الخرطوم =^المندرة نيوز ^
كتب القيادي بحزب الامة القومي وازالة التمكين عروة الصادق مقال على مواقع التواصل الاجتماعي رصدته المندرة نيوز عن زيارة السفير البريطاني بالخرطوم لرئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان في منزله بولاية نهر النيل حيث قال بحسب المقال
✓• نشاهد في الصور سفير المملكة المتحدة يزور البرهان في قندتو .. ونذكر أنفسنا بأن البرهان قد منح قبل مدة تتجاوز الستة أشهر هذا السفير ٢١ يوما لتوفيق أوضاعه ومغادرة البلاد، بل ونفذ البرهان سياسة الإبعاد والمنع من الدخول لواحدة من البريطانيات تعمل ضمن بعثة اليونيتامس.
✓• المملكة المتحدة قرارها الداخلي مضطرب هذه الأيام .. للانشغال باختيار رئيس للوزراء خلفا لبوريس جونسون، وهناك تسمية لسفير سوداني للمملكة المتحدة تنتظر اعتمادها من الخارجية البريطانية والملكة، وهناك دور أمريكي سعودي ينشط في الشأن السوداني بعيداً عن اللاعب البريطاني والذي يظن أن هذه المستعمرة لا ينبغي التصرف فيها دون علمه.
✓• في ذلك تضل كثير من الرؤى والآراء طريقها، وتحل مكانها أجندات دول وإقليم وأحلاف جيوسياسية، في هذه الأثناء يلعب العسكر على الحبال التي تضمن لهم تطويل الأمد وعرقلة الإدانة والعقوبات، ففي اللحظة التي يصدر فيها الكونجرس الأمريكي قرارا بإدانة إنقلاب ٢٥ أكتوبر يهرع سفير المملكة المتحدة وطاقم سفارته لتهنئة البرهان بالعيد الذي حرم البرهان مئات البيوت من الاحتفال به.
✓• يعلم يقينا سفير المملكة المتحدة أن البرهان محشور في أضيق زوايا التاريخ بعد استدعائه لخطابات ما قبل السلطنة الزرقاء أقل ما يمكن وصفها له هو خطابات داحس والغبراء، ويعلم البرهان أن المملكة المتحدة تريد أن يكون لها اليد العليا على تحركات الأمريكان والأوروبيين، لأن هذه المستعمرة لا يمكن أن ينهب ثرواتها الروس ومن شاكلهم، آن للمملكة المتحدة أن تتخذ موقفا يضمن مصالحها، وما بين رغبة سفير المملكة ورهبة البرهان، تطل أفكار البراغماتيين برأسها وربما أحيلت لانتهازية تضيع مكتسبات الشعب السوداني وتبدد شعاراته.
✓• اللقاء ليس مستغرباً في ذاته ولكن كان غريبا في شكله وميقاته، إذ خلا تماما ممن نسميهم “local staff” بل حتى من سكرتارية مكتب البرهان، وهو ما يعني أن الحديث الذي بذل لا تتحمله المكاتب ولا أروقة السفارات ولا ردهات القصر، وأي تفاصيل تنشر عنه محض تنجيم ما لم يبح بها الطرفين، وسيظل اللقاء واحدة من مبهمات السياسة في البلاد، فقد خلا من ترتيب مراسم وزارة الخارجية ومتجاوزا أعراف الدبلوماسية، وكأنه زيارة اجتماعية للقاء علاقات عامة.
✓• ولكن تظل همة الشعب السوداني وعزيمته هي الفيصل في كل هذا العبث الذي ينسج خيوطه العسكر ويعبث به مدنيون ارتضوا أن يكونوا (كهنا) يمسح بهم العسكر أحذيتهم المخضوبة بالدماء، و(كهانا) يتحلقون حول نيرانهم التي تحرق البلاد يتبتلون بها ويتعبدونها إرضاء لربهم.
✓• إن استخدام المملكة المتحدة لطريقة الابتزاز السياسي التي تمارسها تجاه العسكر واحدة من الأساليب التي تم تجريبها مع النظام البائد، وقدمت له قبلات حياة وهو في أوهن حالاته، وهو ما تخطو نحوه المملكة المتحدة عبر سفيرها في الخرطوم، فالمواقف المرنة تجاه الإنقلابيين والتردد في وصفهم بذلك تجعل من قيادة المملكة المتحدة وخارجيتها متواطئا مع الإنقلاب، ومهادنا له، على عكس المواقف التي قدمتها وقادتها الإدارة البريطانية في مجلس الأمن.
✓• إن استخدام المملكة المتحدة للجزرة تجاه الإنقلاب سيسوف قضايا العدالة ويبدد الثقة في الأسرة الدولية، فالتنافس على المصالح والاجندة الخاصة قد طغىٰ علىٰ مصلحة الشعب السوداني، وأي دولة أو تحالف يريد أن يضمن مصالحه بالتودد للعسكر واهم، واي حديث عن محاولة دعم إستقرار البلاد بعسكرتها سيجلب الشرر المستطير والحرب الضروس، فالسودان ليس واحدة من تلك الدول التي تم تجريب الوصفة العسكرتارية فيها.
✓• على القوى المدنية في البلاد اليقظة والحذر ومراقبة تصرفات وقرارات وحركات وسكنات المحيط الإقليمي والدولي خصوصاً المتدخل والمتداخل في الشأن السوداني، والجماعات التي تدعي رعاية الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان، فمتى ما وجدت تلك الجماعات من يمنع ويلبي مصالحها ستعمده عميلاً وراعيا لمصالحها في السودان.