الخرطوم=^المندرة نيوز^
حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من أن التأثيرات المجتمعية الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية في السودان ستؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في السودان، إيدي رو، في بيان نشرته “الفاو” الخميس، إن “هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، ما يدفع عدداً أكبر من الناس إلى المزيد من الفقر والجوع”.
ورجح البيان ازدياد أعداد الأشخاص، الذين يواجهون الجوع الحاد إلى أكثر من 18 مليون شخص بحلول سبتمبر هذا العام.وخلال الأشهر الأخيرة شهد السودان ارتفاعاً بأعداد النازحين بسبب الصراع في أجزاء من دارفور ومنطقة كردفان، كما أدى انعدام الأمن إلى تآكل سبل كسب العيش، وإلحاق الضرر بالمزارع، وكذلك انتشار البطالة على نطاق واسع.
وتسبب انخفاض قيمة الجنيه السوداني وارتفاع تكاليف الغذاء والنقل بزيادة صعوبة توفير الأسر للطعام على موائدهم، وسط مخاوف من أن يؤدي عدم إمكانية الحصول على العملات الصعبة إلى مزيد من الانخفاض بقيمة الجنيه السوداني.ويتوقع تقرير بعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي “CFSAM”، الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، أن يكون الإنتاج المحلي من الحبوب في الموسم الزراعي (2021-2022) نحو 5.1 مليون طن متري، ما يغطي فقط احتياجات أقل من ثلثي عدد السكان، ما سيترك الكثيرين يعتمدون على المساعدات الغذائية الإنسانية، وعلى واردات الحبوب الأساسية بأسعار تفوق قدرة معظم الناس.
بدوره حذر ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان باباغانا أحمدو من أن “ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة المدخلات الزراعية الأساسية مثل الأسمدة والبذور يعني أن المزارعين ليس لديهم خيار آخر سوى التخلي عن إنتاج الغذاء، إذا لم يتلقوا الدعم الفوري، ومن المحتمل أن يكون لذلك عواقب وخيمة ليس فقط على أمنهم الغذائي، لكن أيضاً على مدى توفر الغذاء في السودان، وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى مزيد من الصراع والنزوح”.
ووفق البيانات الحالية للمنظمات الدولية، يبدو الوضع بالنسبة لملايين السودانيين قاتماً، وذلك، إضافة إلى ما سبق، نتيجة تداعيات الصراع في أوكرانيا، الذي تسبب في مزيد من الارتفاع لتكاليف الغذاء، لا سيما أن السودان يعتمد على واردات القمح من منطقة البحر الأسود.ويشير تقرير المنظمة الدولية إلى أن انقطاع تدفق الحبوب إلى السودان سيؤدي إلى زيادة الأسعار، وزيادة صعوبة استيراد القمح، مشيراً إلى أن أسعار القمح في السودان تبلغ في الوقت الحالي أكثر من 550 دولاراً أميركياً للطن، بزيادة قدرها 180% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.