السفير الامريكي ماذا يريد؟ وماذا نريد؟
حفيف الحروف
علاءالدين بابكر بيلاوي
الخرطوم=^المندرة نيوز^
لعل السودان منذ أول عهده بعد ان تنسم عبق الحريه والاستقلال قد كان الكثيرون يحلمون بالازدهار والنماء والتطور الاقتصادي لانه يملك كافة مقومات ذلك من بنيات تحتيه جيدة الي شيكة خطوط حديدية ممتازة و تربط جميع ارجاء القطر ببعضه البعض ويملك خدمه مدنيه راسخه ذات كفاءة عاليه وقطاع زراعي ورعوي كبير ويملك اراضي خصبه متجددة الخصوبه ومياه وفيره وعذبه وكنوز باطن الارض من بترول ومعادن مختلفة.
ويظل السؤال هل هذه المقومات ضاعت ام ضيعت في ظل صراع السياسين والنخب السودانية التي ظلت في عدم هدوء سياسي و في حالة من الإحتراب الحزبي المستمر علي كراسي السلطة دون الاكتراث للحروب الاهليه التي ظلت تنهش في اجزائه وهو يعاني من تقلبات انظمة الحكم و الحرب والإقتتال والقبيلة منذ ان أُعلن الاستقلال داخل برلمان 1953وحتي تم اٖنفاصله لجزئين في 2011 السؤال ماذا نفعل لنحافظ علي ماتبقي من الوطن وكيف نخرج به من هذه المشكلات التي أقعدته لاكثر من ست عقود ويزيد من عمر هذا الزمان و ما هي جذور المشكل.
وهل هي تداعيات صراع السلطة والثروة كما اورد ذلك (تيم نوبلوك) ام أن تداعيات الحرب البارده انذاك اثرت علي علاقته مع العالم الخارجي وهو يلتزم عدم الانحياز ام ان تدخلات النظام العالمي الجديد بعد سقوط القطب الشمالي وتحكم الرأسماليه الامبرالية في السياسه الدوليه ومجريات الاحداث في العالم كما كتب ذلك الكاتب الامريكي الجنسبه ياباني الاصل (فرانسيس فوكامايا) في كتابه نهاية التاريخ وخاتمة البشر في اشارة لتحول ميزان القوة الي الرأسماليه بعد هزيمة فكرة الاشتراكية.
اذا هل نحن نضيع وقتٱ في معترك خاسر إزاء علاقتنا بالولايات المتحدة الامريكية في ظل هيمنتها علي اليات صناعة الاقتصاد العالمي ومؤسساته الدولية والاممية والشركات متعددة الجنسيات والبنك الدولي وصندوق النقد وجميع مؤسسات التطور الاقتصادي هذا السؤال يقودني الي حديث ذكره دوبلوماسي أمريكي يدعي (هيوم هوران) وهو احد سفراء الولايات المتحدة الامريكية في السودان إبان عهد الرئيس الراحل جعفر نميري وحتي الفترة الانتقالية و فترة الديمقراطية الثالثة وهو سفيرا بالسودان.
قال معبرا عن حزنه لما صارت اليه الاحوال في السودان علي حد قوله من عزله سياسيه واحوال اقتصادية بالغة السوء وسمعه غير حميدة في المحيط الدولي جراء تلك السياسات الخاطئه للحكومات ثم سأل سؤال لماذا خيب السودان الامال وصارو إلى ما أنتهي اليه ولماذ يبرر المسؤلون دائما في السودان ان سوء الاوضاع بسب ما يصفونه بالتدخل الاجنبي في الشان السوداني ثما تسال ماذا نستطيع ان نفعل للسودان وماذا يستطيع السودان ان يفعل لمساعدة نفسه.
وقاده السؤال مباشرة الي موضوع الإسلام فقال ان علاقة الولايات المتحدة الامريكية بالاسلام ليست فقط في السودان وحده ولكن في المنطقه بأسرها وهي علاقة متوترة غير واضحه وانا اعترف بان اسلوبنا في معالجة قضايا الاسلام لا يمكن ان نصفه بالمهاره ولا شك ان بعض الناس في الغرب في اوروبا ينظرون الي الاسلام في صياغ الصراع الحضاري القديم فيما وصفه (هيوم هوران) بالصراع بين هابيل وقابيل و لعلها اشارة واضحه لنظرة امريكا المريبه للاسلام
حروف أخيرة…
ختم(هيوم) حديثة بان علي المسؤلين السودانين تقليب جانب العقل تجاه السياسه الخارجيه ولعل هذه الافادت من مستر هيوم تقود لطرح العديد من الاسئلة هل بالامكان انتهاج سياسه خارجيه جديدة يمكن ان توائم المتغيرات العالمية سياسة سمتها التوزان والدوبلوماسية كي نعرف ماذا نستطيع ان نفعل لاجل بلادنا وماذا يستطيع ان يفعل لنا الغير في ظل المصالح المشتركة.