غندور ..”من شر حاسد اذا حسد”!!
استراتيجيات
د . عصام بطران
الخرطوم=^المندرة نيوز^
– … ومازال “ابن الغنادير” في بلاد العم “سام” ولم تزل الاخبا تترى علينا كل يوم بجديد ومفاجئ يحسب في خانة نجاحات داوية تسجلها الدبلوماسية السودانية في صحائف الانجاز .. ابتداءا من
القرار الامريكي الخاص باستبعاد اسم السودان من قائمة الدول التي يقع رعاياها تحت قانون “حق الحماية المؤقتة TPS” .. وهو القانون الامريكي الذي يمنح الاقامة والحماية المؤقتة لرعايا الدول الذين لا يستطيعون الرجوع اليها لعدم ضمان سلامتهم بها اما لاسباب امنية او انسانية او كوارث او اي اسباب تقديرية اخرى والبالغ عددهم ١٠٣٩ “لاجئ سوداني” .. مرورا بالخطاب المتوازن والرصين الذى القاه وزير الخارجية في الدورة ٧٢ للجمعية العامة للامم المتحدة في “نيويورك” والذي استعرض فيه جهود الدولة في تحقيق السلام والحوار الوطني والدور الاقليمي للسودان في قضايا مكافحة الارهاب واللاجئين والسلم والامن الدوليين .. انتهاءا بالقرار المفاجئ للمراقبين الاستراتيجيين والذي اصدره “ترامب” بالغاء اسم السودان من القائمة الامريكية التي تفرض قيود خاصة بمنح تاشيرات دخول السودانيين الي الولايات المتحدة الامريكية مع استمرار فرض القيود على رفقاء السودان في القائمة ..
– احتفت الصحف وانبرت الاقلام وضجت “الاسافير” وهي تكيل المدح وكل عبارات الثناء والحب والامتنان للدبلوماسية السودانية وربانها الماهر غندور “الغندور” .. فالاعلام نعمة ونغمة .. “نعمة” حين يكون ايجابيا يجمل الجميل ويقبح القبيح .. و”نغمة” حين يتناول نجاحات الاشخاص بمعزل عن المؤسسات ويمجد لهم انجازاتهم التي لولاهم لما كانت ولن تكون فكثير من المسؤولين بالدولة يحقق نجاحات تحسب في خانة كسبهم وجهدهم وتكوينهم “الكاريزمي” وتتناول اجهزة الاعلام والوسائط الالكترونية تلك الانجازات احتفاءا بهم وتكريما اليهم وهم يستحقون ذلك ولكن و”اااه ثم ااااه” من لكن .. فمن حيث يعلمون او لايعلمون يجلبون لهم الحقد والحسد وشر “العين” من اعداء النجاح والمتربصين بالناجحين ولله في خلقه شؤون .. المكر السئ الذي يحاك ضد النابغين يجعلهم يتوارون عن الانظار واذكر ذلك جيدا في المرحلة الاولية ومايتعرض له اول الصف من مؤامرات ودسائس من قرنائه الفاشلين بينما يامن من مكرهم “الطيش” ويكون من اعز وانبل اصدقائهم ..
– في عادات وتقاليد قد ترقى الى حد “الخرافة” ولكنها مازالت تمارس كاستراتيجية “شعبية” في مجتمعاتنا لطرد الارواح الشريرة وصرف “العين” والحسد وتسمى “السبر” وقد حكى لي في ذلك احد اقاربي سر تسمية بعض الاسر لمواليدهم باغرب الاسماء التي لاتناسب اسماء اندادهم ولاتجاري اسماء الحداثة والعصر مثال: “كوكو” و”بخيت” و”كتيرة” وغيرها من الاسماء والالقاب ويعود السبب في ذلك الى صرف العين “الحاسدة” من المولود الذي تنجب امه اطفالا يموتون عقب ولادتهم ويتكرر ذلك الحدث الحزين مرارا وتكرارا وتاتي المصادفة الكبرى ببث الحياة في روح الطفل الذي يطلق عليه الاسم “الشين” وهو في بطن امه .. وهنا تتجسد الاسطورة لتصبح واقعا معاشا فكل صاحب نعمة محسود ولكل ناجح اعداء يناصبونه العداء حيث تتفشى هذه العادة الذميمة كثيرا في مؤسساتنا العامة والخاصة حتى اصبح “الحفر والدفن” لعنة تطارد النجاح والناجحين في كل مرفق ولايستثنى من ذلك “الغفير” وحتى “الوزير” فلكل اقران وانداد و”حفارين” تخصصوا صرفه عن نجاحاته حتى اصبح الحقد والحسد من سمات “الراهن” فصار الصراع المهني هو الذي يميز الخبيث من الطيب .. ووصية لن انساها مازلت حيا خصاني بها العقيد/ يوسف عبدالفتاح الشهير ب”رامبو” قائلا لي بالحرف الواحد “تشتغل كتير تنجح شديد تترفد سريع” واردف قائلا “خليك ضب ماف زول بجيب خبرك” فاختار ايهما طريق تسلك .. طريق النجاح المحفوف بالحسد و”الحفر” و”الدفن” ام طريق الفشل الممهد بالرياحين والورود والازاهير ..
– قادني الى ذلك الحديث المصير المظلم المتشائم الذي يواجه كل ذو نعمة تفوق في مجاله وتعددت مواهبه و”فات الكبار والقدرو” وبذلك الفهم اقدم مناشدتي الى كافة الحادبين على مصلحة البلاد والعباد ان اكثروا من “شتم” “غندور” حتي تنصرف عنه انظار الحاسدين واصحاب الاعين الخائنة والصدور الموقورة بالحقد احيلوا “غندور” الى قائمة “الفاشلين” واتركوه يعمل في خفاء لمصلحة البلاد واهلها الطيبين .. ادعوا كل “حكامات” البلاد في طولها وعرضها وكل “الهدايين” راكبين وراجلين ان يكثروا من ذكر مساوئه “ودس” محاسنه .. ادعو “تيمان” عطبرة لعمل خلطة سحرية من البخور و”اكتروا” فيها من “اللبان الضكر” حتى تنصرف عيون اعداء النجاح عنه وان لاينتبه عتاولة الكره البغيض لكل ناجح الى انجازاته فيسلم بذلك من مكرهم وحسدهم “والله لاجاب يوم شكرك” يا .. “غندور” ..