المندرة نيوز

مقدم هشام عثمان الحبوب يكتب.. ثورتنا.. و جزاء سمنار للوطن

ثورتنا.. و جزاء سمنار للوطن

مقدم هشام عثمان حسين الحبوب

الخرطوم=^المندرة نيوز^

من المُسَلم ان اي حراك أو نشاط سياسي في أي مجتمع نتاج تحقيق أهداف و غايات ذلك المجتمع باعتبارها الحاضنة الوطنية التي تنمو و تتلاقي وتتلاقح و تنصهر بداخلها كل العقول و الافكار و احلام البناء وامنيات التقدم و التطور لتصنع مستقبلها، لذا كانت كل أحلام و آمال الثورة في ان تقوم الأحزاب السياسية بأدوراها الوطنية تجاه الثورة و الشعب بعد ان قال كلمته …

فالثورة كانت ثورة شعب أراد ان ينتصر و كان النصر لإرادته، تلك الإراده التي تبعثرت و تفرقت روحها ووحدتها و جهدها و عزمها بل حتي أهدافها و غاياتها، ما لشئ إلا لعدم فهمنا ممارسة العمل السياسي والذي يمارس هنا من أجل الوصول إلى الاستوزار والمناصب و الكراسي وتحقيق الذات و التباهي الإجتماعي بمنطق الغاية تبرر الوسيلةْ وإن كانت الوسيلة ضياع الوطن وتفرق و اقتتال ابناءه وماخفي كان أعظم، وما اقول ذلك بهتانا و لكن واقعها اليوم الذي تفرق فيه أصحاب القضية و تشتت حتي مسمياتهم ووحدتهم و اهدافهم و غاياتها كل بما لديه فرحون، و يا للحسرة والالم لضياع طاقاتهم وافكارهم و أحلامهم التي هي أهم مورد للبناء والتنمية والنهضة و التطور للاوطان….

وليت قيادات بلادي السياسية عملت بكل مرجعياتها الفكرية و الثورية و التغيرية للنظر لفئة الشباب على أنهم جزء من هذا المجتمع وأساس مستقبله و تطوره والعمل على ترسيخ و تدعيم الحس الوطني و المسؤولية المجتمعية الوطنية لديهم تجاه الوطن وإشراكهم مشاركة حقيقية وفعالة شأنها ان تحث الشباب على الإنخراط في قضايا مجتمعاتهم ورؤيتهم لها في كيفية الحل والتعامل مع مشاكل المجتمع عامة دون خوف أو مسائلة في ظل مناخ ديمقراطي آمن بدلا من ان تعمل علي الإستعانه و الإستفادة والزج والضغط بهم سياسيا حتي في سياسات، هم الان اول من اقروا بها فشلا ….

و لعمري لم ارى قط من يعمل على إستنهاض وشحذ الهمم في أبناء الوطن بكل ما اتاهو الله من معول هدم وتدمير للوطن، مثل ممارستنا للعمل السياسي. كيف لا واحزابنا و كياناتنا السياسية التي تفوق المئة وخمسون.. هنا لنا وقفه كبيره بشأنها والتي ما هي الا نتاج إنشقاقات وإختلافات سياسية وشخصية و عرقية و لا أثر لها علي بناءه و تطور انسانه، بل تعمل وفق رؤى ليست الوطن همها بل تضليلا رخيصا و تغيبا للوعي، سيما إستخدام الخطاب العاطفي تجاه ثورة الشعب التي جسده فيها الثوار روح الوطنية و البناء و التعميير، والتي ما أحوج الوطن الآن لتلك الروح والإرادة و المسؤولية الوطنية، خصوصا وخريف هذا العام يحيط به احاطة السوار بالمعصم، وما نتج وما سوف ينتج لاحقا من كوارث أسأل الله ان تكون امطار خير و بركة علي العباد و البلاد ….

ولكن مع مرور الوقت وتوالي الأخطاء من جميع شركاء الثورة و صار هذا المستقبل بعيد المنال بل غامضا وبدأ الشباب ينسحب وانتابته حالة من عدم ثقة في تلك الكيانات و الأحزاب السياسية و المسميات الثورية رغما علي انهم هم القاعدة الشعبية الحقيقية للتحول الديموقراطي وممارسة العمل السياسي والحكم ومن غيرها لا مستقبل للعمل السياسي الحزبي ولا في التغيير المنشود ولكنها جعلت جل همها و تنافسها في خلق حالة من انعدام الوطنية وحب الذات و اضاعت هيبة الدولة و سيادة حكم القانون والبعد عن الدين عقيدة ومنهاجا وأخلاقا وسلوكا و التسابق لإرضاء القوة الإقليمية والدولية لتحقيق اطماعها، كما انها فقد القدرة علي إدارة الموارد وإدارة التنوع واستيعاب الشباب ضمن برنامجا سياسيا و طنيا واضحا يحقق لهم اهدافهم التي خرجوا من أجلها الكثير من الملفات و القضايا مثل التعليم و الصحة واستتباب الامن و التنمية وعدم حفظ الامانة التي اودعها فيهم الشعب بعد ثورتة و هنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وكان جزاء سمنار للوطن … و لله درك يا وطن ……..

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب