المجنونه و الخرتايه
سلسلة حفيف الحروف
علاءالدين بابكر بيلاوي
الخرطوم=^المندرة نيوز^
تمر باﻻنسان في حياته عدد من المشاهد يكاد ان ينساها في خضم حركة الحياة و ديمومة مشكلاتها، و لكن احيانآ كثيرة رغمآ عن انشغال البال والخاطر تسترجع المخيله بعض المواقف الغريبه المضحكه حزنآ و المحزنه حد الاضحاك،.
هذا الحديث قادني الي استرجاع قصه شهادتها وانا في بدايات عملي التجاري بسوق سته الشهير بالحاج يوسف الذي كنت املك فيه دكانه لتوزيع منتاجات الدواجن وقد كنت ايضآ حينها اعمل بإذاعة صوت القوات المسلحةfm97 معدآ و مقدمآ للبرامج، فكان جمع بين النقائض و اثناء فترات تواجدي بسوق ستة الذي هو عالمآ اخر في كل شئ، فكنت كثيرآ ما اتابع بعض مشاهد اﻻحداث التي الحظها و تحدث امام ناظري، ﻻن دائمآ الشاعر الذي يسكنني تجده يبحث عن مشهد، فكنت كثيرآ ما اراقب سلوك اطفال الشوارع الذين نطلق عليهم ما يعرف بالشماسه، فقد كان السوق مكتظ بهم، ﻻحظت مشهدآ ظللت اذكره ﻻمرآة مجنونه تحمل خرتايه ولمن، ﻻ يعرف الخرتايه هي شنطة تصنع من قماش الدموريه، واكثر مايميز هذه الشنطه اﻻتساخ فكمية اتساخها هو ما يجعلها أن تصبح خرتايه فهذه المجنونه التي كانت ﻻ تتحدث كثيرآ بل تجلس في مكان ثابت تنتظر من يعطف عليها باعطائها حسنه.
و لكن قد ﻻحظت ايضآ ان هناك مشهدآ غريبآ يحدث مع تلك المرآة المجنونه فان بعض من ابناء الشوارع يآتون الي مكانها عند منتصف النهار تمامآ كل يوم، ويحاولون ان يقتادوها معهم وﻻنها ﻻ تتحدث ﻻتآبه بهم فكان احدهم يصيح في اخوانه من الشماسه (انت بس شيل الخرتايه (يافرده) تاني حتجي براها تابعاك !!.
وعندما تكرر هذا المشهد سالت احد جيراني كان صحاب متجر الي اين يذهبوب ابناء الشوارع هوﻻء بهذه المسكينه؟. ، لكنه ضحك ضحكه خبيثه مقهقهآ في مكر بائن انهم يذهبون بها الي تلك الخرابات فياخذون ما عندها من اموال و ياخذون منها ماتملك ضحكت حزنآ و تعجبت كيف اكتشف الشماسه حيلت الخرتايه وكيف توصلوا لسر ارتباط المجنونه بهذه الخرتايه، واثناء مرور جميع هذه المشاهدات من قصص ذلك السوق العجييب تذكرت واقع الجزيرة ومشروعها الحزين كما مر بمخيلتي مسلسل الواقع الذي تعيشه اﻻن ارض المشروع و تدني أسعار كافة المحاصيل والارتفاع الجنوني لأسعار المدخلات الزراعيه من يوريا و داب و مبيدات و غيرها مما سيتسبب بخسائر كبيرة لصغار المنتجين من المزارعين ،و الدولة تقف متفرجه لاتملك قرارا أو حلول فلا تمويل وجد ولا تقاوي توفرت ولامشكلات ري حلت والعروة الصيفيه علي اعتاب الفشل في ظل انعدام كامل للمدخلات وعزوف كبير للمزارعون من زراعة القطن خوفا من العواقب غير المأمونه وتوجُس من تكرار.
ما حدث في محصول القمح الذي تدنت أسعاره عقب تحديد سعر الدوله له ومن ثم وقفت مبتعده تنظر لمزراعيها وهم بين الخسارة وواقع تدني الأسعار و الماليه ترفض استلامه
*حروف أخيرة…*
الان الدولة عقب اتفاقية جوبا فقد اقتلعت خرتاية اهلنا المزراعين وهي مشروع الجزيرة ليسير خلفها كافة الزراع منقادون الهيا بلا حيلة لتقتلع منهم كل ما يملكون وهم صاغرين يسيرون خلف الخرتاية التي أصبحت بيد الدولة عندما جعلت من مشروعه مشروعا قوميا فأصبحت الجزيرة تشبه تماما حال المجنونة و الخرتاية بعد أن اقتلع المركز منها مشروع الجزيرة حتى تتبعه ليسير بها إلى حيث يريد فإما الي قانون ٢٠٢١ أو تحويله الى هيئة زراعيه