المندرة نيوز

د. عمار كارا يكتب.. الشرق وإمكانية النزاع المسلح

شرق السودان وامكانية نشوء نزاع مسلح
عمار ابراهيم كارا
الخرطوم=^المندرة نيوز^
يتكون شرق السودان من ثلاثة ولايات هي البحر الاحمر وكسلا والقضارف يمثل حوالي 18% من مساحة السودان ويقطنه حوالي 15% من مجموع سكان السودان وله حدود برية مع ثلاث دول هي مصر واريتيريا واثيوبيا، ويمثل منفذ السودان البحري علي ساحل البحر الاحمر.
تكتسب ولاية البحر الاحمر اهميه استراتيجيه بالغة فهي :
(1) تمتلك إمكانيات واعده لم تستغل لتجارة الترانزيت والمناطق الحره وخدمة الموانئ لبعض الدول الافريقية المغلقة مثل جنوب السودان وغرب اثيوبيا وتشاد وافريقيا الوسطي
(2) تصاعد اهمية البحر الاحمر كممر مائي استراتيجي لحركة التجارة وسلاسل التوريد العالمية.
(3) وجود ثروات معدنيه هائلة لم تستغل فى باطن البحر .هذه الثروات يمكن ان تمثل فرصة للتعاون والازدهار ويمكن ان تكون مدخلا لنزاعات دولية وتدخلات اقليميه حول ترسيم الحدود كما يحدث حاليا في منطقة البحر المتوسط
(4) فرص سياحية واعده في إنشاء المنتجعات ورياضة الغطس واستكشاف الشعب المرجانية.
(5) الصيد البحري الذي يمكن ان يساهم في الدخل القومي
مع امكانية تحقيق هذة الفرص الواسعة يعتبر شرق السودان منطقه ذات خطوره عالية لامكانية اندلاع نزاع مسلح اهلي بين مكوناته الاثنيه وذلك لوجود عوامل اولية (مباشره)وعوامل ثانويه (غير مباشره)تجعل الاقليم منطقة ذات توتر عالي.
العوامل الاوليه المباشره:
(1) افرازات الحروب في دول الجوار من نزوح ولجوء وانعدام للامن في الحدود ادى للاخلال الحاد بالتوازن الديمغرافي
(2) الفرز الاثني الحاد مع تداخل عوامل اقتصادية وسياسية لتعميقه
(3) تفشي الفقر والامية
(4) المناخ القاحل والتضاريس المعقدة
(5) الاحساس بالغبن نتيجة التنميه غير المتوازنه
العوامل الثانويه:
(1) عزل بعض المكونات القبلية والأهلية بسبب ارتباطها بالنظام السابق
(2) التدخلات الخارجية
(3) اتفاق سلام جوبا القطاعي عمل علي تغذية التنافس المطلبي بين الاقاليم
(4) تاخير التدخل الوقائي واستباق حل الازمه نتيجة لتعطل اليات الدوله في التدخل الاستخبارى والعنف الشرعي بسب الانقسام في عمل الدولة في ظل الصراع بين المكون العسكري والمدني الذي انتجته الوثيقه الدستوريه.
هذا الوضع قابل للانفجار تماما في انتظار ان يشعل احدهم عود ثقاب ،يمكن ان يتمثل ذلك في تصرف طائش او نزاع فردي صغير او شائعة خبيثه.ولن يتوقف حينها علي الشرق في ظل ضعف الدوله وانقسامها.
اعتقد بان النظام السياسي الذي انتجته اتفاقية 17 اغسطس والوثيقة الدستورية قد وصل لنقطة النهاية ولا جدوي من محاولة اصلاحه وتطويل امده والحل اما مؤتمر جامع لاهل السودان للتوافق او انتخابات رئاسيه مبكره واسوا ما يمكن فعله هو اغراء مؤسسه الجيش للانقسام في هذه المرحلة.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب