المندرة نيوز=تقرير^هيام حسن^
لاتزال الحكومه تحرص على ملف التفاوض مع حركات الكفاح المسلح بإعتبارها من أهم ضروريات إستكمال الموقف السياسي الساعى لخلق تفاهمات شامله لكل النسيج السوداني وإنفتاحه على كل الطوائف حتى تلك الحامله للسلاح وذلك من أجل المصالحة الوطنية وتحقيق السلام الشامل في السودان.
ويمثل ملف السلام اهم ملفات الحكومه الانتقاليه التى قررت له فترة (6) أشهر لتحقيقه منذ بدء مهامها فى ٢١اغسطس ٢٠١٩ لوقف الحرب التى قادتها حركات مسلحه فى دارفور العام 2003م مما خلف الكثير من القتلى والنازحين بالمنطقه.
وثيقة إتفاق
وفى ظل هذا الحراك كشفت أخبار عن ترتيبات لتوقيع عبدالواحد نور والحلو على وثيقة إتفاق سلام قريباً، حيث اكد مصدر مطلع لـ ^المندرة نيوز^ عن ترتيبات بين حركتى جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبيه شمال برئاسه القائد عبد العزيز على إتفاق سلام جوبا، ويقول المصدر أن هناك ضغوط مارستها الولايات المتحده الأمريكيه على الحركتين بشان التوقيع، وفى ذات الوقت يلوح مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الحركات المسلحه الرافضه لإتفاق السلام حاثاً إياها بالإنضمام للسلام فى أقرب وقت .
إدراج الحركات
وتشير ^متابعات المندرة نيوز^ إلى أن لجنة الأمن الخاصه بالسودان بمجلس الأمن ستعمل على إدراج الحركات الممانعه كأفراد وكيانات تحت بند العقوبات عملاً بالقرار (1591) فى حال إصرارها على عدم الانضمام لركب السلام، وكان قد دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف الخارجة عن إتفاق سلام جوبا الإنضمام إليه فوراً دون شروط مسبقه، وجاء ذلك فى بيان أصدره المجلس تعقيباً على إتفاق السلام النهائي الذى وقع بعاصمة دولة جنوب السودان بين الحكومه والجبهة الثورية التى تضم حركات وكيانات من الشمال والوسط والشرق أبرزها حركتى مناوى والعدل والمساواة وفى الوقت الذى امتنع فيه عن التوقيع مناوي والحلو.
تعميق أزمة
ويقول عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان أن إتفاق جوبا يعمق الأزمة ولن يحلها وأعتبره إتفاق محاصصه ولم يخاطب جذور الأزمة، مشيراً إلى أن حركته ليست لديها شروط للإنخراط في العمليه السلميه، ويضيف أنها تلقت دعوة للمشاركة فى المفاوضات ولكنها لم تستجيب للدعوة بإعتبارها مفاوضات تتم بنفس الطريقه التى كانت متبعه إبان العهد السابق.
ويكشف عبد الواحد محمد نورعن مبادرة بديلة ذات أطر جديدة تعتمد على إشراك جميع أطياف الشعب السوداني فى جميع ارجائه تحملها حركته، ويؤكد أنه سيعود إلى السودان قريباً لاطلاقها ، لافتاً إلى أنه لايريد وظيفة بل يسعى إلى صنع سلام مستدام يخاطب جذور المشكله ولايعمقها وذلك بالتحاور مع كل مكونات الشعب السوداني، ولكن تجيء دعوة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني مطالبةً حركتى عبد الواحد والحلو بالإنضمام للمفاوضات السلميه من أجل إستكمال حلقات السلام، ويشير حمدوك إلى أن الفترة الحاليه تتطلب تضافر جهود جميع أبناء الوطن للخروج به إلى بر الامان .
الحكومة تستجيب
ويرى مراقبون أن هناك الكثير من القضايا حالت دون إنضمام الحلو وعبد الواحد لإتفاق سلام جوبا كعلاقة الدين بالدولة والتطبيع مع إسرائيل، إلا أن هناك مؤشرات تدل على قربهما من السلام تمثلت فى إستجابة الحكومه لبعض القضايا والسير بها قدما من أجل تحقيق تقارب، ويوضح المراقبين أن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية برئاسه عبد العزيز الحلو تعد من أكبر الحركات المسلحه فى السودان لذلك يجب الحاقهم بركب السلام لإحداث نقلة حقيقيه فى الساحه السياسية .
تفاؤل وحذر
وفى ظل هذا التفاؤل والضغوط والجهود المتسارعه لإكمال حلقات السلام يبقى انضمام حركة عبد الواحد على وجه الخصوص وإقناعه باتفاق جوبا مسألة تتطلب المزيد من الضغط والحوار السلمى المنطقى، باعتبار أن عبد الواحد مازال متمسكا بشروط من الصعب تطبيقها على أرض الواقع حيث أن رئيس حركة تحرير السودان يتمسك بملفات متمثلة فى نزح سلاح الجنجويد وطرد المستوطنين الجدد بدارفور، وهذه الملفات فى حد ذاتها يراها بعض المسؤولين والقائمين على الأمر بأنها شروط تعجيزيه تقف حجر عثرة أمام اى عملية سلمية يمكن أن تتم بين الحكومة والحركة.