القاهرة: وكالات
الكثير من الشعب السوداني في البداية اعتقد أن احداث 1989 والتي سميت بعد ذلك بانقلاب 89 هو خطوة ديكتاتورية الهدف منها هو الإستيلاء على السلطة والتحكم في زمام الحكم في السودان، ولكن بعض وسائل الإعلام تحاول طمس الحقائق والترويج لفكرة أن انقلاب 1989 هو جريمة حرب، إلا أن الحقائق لا تزال على الإنترنت مرسخة وفي فيديوهات اليوتيوب، حين أظهرت أن جميع الشعب السوداني صبيحة انقلاب 1989 الذي قاده عمر البشير بمساعدة حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية القومية ضد حكومة الصادق المهدي، قد خرج معبرا عن فرحته بإنهاء حكم الصادق المهدي لأنه كان مطلبا شعبيا بالدرجة الأولى وذلك لما عاناه الشعب السوداني من ظروف معيشية قاهرة نتيجة غلاء الأسعار وتضخم العملة وتدهور الأوضاع افقتصادية والإجتماعية والتعليمية والصحية.
كما ان هناك فيديو على اليوتيوب يظهر خطاب الدكتور الترابي قبل الإنقلاب بأربعة أشهر وأثناء اعتزاله منصبه كرئيس للخارجية ونائب رئيس الوزراء في حكومة الصادق المهدي مخاطبا جمعا غفيرا من الشعب السوداني والذي يقول فيه أن الحكومة الحالية ( يقصد بها حكومة الصادق المهدي) قد تمادت في فسادها وانتهاجها سياسة فاسدة وفاشلة غير قادرة على تحقيق مطالب الشعب البسيطة، فضلا عن تحالفها مع الحزب الشيوعي وانسلاخها من الدين الإسلامي ولمح إلى أنه يجب انهاء هذه المهزلة.
وجاء أيضا في خطاب للبشير في يوم الإنقلاب “أن الإقتصاد قد تدهور بصورة فظيعة وفشلت كل سياسات حكومة الصادق في إيجاد الحلول، وقد ترتب على هذا زيادة التضخم وغلاء الأسعار و أصبح المواطنون يعيشون على حافة الجوع وانهارت جميع المؤسسات التعليمية والصحية وقل الإنتاج بعد أن كان السودان مصدرا للغذاء أصبح يتسول، كما انتشر الفساد في كل مؤسسات الدولة، لذا كان واجبا علينا الإقدام على هذه الخطرة لإنقاذ البلاد من الهلاك”.
وتجدر الإشارة أن ثورة ديسمبر 2019 التي قام بها الشعب السوداني ضد البشير أيضا جاء في ظروف مشابهة لإنقلاب 1989، حيث تميزت فترة ما قبل عزل البشير بتدهور الأوضاع الإقتصادية ما ترتب عنه غلاء الأسعار ورفع الدعم عن الوقود وبعض المواد الضرورية، وتدهور القطاع التعليمي والصحي.