أكثر ما كنا نترقبه بشوق وحذر ونحن صغارا عندما كنا نسافر بالقطار النقلة التى يقوم بها السائق من قضيب الى قضيب آخر أثناء السير ومن دون ان يبطئ السرعة او يغير في الإتجاه تماما !
نقلة اذا بذات السرعة مع فرق مقدار في الإتجاه كافية لأن تجعل النائم في القطار يصحو والغافل ينتبه والعالم يطمئن الركاب بعبارة (مافي حاجة ده السواق غير السكة بس)!
ذات السرعة مع فرق مقدار في الإتجاه والقطار يسير هو أقرب من حيث التشبيه لما قام به الفريق ركن جمال عبدالمجيد مدير جهاز المخابرات العامة والذي تسلم قيادة الجهاز في فترة تطلبت حركة مماثلة لا يأت بها إلا من توفرت له الخبرة والكفاءة والثقة.
حافظ الفريق ركن جمال عبدالمجيد على سرعة عمل الجهاز مع النقلة المطلوبة في مهامه وفق متطلبات المرحلة ونصوص الوثيقة الدستورية وهو بذلك يقوم بعمل مزدوج في وقت واحد – داخلي بترتيب المخابرات وخارجي يتمثل في آداء المخابرات العامة نفسها لمهامها
ان إحترافية رجل المخابرات العامة حاليا والاستخبارات العسكرية سابقا فريق ركن جمال عبدالمجيد مكنته من ان يحافظ على أكثر المؤسسات العامة حساسية في وقت فشل فيه كثيرون غيره بعد التغيير في المحافظة على مؤسسات اقل حساسية وأسهل قيادة وإدارة!
كانت هناك مخاوف مبررة من أن يصيب جهاز الأمن (المخابرات -حاليا) ما اصاب كثير من مؤسسات الدولة بإسم العمل للتغيير دون التقدير السليم للتغيير المطلوب مما كان من شأنه ان يعرض الجهاز والبلاد لمخاطر كبيرة ولكن الفريق جمال استطاع بما يملك من خبرة ودربة استخبارية ان يقوم بتقدير سليم للموقف الميدانى وقام بعمليتي النقلة مع الاستمرار في العمل معا فلم يقع ما حقق المخاوف المذكورة!
في وقت تتعالى فيه الأصوات وتتطرف المواقف وتأتى أعمال بعض المؤسسات بلا نتائج وان جاءت كانت صفرا و اعداد سالبة استطاع جهاز المخابرات العامة بقيادة الفريق جمال ان يحصد النجاح في عمله الخاص بجمع المعلومات وتحليلها ورفعها للجهاز التنفيذي والاسهام في العمل العام للدولة وحاجات المجتمع وللذكر وليس الحصر نذكر من نماذج الأعمال الكبيرة في الفترة الأخيرة عمليات ضبط الذهب المهرب وشحنات الأسلحة -مكافحة نوازل الطبيعة و(كورونا)- تكريم الناجحين ودعم المحتاجين
للأسباب أعلاه ولغيرها مما نعلم ولا نعلم قام السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك بزيارة ة تاريخية لجهاز المخابرات العامة وحمدوك الذي نعلم قليل الزيارات للمؤسسات العامة وربما لأنه لم ير من نتائج أعمالها ما يستحق الزيارة ولولا انه وقف على ما يدعوه فعلا لزيارة المخابرات دون غيرها لما فعل !
لم يقم دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك بزيارة جهاز المخابرات العامة للإشادة بأعمالها فقط ولا لتقديم الدعم والتشجيع لها وتأكيد وقوفه خلفها فحسب ولكن الرجل الأول في الجهاز التنفيذي بالدولة ذهب يطلب من واحدة من أهم مؤسسات الدولة الإسهام في تنفيذ البرنامج الحكومى الذي أعد بإحكام ولثلاثة أيام في مبنى (أكاديمية الأمن) والذي اختير دون غيره ايضا مقرا لأخطر اجتماع بعد تكوين النسخة الثانية من حكومة الثورة
مضى الدكتور عبدالله حمدوك للمخابرات العامة يطلب منها الإسهام المنوط بها لإنجاح البرنامج الحكومى ومشروع الدولة فيما تبقى من فترة انتقالية وفي تقديري أختار الرجل الوجهة الصحيحة واستعان بالرجل الأقدر على تحقيق الطلب المنشود
لن يكتمل نجاح البرنامج الحكومى من دون دور جهاز المخابرات العامة المطلوب خاصة في شقه الاقتصادي فحراسة المعابر والموانئ والمطارات تحتاج عيون المخابرات وحركة العملات الحرة في الأسواق تحتاج آذان المخابرات والذين يهددون الاستقرار والسلام الاجتماعي يحتاجون فوق الحواس الخمس للشرطة الحاسة السادسة للمخابرات العامة
سوف تنجز المخابرات العامة مهامها كلها في وقت وجيز ما ضرها ان سرق الآخرون جهدها ويبقى الفريق ركن جمال عبدالمجيد رجل الظل الذي تنمو أعماله في الضوء !