ومرت الايام
شؤون وشجون
الطيب قسم السيد
الخرطوم=^المندرة نيوز^
ان كان المبعدون بانهاء الخدمة والفصل وفق مؤتمر لجنة ازالة التمكين الصحفي الذي عقد مساء الخميس 10/ديسمبر2020 بالقرارين (٤٤٨و٤٢٧),، هم من جئ بهم للإذاعة والتلفزيون، من قبل النظام السابق بلا معايير، سوى الولاء للحزب والنظام..السابقين، فان في ذلك انصاف للذين سدت أمامهم فرص التعين و التقدم في السلم الوظيفي،و الترقي، وانتزعت منهم قسرا الحقوق الاخري التي تكفلها لهم قوانين الخدمة المدنية وفق ، استعدادهم ومؤهلاتهم وقابليتهم واقدمياتهم،، ان كان الأمر كذلك،، فانه مقبول.. لأن الظالم حتما سيطاله الظلم يوما.
اما ارزل درجات الانتهازية،، فهي تلكم التي يسعى مبتلوها هداهم الله، للوصول لما يبتغون باستمالة من يظنون ان بيدهم قرار ترفيعهم على حساب ذوي الجدارة والكفاءة، من بني جلدتهم!!! وما دروا ان الترفيع الحقيقي بيد الله الذي يهيئ لمن يختار من عباده، حب الناس ورضا الخلق وهما من حب ورضا الله،،، مكانهما وجدان الناس وذواكر هذا الشعب الذي هو من.. يقره ويحفظه لمبدعيه، وليس بيد الأحزاب و الجماعات و الحكومات ونافيذها..من القساة المنشقين..
وفي تاريخ الإذاعة السودانية، التي نشأنا وترعرعنا،في كتفها ،، قيم إرساها رجال شجعان ولكنهم مهنيون مسامحون، بيد ان يد السياسة وظلم الساسة طالهم رغم تجردهم.
ذونون بشرى مثلا، ملك برامج المنوعات ومبتكر المبادرات البرامجية الخلابة والشعارات الجاذبة اعتقلته حكومة مايو وأنهت خدمته،حينما أجرى حوارا مع عملاق الاغنية السودانية المطرب الشهير محمد وردي والشاعر محجوب شريف خلال ايام حركة الشيوعيين المايوين التي سموها التصحيحية في 19/يوليويوليو1971م، وكذلك فقدت الاذاعة والمهنة خلالها صاحب افخم صوت اذاعي الاستاذعبد الحميد عبد الفتاح،الذي اشتهر بتقديم برنامج (رسالة التعاون)، حينما كان يذيع نداءات حركة 19/يوليو التي كانت تدعو المواطنين،للخروج للشوراع لحماية (ثورتهم).بعد ان اعترض القذافي طائرة قائد انقلابهم المقدم بابكر النور القادمة من لندن.
وبعد فشل محاولة المقدم حسن حسن حسين أواسط السبعينات، اختفى الاذاعي المميز عباس بانقا الذي قرأ (مامورا) بيانهم الذي كان, حل الاتحاد الاشتراكي وجهاز (توتو كورة) من أهم بنوده، كما سجن الاذاعي الرقيق ابوبكر عوض.
وبعد نجاح ثورة أكتوبر الشعبية 1964م رفع اليساريون شعار (التطهير واجب وطني) فهجر اذاعيون، ومعهم دبلوماسيون، واكادميون مهنهم فخسرت البلاد الكثير. وفي أبريل 1985م التي جاءت بوزير يساري للاعلام في فترتها الانتقالية التي حددها المشير سوار الذهب بعام واحد، اوقف عن الخدمة من نجوم الاذاعة السودانية،، وقياداتها. بخيت عيساوي ومحمد سليمان بشير،وعمر الجزلي، وعمر عثمان، ومحاسن سيف الدين، وعلم الدين حامد، ومحمد الفاتح السموئل، بحجة أنهم من( سدنة مايو،) إلى أن إعادتهم للخدمة، الحكومة الوطنية المنتخبة عبر (انتخابات حرة ونزيهة) بقيادة الصادق المهدي، ولكن التوم محمد توم، وزير الإعلام الاتحادي الديمقراطي، في الحكومة الائتلافية المنتخبة، أعفي مدير الإذاعة الاستاذ محمد سليمان، بشير لانه اعترض بمهنية على اجراء مخالف للمهنية رفضه كذلك بشجاعة، الاستاذ حمزة مصطفى الشفيع مدير الإدارة السياسية بالاذاعة وقتها.
وفي يونيو ١٩٨٩م التي رفعت بعدها حكومة الانقاذ،شعار الصالح العام، أعفي البروف صلاح الدين الفاضل من منصبه لمجرد أنه احتد بمهنية مع وزير اعلام اسلامي في عهد الانقاذ بعد أن وشى به كادر اسلامي يعمل بالإذاعة. وموقف شجاع له خلال جلسة افتتاح لمؤتمر لمديري الإذاعات الولائية، التي أرسى دعائمها . اما ثورة ديسمبر المجيدة، رافعة شعارات الحرية والسلام والعدالة فقد فعلت العجب..إذ انهت خدمة ما قارب العشرة آلاف موظف وموظفة بينهم عمال وعاملات،ومهنيون ومهنيات، لا شأن لهم بالسياسة، ولا المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية كان نصيب الإذاعة وشقيقها التلفزيون منهم، (79)مفصولا ومفصولة.
عليه اقولها جاهرة على شرف اليوم العالمي للراديو، لك ايتها الحكومة,وعلى مرئ ومسمع من شعبنا هذا النبيل، هيا ابحثي عن تشريعات وتعديلات في قوانين الخدمة المدنية تحمي مهنييها ونوابغها من شرور السيياسة وظلم الساسة، وكيد وتدبير الانتهازيين والمتسلقين، من من هم من بني جلداتهم وكل عام وانتم والوطن وأهله بخير..
وسأعود.
