المندرة نيوز

إطلاق أول بطاقة فيزا رقمية في السودان

UCB_SyberPay_Visa#
#أول_بطاقة_فيزا_رقمية_في_السودان

عثمان ميرغني.. في حديث المدينة يكتب..

«معسكر سوبا الوزاري..»

دخل مجلس الوزراء السوداني في معسكر مقفول لمدة ثلاثة أيام بمقر أكاديمية الامن العليا بضاحية سوبا.. وهي التجربة الثالثة، التجربة الأولي في عهد حكومة حمدوك الأولى بمقر الاتصالات بمحطة الأقمار الصناعية جنوبي الخرطوم ،الثانية بنفس الموقع بسوبا .. والآن ضربة بداية حكومة حمدوك الثانية بهذا المعسكر ..

الفكرة هي تفرغ الوزراء لثلاثة أيام بهدف إستنباط خطة الحكومة التشغيلية قصيرة المدى.. حيث كلف كل وزير باعداد خطة وزارته ثم مناقشتها مع بقية الوزراء للتوافق حول الأولويات والتقاطعات التي تتطلب التنسيق او تعديل الخطط حتى تتكامل..

في التجربتين السابقتين كتبت هنا أنتقد الفكرة من حيث المبدأ ،مستنداً على النقاط التالية:

أولاً: لا يمكن إبتدار خطة تشغيلية في غياب خطة إطارية إستراتيجية، فالتخطيط دائما يعتمد قاعدة (من أعلى الى أسفل) Top Bottom Approach النظرة التخطيطية تبدأ من تحديد الغايات المقصودة على المدى البعيد اولا ثم النظر في خارطة الطريق المفضية لتحقيق هذه الغايات.. تماماً مثل الطالب في مرحلة التعلسم العام، يحدد هدفه البعيد ، ان يصبح مهندسا او طبيبا او قاضيا او “صحافيا شهيرا” كما تقول القصيدة التي درسناها في ثالثة ابتدائي.. وبناء على الهدف البعيد يحدد الطالب مساره في المساق العلمي هندسي او علمي أحياء أو أدبي.. صم يذاكر ويجتهد في دروس المستوى الدراسي الذي هو فيه لينجح ويتقدم خطوة نحو الهدف حتى يعبر بوابة الشهادة الثانوية السودانية فيدخل الجامعة صك يمضي في المسار حتى منصة التخريج..

لا يمكن وضع خطة تشغيلية في غياب خطة استراتيجية، تماما مثل ما لا يستطيع هذا الطالب المذاكرة والاجتهاد والنجاح ان لم يحدد هدفه البعيد..

ثانياً: عقلية التخطيط ليس هي عقلية التنفيذ.. فالذي يريد بناء برج لا يطلب من المقاول تصميم الخريطة، بل يذهب الى المعماري حيث تتوفر له عقلية تصميم المبنى بسنما يترك للمهندس المدني، المقاول، تنفيذ البناء.. فالحكومة بوزارتها هي المهندس المدني المقاول الذي ينفذ الخطة، لكن المهندس المعماري الذي يصمم خطط الدولة يجب ان يكون في موقع آخر، المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي .
من الحكمة أن تعمل حكومة حمدوك وفق المعايير الدولية المجربة، والعالم من حولنا اصبح كتاباً مفتوحاً والمعارف متاحة ..

من الحكمة ان تترك الحكومة التخطيط للمجلس القومي للتخطيニط وتتفرغ هي لتنفيذ الخطط قصيرة المدى الموكلة اليها في سياق الخطة القومية الاستراتيجية الكبرى..

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي