تقرير=^المندرة نيوز^
شهدت الفترة الإنتقالية التي يعيشها السودان عقب ثورته المجيدة ثورته المجديدة حراكاً واسعاً على المستوى الإقليمي والدولي دعماً لخطوات الإنتقال الديمقراطي والتغيير التي تشهده البلاد، وكانت المملكة العربية السعودية لها دوراً ملموساً في تقديم المنح والدعم الإقتصادي والسياسي سيما الدوبلوماسي، وعلى صعيد تبادل الزيارات والمباحثات بين الجانبين جرت خطوات عديدة لتحريك الملفات التي من شأنها تحقيق المصالح بين الخرطوم والرياض.
قطان بالخرطوم
ووصل وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد بن عبد العزيز قطان إلى البلاد أمس الثلاثاء في زيارة رسمية، حيث كان في إستقباله في مطار الخرطوم الدولي، ووكيل وزارة الخارجية السودانية المساعد إلهام إبراهيم محمد، ومدير عام الإدارة العربية والآسيوية السفير فيصل يوسف، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر. ودخل الوزير قطان فور وصوله الخرطوم في مباحثات مهمة مع وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني جبريل إبراهيم، تمحورت مناقشاتها في كيفية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية وسبل تطويرها.
مباحثات مهمة
وقالت وزارة الخارجية السودانية أن وزير الدولة للشؤون الأفريقية السعودي عبد العزيز قطان وصل إلى السودان في زيارة قصيرة، حيث أجرى خلالها مباحثات مهمة جميعها ترتكز على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وتقول أن الوزير السعودى جري خلال زياراته لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بالإضافة إلى لقائه بوزيري المالية والتخطيط الغقتصادي جبريل إبراهيم ووزير الخارجية مريم الصادق، المعاصر للحراك السعودي يرى ان زيارة الوزير السعودي للخرطوم تجئ في أطار اهتمامها المعهود بالقضايا العربية وشؤون الدول الشقيقة، وبالمقابل كثفت السلطات السودانية إتصالاتها وزياراتها للمملكة العربية السودانية للتنوير عن الأوضاع الحدودية خاصة مع دولة اثيوبيا التي تسود بينها توترات أمنية ودبلوماسية أثر تحركات الجيش السوداني لإستراد المناطق التي كانت تسيطر عليها الجارة أثيوبيا.
إهتمام مشترك
وتعزيزاً للتعاون المشترك بين الجانبين استقبل رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك الوزير السعودي بمكتبه بالخرطوم، واستعرض الجانبان العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين، كما بحثا مُستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في ذات الوقت نقل قطان، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، وتهنئتهما بمناسبة تشكيل الحكومة الانتقالية، فيما حمل رئيس مجلس الوزراء تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية، ويبدو أن المباحثات بين البلدين ستدخل حيز التنفيذ خلال فترة وجيزة، خاصة وان الوزير الزائر وقف على كل الأوضاع خاصة وأنه تبادل الرؤى مع المسؤولين بالشقين العسكري والمدني مما يشير إلى حرص السعودية على تعزيز العلاقات بالمجالات كافة مع السودان.
إستثمار سعودي
وجاء حديث عبد العزيز قطان وزير الدولة للشؤون الأفريقية السعودي مؤكدا حرص الجانب السعودي على تقديم الدعم الاقتصادي وذلك عبرالتوسع في الإستثمارات بالسودان، ويقول قطان إن زيارته تأتي إنفاذا لتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وذلك بغرض توطيد العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، استناداً إلى وقوف المملكة مع الحكومة الانتقالية لإعادة السودان إلى مكانه الطبيعي بين دول العالم، في الوقت نفسه أكد أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية لا سيما المشاريع الاستثمارية المتوفرة في السودان، وقال ان الزيارة كانت مثمرة وأنه سينقل الرؤى المشتركة للمسؤولين في بلاده، فيما يكشف عن توجه السلطات السعودية للترتيب لزيارات متبادلة على المستوى الحكومي ورجال الأعمال للدخول بشكل جاد في المشاريع الإستثمارية التي الوقوف عندها خلال المباحثات.
تغطية الإحتياجات
ويبدو ان الجانب الإقتصادي والإستثماري كان محوراً إستراتيجياً من محاور ودلائل الزيارة الناجحة التي أفردت حيزاً كبيراً لهذا الشأن، ويقول وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم أمس إن الجانبين بحثا إنشاء مشروعات استراتيجية، تسهم في تغطية احتياجات المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج من المحاصيل الزراعية، وإقامة مشروعات عملاقة في مجالي النفط والغاز، بجانب العمل على بناء شراكات استراتيجية، ويوضح جبريل أن الاجتماع بحث تطوير العلاقات الأزلية بين البلدين، وضرورة تطويرها والاستفادة منها في بناء شراكات استراتيجية مع المملكة، لا سيما في المجالات الاقتصادية، كما تناولت تطوير قانون الاستثمار السوداني، وإزالة العوائق التي تحول دون إنشاء مشاريع استثمارية مشتركة في السودان.
حرص البلدين
وتتوسع المباحثاث بين الجانبين في عدد من المجالات مما يؤكد حرص البلدين على تعزيز العلاقات وتطويرها في المجالات كافة، وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان علي بن حسن جعفر التقى أمس مدير جامعة السودان الدكتور عوض سعد حسن والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الأكاديمية والثقافية، وتعزيز التواصل بين المملكة والسودان في مجالات التبادل العلمي والأبحاث وتبادل الخبرات، فيما استقبل الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة في الإمارة بجدة، سفير السودان لدى المملكة عادل بشير،وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية ومناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.
مكاسب الزيارة
ويرى خبراء علاقات الدولية ان السعودية تسعى لتحقيق مكاسب كبيرة مع السودان وخاصة على صعيد الإنفتاح الإستثماري والإقتصادي باعتبار أن بالسودان موارد جاذبة خاصة في قطاعات الزراعة والصناعة، ويبدو ان المملكة تحاول توسيع تجاربها الاقتصادية والإستثمارات التي توسعت بها مؤخراً بالسودان.