الخرطوم^المندرة نيوز^
تقرير:زهراء مختار
تتجه مجموعة من القوى السياسية إلى تكوين إعلان سياسي داعماً للحكومة المدنية بحيث يكون الإعلان السياسي حاضنة جديدة للحكومة وأشار القائمين على الأمر أن المشاورات مستمرة لتشكيل هذا الجسم الجديد,وقال عضو اللجنة المركزية لقوى إعلان الحرية والتغيير في السودان بشرى الصائم إن العمل بشأن الحاضنة السياسية الجديدة للحكومة الانتقالية في البلاد وصل نهاياته وربما يتم الإعلان عنها خلال يوم أو يومين,وأشار الصائم إلى أن الإعلان السياسي الجديد ما بين العسكر والمدنيين يضم عدداً من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير من الطرفين مركزية الحرية والتغيير والميثاق الوطني على أن يتم فتحه للجميع وفقاً لما دعا له رئيس المجلس الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أوقات سابقة ,ونوه إلى أن الأيام المقبلة ستشهد كذلك الإعلان عن جبهة عريضة مختلطة لعدد من الأجسام بينها لجان المقاومة وقال الصائم إن قادة جميع هذه التيارات يدعون إلى الاسناد على الوثيقة الدستورية الحاكمة للمرحلة الانتقالية مشيراً إلى أنهم في مركزية الحرية والتغيير لم يحددوا وجهتهم المقبلة .
فولكر ولجان المقاومة:
وكشفت مصادر أن تشكيل الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك سيتم خلال أسبوعين على أبعد تقدير كما أن الأيام المقبلة ستشهد استكمال الفترة الانتقالية إذ سيتم تعيين ولاة الولايات وإنشاء المفوضيات وتكوين المحكمة الدستورية,فيما تواصل أطراف عدة في السودان لإجراء مشاروات مكثفة بغرض الوصول إلى توافق وطني وتشكيل كتلة انتقالية لدعم الاتفاق السياسي ومساعدة رئيس الوزراء في اختيار الحكومة المقبلة .
ويذكر أنه ومنذ التوقيع على الاتفاق السياسي في الحادي والعشرون من الشهر الماضي رفضت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي هذا الاتفاق وفي وقت أبدى بعض قادتها مواقف مؤيدة للاصطفاف الجديد باعتباره المخرج للأزمة السياسية التي تخنق البلاد ولكن المجلس أشار أكثر من مرة أنه غير معني بالاتفاق السياسي قائلاً نؤكد على موقفنا الواضح والمعلن مسبقاً لا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية مع العسكر, وفي ذات السياق دعا رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لمساعدة الانتقال في السودان “يونيتامس”فولكر بيرتس ممثلي لجان المقاومة إلى عقد اجتماع مشترك لمعرفة آرائهم حول أخر التطورات في البلاد في محاولة لتهيئة الأجواء السياسية أمام رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتخرج حكومته الجديدة للنور.
اكمال هياكل السلطة:
ومن جانب أخر يقف حمدوك في مفترق طرق قبل تشكيل حكومته التي سوف ترى النور في غضون أسبوعين منذ توقيع الاتفاق السياسي مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان في الحادي والعشرين من نوفمبر الماضي ,فيما لا تزال القوى المدنية تعاني من انقسام سياسي حاد لم يشهده تاريخ السودان إذ دخلت مكوناتها المختلفة حالة من التجاذبات وضعت المزيد من العراقيل أمام نجاح عملية تشكيل الحكومة الجديدة ,ويرى محلليين سياسيين أن جميع التحركات التي قام بها د.عبد الله حمدوك لاحداث اختراق على مستوى أقناع الشارع بأهمية استكمال هياكل السلطة الانتقالية باءت بالفشل ,فضلاً عن أن قراره بتكليف عشرين من وكلاء الوزارات بإدارة العمل إلى حين تشكيل الحكومة وجد اعتراضاً من مجموعة الميثاق الوطني التي اعتبرتها محاصصة جديدة .
انتظار تفاصيل جديدة:
ويذكر أن التشكيل الوزاري في انتظار خروج ما يسمى بالإعلان السياسي لتنظيم العمل بين القوى السياسية المختلفة وقد يحتوي الإعلان السياسي على تفاصيل جديدة لم تذكر في الاتفاق الإطار بما يساعد على بدء خطوات فعلية لتشكيل الحكومة الجديدة ,وأضافت المصادر أن الإعلان السياسي الذي يجري إعداده والتوافق حوله بين الأحزاب السياسية يشكل بادرة جيدة حال أقتنع الشارع بجدواه ,وأشار نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل إلى أن سوء الفهم الذي حدث للكثير من القوى السياسية التي فوجئت بتوقيع الاتفاق بين حمدوك والبرهان في معزل عنها تعد السبب الرئيسي في الارتباك الحالي وأن قدرة الطرفين في إقناع الشارع والقوى السياسية بجدوى الاتفاق بحاجة إلى جهود كبيرة ,وأضاف أن المزاج الشعبي العام يتجه إلى القبول بالاتفاق لكن مع أهمية تطويره عبر إعلانات تفصيلية يجري تجهيزها بناء على أسس الوثيقة الدستورية الموقعة في العام 2019م ,ومن جانبه تعهد الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالتعاون الكامل مع حمدوك لإنجاح الفترة الانتقالية وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة بنهايتها ودعا الشعب السوداني إلى مساندة ودعم الحكومة التي سيشكلها حمدوك الفترة المقبلة .
ملء الفراغ الدستوري:
ومن جانبه أوضح القيادي بمجموعة الميثاق الوطني الأمين العام للتحالف السوداني سعيد ماهل أن رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك شدد خلال الاجتماع الأخير مع المجموعة على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة لوجود فراغ دستوري وقال ماهل إن إعلان الحكومة الجديدة لن يتجاوز أسبوعين لجهة قرب آلية المشتركة بشأن الحكومة من إكمال أعمالها خلال الأيام المقبلة ,وفي ذات السياق التقى رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك سفراء دول الاتحاد الأوروبي بالبلاد وأطلع رئيس الوزراء السفراء على التطورات بالبلاد منذ توقيعه الاتفاق الإطاري في 21 نوفمبر الماضي والخطوات العملية التي أعقبته بجانب العمليات المتوقعة خلال الفترة القادمة بما يتوائم مع أولويات عمل الحكومة الأربع خلال الفترة القادمة خاصة فيما يتعلق بإنجاز الإعلان المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري .
الترحيب ببنود الاتفاق:
ورحب اللقاء بالبنود الأربعة عشر التي تضمنها الاتفاق الإطارئ الموقع في 21 نوفمبر باعتباره خطوة أولى في اتجاه العودة لمسار التحول المدني الديمقراطي وأكد بأن هذه الخطوة تتطلب مزيد من الخطوات والإجراءات لبناء الثقة بين مختلف مكونات الفترة الانتقالية عقب 25أكتوبر الماضي,وتوافق رئيس الوزراء والسفراء على أهمية أن تتضمن تلك الإجراءات التي تؤدي لاستعادة المسار الانتقالي نحو الديمقراطية إجماعاً وطنياً يعتمد على مهام الفترة الانتقالية بالوثيقبة الدستورية لعام 2019م واتفاقية جوبا لسلام السودان لعام 2020م مع أهمية استكمال عملية السلام مع الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور .
صناعة دستور وطني شامل :
كما تم التوافق على أن تكون من تدابير بناء الثقة الشروع في بناء عملية صناعة دستور وطني شامل يعبر عن جميع السودانيين والإعداد لانتخابات حرة ونزيهة ومواصلة أجندة الإصلاح الاقتصادي مع العمل على بناء إطارات وطنية تؤدي لتحقيق العدالة الانتقالية واحترام حقوق الإنسان باعتبارهما عنصران أساسيان لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.