المندرة نيوز

بكري المدني يكتب.. اللعب مع الكبار -!

اللعب مع الكبار -!

الطريق الثالث

بكري المدني

الخرطوم=^المندرة نيوز^

لا أظن أن من مصلحة البلد الآن ان تدخل حكومة الفترة الإنتقالية في لعبة المحاور الدولية اللهم إلا ان كانت الحكومة تعد نفسها حكومة ذات شرعية انتخابية أو تنوى الاحتفاظ بالسلطة عبر فرض سياسة الأمر الواقع !

ان حكومة الفترة الإنتقالية لها مهام محددة هي الإعداد للانتخابات وتحقيق السلام والعدالة وحتى التعامل مع المجتمع الإقليمي والدولي يجب ألا يتجاوز طلب الإسهام في هذه المهام وبما لا ينتقص من سيادة البلاد

لقد جربت حكومة الفترة الإنتقالية في نسختها الأولى والثانية برئاسة الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك التعويل على الحلول الخارجية وعلى الدعم الخارجي وحدثت كثيرا عن الاندماج وعن عودة السودان للمجتمع الدولي ولكن النتائج على الأرض كانت صفرا كبيرا وحتى التسوية التى قام بها حمدوك مع الأمريكان في قضايا الإرهاب كانت اقرارا بذنب لم يرتكبه السودان وغرامة بلا عائد

السيد رئيس مجلس السيادة نفسه فريق أول عبدالفتاح البرهان أخطأ التقدير عندما ظن أن حل مشاكل السودان ياتى من خلال بوابة (إسرائيل)والتى دخل من خلالها فلم يستطع ان يتقدم أو يتراجع وحتى اليوم لا نتائج ملموسة لصالح السودان نتيجة التطبيع مع اسرائيل بل المنظور هو ما تحقق ل(إسرائيل)أمنيا وسياسيا !

بدلا عن الاتعاظ بالتجارب القريبة السابقة مع الغرب ومع إسرائيل ها هو السيد نائب رئيس المجلس السيادي فريق أول محمد حمدان دقلو يزور روسيا وهي فى حالة حرب معلنة ليست مع أوكرانيا فقط ولكنها مواجهة دولية بين محوري روسيا من جهة وأمريكا من جهة أخرى

مهما كانت دواعي أسباب زيارة السيد حميدتى لموسكو فإن الوقت غير ملائم أبدا وذلك لأسباب واقعية وأخرى افتراضية والأولى أن روسيا التى دخلت فعليا في الحرب صبيحة وصول السيد حميدتى لن يكون هناك مسؤولا كبيرا في حكومتها لديه الوقت للجلوس الى حميدتى عطفا إلى ان مسؤولا روسيا ذا وزن لم يكن اصلا قد استقبله قبلها في المطار وذلك بسبب انشغال الروس بجبهة القتال !

ان لم يكن متاح للسيد حميدتى مقابلة مسؤولين روس كبار لبحث العلاقات والمصالح المشتركة فإن عائد هذه الزيارة واقعيا لن يغطى حتى تكلفة الرحلة وستكون أقرب للسياحة منها للزيارات الرسمية

السبب الافتراضي لعدم ملاءمة وقت الزيارة هو قراءة الزيارة من باب التأييد والدعم للموقف الروسي مقابل الموقف الغربي والدولي الآخر وهذا بإختصار يعنى التعويل على محور دون الآخر لتحقيق مصالح للسودان وهو ما لن يحصد من الثمار غير المرة منها مثل المرة السابقة للحكومة الإنتقالية وربما أسوأ

قد تكون هناك جوانب غير مرئية في زيارة السيد حميدتى لروسيا في توقيت القتال هذا بدءا من نفقات الرحلة و أسباب الزيارة ذاتها ومنها ما قد لا يتعلق بالسودان مباشرة مثل الصراع الدولي في منطقة الغرب الإفريقي وعلاقات قوات الدعم السريع الإقليمية والدولية والتى بدأت تنمو خارج السراب ولكن حتى إن كان الأمر كذلك لكنها في الآخر سوف تمطر (حصو)على السودان !

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب