المندرة نيوز

الطيب قسم السيد.. العسكريون رجال دولة ورموز مجتمع

العسكريون رجال دولة ورموز مجتمع

شؤون وشجون

الطيب قسم السيد

الخرطوم=^المندرة نيوز^

علي مر تاريخنا الحديث لا أحد ينكر أو يتجاهل اسهام رجال الجيش السوداني في النضال الوطني في سبيل الحرية ونيل الاستقلال بدءا بالمواقف والبطولات المجيدة التي يحفظها التاريخ ويدونها الشعب لابطال نقشت امجادهم في ذواكر ووجدان أمتنا، ومنها ما شهد به الأعداء وحفظه المؤرخون الأجانب واعترفوا به وسجلوه في مدوناتهم عن رجال كالاسود الضارية, خاضوا اللهيب وشتتو كتل الغزاة الباغية .. لم تهزمهم جيوش الغزاة ولكن حصدتهم ٱلتهم المتقدمة صنعا وحداثة.

 

اقول قولي هذا ,, وقد احتفى جيشنا البطل قب فترة بعيد انشائه الثامن والستين معلنا عبر عروض عسكرية مبهرة انه سيظل عند حسن ظن شعبه به قوة وخبرة وتقنية ومواكبة وفوق ذلك مهارة وقدرة ومهارة اظهرها رجاله بتفوق اعجب المراهنين على جاهزيته وقوته وجبروته وارعب الطماعين جهلا و(غشامة) في تفتيت وحدته والنيل من قوميته. فجاء الاحتفال بعيده الثامن والستين حافلا بالدروس والعبر، حاملا للعديد من الدلالات والمعاني.

 

وكم هو ملائم ومناسب ان نعجل من عيد جيشنا العظيم، سانحة للتذكير، بأن عطاء رجال جيشنا البطل لم يكن على الصعد الميدانية فحسب ,مع يقيني أن رجالا كالفريق عمر النور، واللواء معاش عبد الرحمن أرباب, واللواء م الهادي بشري وكثيرون غيرهم , يستطيعون أن يقدموا للأجيال الحاضرة دروسا وطنية حافلة بالتضحية والابداع الذي أثرى الحياة السودانية با سهام رجال جيشنا, في جميع الضروب .وهو ما ٱمل أن تنتبه إليه قنواتنا واذاعتنا الخاصة والحكومية من خلال برامج الحوار والبرامج الخاصة والتوثيقية ,فاعياد الجيش السوداني مواسم خصبة لإنعاش ذواكر الناس وإعادة نشر التجربة العسكرية الوطنية، ونقل القدوة الحسنة.ىلاجيال الحاضرة واللاحقة.

واستلهاما لدلالات عنوان مقالي هذا , الذي رميت أن يجئ مركزا على عطاء الجيش السوداني واسهام رجاله في الحياة السودانية السياسية والمدنية والثقافية ,تكفيني بداية, الاشارة للجنة سودنة الجيش وما قدمته من تجربة ناضجة ارتكزت على هديها لجنة سودنة الخدمة المدنية وقد أرست الأخيرة, قواعد للخدمة المدنية بدأت متينة وذات قيم وضوابط هزمتها لاحقا عصبيات الحكومات الوطنية المتعاقبة مدنية وعسكرية.

ولأن المساحة هذه لاتسمح بالتفصيل الذي قد ينتظره القارئ الكريم، دعوني انفذ مباشرة إلى إيراد بعض الإشارات اليسيرة عن ابداع رجال الجيش في ضروب الإبداع الفني والأدبي والثقافي والموسيقي كما يقول شعار برنامج استاذي الجليل د.عمر الجزلي (اسماء في حياتنا) فساحتنا الفنية ومجالنا الإبداعي زاخر بعطاء العديد من الأسماء التي كانت ولازالت لها بصماتها في حياتنا الإبداعية وفي إدارة مؤسساتنا المدنية الناجحة.

ففي مجال الثقافة والإعلام وتحت مسميات عدة أطلقت علي الوزارة المعنية برعاية ونشر الابداع السوداني, كان اللواء محمد طلعت فريد الذي كان وزيرا للاستعلامات والعمل في عهد الفريق ابراهيم عبود ,اول من تبني فكرة المهرجانات الثقافية والإبداعية حيث رعى مهرجان الفرق الفنية في مطلع ستينات القرن الماضي الذي فازت في منافساته فرقة فنون كردفان, فوجه الوزير بأن تطوف الفرقة كل أرجاء البلاد لنشر الابداع الكردفاني وكان من ثمرات عهد اللواء طلعت فريدايضا انشاء تلفزيون السودان في ديسمبر من العام ١٩٦٢م,لياتي بعده العميد عمر الحاج موسي وزيرا للإعلام في عهد الحكم المايوي فيشهد عهده انشاء تلفزيون الجزيرة الريفي ثم تلفزيون عطبرة ليؤكد وزراء الثقافة والإعلام العسكريون أنهم الافضل من رصفائهم المدنيين. حتى في فترات الحكم اللاحقة.

وعلي مستوى مؤسساتنا المدنية تقف الإدارات والمؤسسات التي تعاقب على إدارتها عسكريون شامخة , وتظل الأكثر ثباتا والإصلب بنية وارادة. واستشهد هنا بقاعة الصداقة التي سلمت بقدرة الله من عبث ماعرفت بلجنة إزالة التمكين لتحافظ علي الاقل على شموخها الذي ظل مشرفا لعقود تتالت.

اما الأسماء المبدعة في مجال الشعر والموسيقى فهم اعلام يشهد الناس بتميز عطائهم. رحم الله من رحل منهم واطال عمر من بقوا بينا راسخة أسماؤهم في وجداننا ,عوض احمد خليفة جعفر فضل المولى, عبد المنعم عبد الحي ابوقرون عبد الله ابو قرون, الفاتح كسلاوي,عمر الشاعر,علي ابراهيم اللحو,عبدالله عبدالقادر البعيو ,ومن الاذاعين كان تطلق الألقاب العسكرية على أكثرهم مبادرة وميدانية واشدهم انضباطا كاحمد توفيق البكري أول مدير سوداني لإذاعة ركن السودان، الذي كان يناديه المصريون بالجنرال لصرامته وحكمته في وقت معا.,

 

وحسن فضل المولى أبرز مديري البرامج بالتلفزيون السوداني والمدير اللاحق لقناة النيل الازرق، الذي فجر ثورة البرامج الحوارية المباشرة على الشاشات الوطنية وكان أبرز مؤسسي قناة النيل الازرق الذي لقب كذلك بالجنرال , وكبير المذيعين بالإذاعة السودانية الراحل عبد الوهاب احمد صالح الذي كان لايجامل في تطبيق معايير اختيار المذيعين..,وحمزة مصطفى الشفيع وهو من أشهر مديري الأدارة السياسية بالإذاعة السودانية ومن اشجعهم في اتخاذ القرار.. والصرامة الرجلين فيما يتعلق بقواعد ومعايير المهنية كانا يلقبان بالعساكر .. اما استاذنا علم الدين حامد فقد ذكر لي أن رغبته كانت حاضرة وملحة في دخول الكلية الحربية وقد ذكر لي أنه قدم الخرطوم من من اقصى الشمال، خصيصا لهذا الغرض واجتاز كل الاختبارات الكافلة لدخول الكلية الحربية إلا أنه تعسر في اجتياز الاختبار النهائي بسبب ما سماه الأسئلة التعجيزية التي ووجه بها من قبل اللجنة .

 

وحالته قريبة من حالة زميلنا المذيع مبارك خاطر الذي غادر الكلية الحربية بعد فترة من قبوله بها..ومن مراقبي الإذاعة الاقوياء نذكر الصاغ التاج حمد.. والقائمة تمتد وتطول,لتبقى الحقيقة التي أشرنا إليها و أوردناها في عنوان مقالنا هذا،، العسكريون رجال دولة ورموز مجتمع.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب