اليوم الثقافي لطلاب كلية دار العلوم والتكنولوجيا حدث له مغزاه
بروفيسور إبراهيم محمد آدم
الخرطوم=^المندرة نيوز^
إن الأنشطة الطلابية اللاصفية تعتبر مساراً موازياً للتعليم وفقاً للمنهج المرسوم والمجاز بواسطة أي مؤسسة تعليم لأنها تمثل التعلم الذي هو صنو التعليم ومكمل له، ذلك لأنّ التعلم يمكن أن يقوم به أي شخص باعتماده على جهوده الذاتية في حين أن عملية التعليم يقوم بها شخص متخصص، أما عن الفروق الأخرى بين العمليتين فيمكن إيجازها في إنّ الهدف الأساسي من عملية التعليم هو إحداث تغيير في سلوك الفرد بشكل مرغوب فيه، في حين أنّ التعلم يعتبر من الأهداف النهائية لعملية التعليم.
ولقد آلت كلية دار العلوم والتكنولوجيا على نفسها أن تهتم بتلك النواحي فوضعت ضمن أنشطتها المواد الاختيارية التي لا تدخل في التقييم الدراسي النهائي للطلاب ولا يجلس لامتحانات فيها ومن بينها الرسم والتلوين والخطابة باللغتين العربية والانجليزية والموسيقى والدراما والأنشطة الرياضية المختلفة التي وصلت فيه إلى شراكات مع الإتحاد العام السوداني لكرة القدم واللجنة الأولمبية ونادي الهلال والمريخ بعد أن كرمت لاعبي ناديي القمة في ختام دوري السودان السابق .
وقد وضعت الكلية نصب أعينها الإهتمام بتطبيق تلك الحزمة من الأنشطة اللاصفية والتي شملت أيضا المحاضرات العامة والتوعوية وتناول قضايا المجتمع في قوالب درامية وتنظيم يوم ثقافي بالكلية بمشاركة طلابها والطلاب الوافدين من الدول الصديقة والشقيقة، حيث نسقت إدارة شئون الطلاب ذلك اليوم بالتعاون مع اللجنة المختصة من الطلاب والعاملين بالكلية برئاسة الدكتور أيمن محمد طه أستاذ علم النفس التربوي والعلوم التربوية بكلية التربية بجامعة الخرطوم ومنسق شئون الطلاب بكلية دار العلوم والتكنولوجيا، حيث افتتح البروفيسور عمر محمد التوم الشامي رئيس مجلس الأمناء المعارض الثقافية التي شملت ركن الولايات الوسطى بكل ما احتواه من تراث ولايات الجزيرة وسنار والنيلين الأبيض والأزرق بالإضافة إلى ركن كردفان الذي اشتمل على نماذج للمحاصيل التي تذخر بها تلك الولايات وكذلك المنتجات الغابية مثل التبلدي والنبق واللالوب والعرديب وغيرها هذا عداً عن المأكولات الشعبية كالعصيدة بإداماتها المختلفة.
وفي ركن دار فور كانت المصنوعات اليدوية التراثية المصنوعة من السعف حاضرة بالإضافة إلى الأكلات الشعبية، التي تتميز بها المنطقة كالكول واللوبيا وفي جناح شمال السودان والذي ضم ولايتي الشمالية ونهر النيل عرضت المقتنيات الشعبية والمحصولات التي تتميزان بها إلى جانب الآلات الموسيقية المحلية كالطنبور وغيرها تزين المكان، وفي جناح جمهورية مصر العربية كانت هناك العديد من المطبقات والمعروضات التعريفية كما استمتعنا بطعم الكشري وهو الأكلة الشعبية الأولى هناك بالإضافة إلى الملوخية بالأرانب والمهلبية وغيرها، وقد غاب للأسف شرقنا الحبيب نتيجة لعدم وجود عدد كافٍ من الطلاب الذين ينظمون معرضاً خاصاً به.بينما كان سنام تلك الأجنحة المعرض الفني الذي اشتمل على الرسم والتلوين حيث طبق الطلاب ما تعلموه في المدارس وكورس الرسم الذي تدرسه الكلية،
أما على خشبة المسرح فقد كان النشاط الفني لكورال الكلية والذي يقف على تدريبه الفنان تبيدي حيث قدم الطلاب وصلات غنائية رائعة ثم كان الغناء المنفرد الذي أداه ابن الكورال والكلية محمد عبد الله، كما تخلل ذلك العديد من الأغاني الشعبية المردوم والجراري من كرفادن والعديد من الرقصات التراثية من دار فور وإنشاد ديني قدمه الطالب أحمد كريماتي من جمهورية مصر العربية، وقد اشتمل الاحتفال كذلك على العديد من الجوائز التي قدمها رئيس مجلس الأمناء للطلاب القائمين على المعارض، أما أصحاب البازارات فقد وجدوها فرصة لعرض بضائعهم المتنوعة التي شملت الوجبات الجاهزة والمواد الغذائية والملبوسات والاكسوسوارات ومعينات التزيين والتحف والهدايا التذكارية مع التقاط الصور التذكارية بواسطة المصورين العامين الذين شاركوا في الاحتفال الذي كان بهيجاً جسد ارتباط الطلاب بالكلية وعرف الآسر كذلك بالمؤسسة التي يدرس فيها ابناءهم عن قرب.