٱ قويٱ وتنفيذٱ مطيعٱ للسياسة الانتهازية التي اتبعتها اللجنة .. ويلاحظ أن ماجاء في الاتفاق بشأن اللجنة أكثر صرامة مما ورد في قرارات البرهان في 25 اكتوبر ويتجلى ذلك في الإعلان عن تفعيل عمل لجنة الاستئنافات.. ورفد اللجنة باصحاب الخبرات.
★ عاشرٱ: اهتم الاتفاق بقضية مهمة ساهمت في سقوط قحت وهو ملف الشرق .. ومايميز الخطوة أنه اهتمام لا يتعارض مع اتفاق جوبا الذي يشمل مسار الشرق.
★ أحد عشر: وردت فقرة ذكية في الاتفاق وهى ( العمل على تأسيس جيش قومي) .. وهي تهدف لتطمين الداخل والخارج .. ورسالة لقيادات (قحتاوية) استعدت القوات النظامية طيلة الأشهر الماضية.
★ اثنا عشر: أكد الاتفاق انسجام الدعم السريع مع بقية القوات النظامية .. عكس مايشاع عن اعتراض قائد الدعم السريع على عودة حمدوك .. ويتبين ذلك في أمرين .. تواجد حميدتي جنبٱ إلى جنب مع البرهان في حفل التوقيع .. والثاني ان البرهان كشف عن دور كبير قام به نائب قائد الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في عودة حمدوك .. حتى أنه شكره خلال كلمته.
★ ثلاثة عشر: حوى الاتفاق اهتمامٱ مباشرٱ وغير مباشر بالشباب ولجان المقامة .. وورد ذلك في نصوص الاتفاق .. كما دعا حمدوك لأهمية التركيز على البناء والتعمير .. وهي نصيحة غالية لهم بدلٱ عن عمليات التخريب التي شهدتها شوارع بالعاصمة..
★ اربعة عشر من الواضح عدم وجود مرشحين حقيقيين لمنصب رئيس الوزراء بخلاف حمدوك نفسه .. وأن كل مارشح من اسماء كان عملية جس نبض .. الدليل أن البرهان قال : ( حمدوك كان وسيطٱ بين المكونين العسكري والمدني) و (أن ماتم نتاج جهد استغرق وقتٱ) .. وكذلك عدم اعتقال حمدوك بل نقله إلى مقر إقامة البرهان وانهما كانا سويٱ .. ايضٱ ذكر البرهان في لقاء أنهم (نضفوا الملعب لحمدوك) – في إشارة لقرارات 25 اكتوبر – وغيرها من المؤشرات.
★ خمسة عشر: لا يبدو تعرض طرفي الاتفاق لضغوط خارجية .. لم يصف المجتمع الدولي ماجرى في 25 اكتوبر بالانقلاب .. عدا المانيا وفرنسا والنرويج .. وقد حدث تحول في موقف الاولتين لاحقٱ.
★ ستة عشر: قد يرد البعض الاتفاق إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكي التي زارت الخرطوم مؤخرٱ .. لكن الضيفة ناقشت ملفٱ أخرٱ أكثر تعقيدٱ وهو تأزم الأوضاع في اثيوبيا.
★ سبعة عشر: أظهر الاتفاق أن القوات المسلحة تدير الأوضاع بذكاء وفي هدوء تام .. بدء من ترويج وزراء قحت أن الجيش ينوي الانقلاب عسكريٱ .. فهبط عليهم البرهان بقرارات سياسية قوية .. وتبعها باتفاق سياسي مفاجئ مع حمدوك كسر به ظهر (قحت المركزي).
★ ثمانية عشر: أوصد الاتفاق الباب أمام الأحزاب خاصة التي تنضوي في قحت .. وذلك بالتأمين على تشكيل حكومة من كوادر مستقلة.. وهذة رغبة الشارع حتى غير المسيس.. وبشكل عام الاتفاق يشابة قرارات اكتوبر في كثير من تفاصيلها.
★ *تسعة عشر:* تبين منذ 25 اكتوبر أن تقديرات قحت خاطئة بشأن الاحتماء بالخارج .. وان المؤسسة العسكرية السودانية تحظى باحترام المجتمع الدولي وينظر لها كشريك اصيل في حكم السودان .. وجاء اتفاق نوفمبر مؤكدٱ مباركة الخارج وحرصه على شراكة العسكريين والمدنيين
★ *عشرون* توقيع حمدوك على الاتفاق يتطلب من القوات النظامية مضاعفة القوة القائمة على تأمينه .. لقطع الطريق أمام أي محاولات لتسميم الأجواء السياسية.. بالتعرض له ‚ غض النظر عن شكل ذلك التعرض.