تقرير=^المندرة نيوز^
مدخل
على الرغم من الضائقة الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد وحالات الشد والجذب التي يعيشيها الطاقم المعني بأمر المواطن بالدولة قرر رئيس الوزراء صحبة وزراء إقتصاده وخارجيته التوجه للملكة العربية السعودية، وتركت الزيارة التي تزامنت مع إجتماع مهم للضائقة المعيشية غاب فيه أصحاب الشأن تساؤلات كبيرة في الساحة السودانية، ولكن مراقبون يرون ان الزيارة لها دلالات كبيرة وستعود بالفائدة على معاش الناس خاصة وانها تصب في مصلحة جوانب الإستثمار وتبادل المصالح بين البلدين.
مصالح مشتركة
وفور وصول رئيس الوزراء والوفد المرافق له الأراضي السعودية دخل في إجتماعات ومباحثات ثنائية تركزت علي تطوير الإستثمارات والتنمية بين البلدين، في ذأت الوقت أعرب د.حمدوك عن تقديره وشُكره للدور المهم الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية في دعم عملية السلام بالبلاد، فضلاً عن استضافتهم لمؤتمر أصدقاء السودان الذي خُصص لدعم عملية السلام، كما وجَّهَ د. حمدوك دعوة لولي العهد لزيارة السودان، في الوقت ذاته أعرب صاحب السمو الملكي ولي العهد عن اهتمامه الكبير بتعزيز مجالات التعاون بين البلدين، مُعبراً عن تفاؤله الكبير بحكومة الثورة الثانية التي تأتي عقب اتفاق سلام السودان، وأنها تأتي انعكاساً للتنوع الكبير الذي عُرف عن السودان.
تعاون مشترك
ومن المقرر أن تؤسس الزيارة الودية لفصل جديد من فصول العلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين خاصة وأنها جاءت الزيارة تلبية لدعوة من القيادة السعودية للقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ويكشف المهندس خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء عن لقاء جمع رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك والوفد المرافق له بصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس الوزراء، ويقول أن اللقاء أمن على التعاون المشترك وتبادل المصالح واستقرار وأمن البلدين واستثمار الإمكانيات والمقدرات الكبيرة البشرية والمادية للبلدين من أجل رفاه شعبي البلدين، ويضيف خالد أن اللقاء تطرق للجوانب السياسة والتعاون المتبادل والأمن والاستقرار والسلام.
خطوات عملية
وتطرق القاء المثمر للعديد من القضايا المشتركة بجميع الملفات التي تطرق لها رئيس مجلس الوزراء وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والتي حظيت بتوافق كامل في المواقف، ويؤكد وزير شؤون الوراء السوداني أن كل ما تم الاتفاق عليه في اللقاء المشار إليه سيرى النور في القريب العاجل على أرض الواقع بما يشهد نموا مطردا يعود بالفائدة على شعبي البلدين، ويضيق خالد الزيارة ستكتمل اليوم بلقاءات ثنائية بين وزراء المالية والاستثمار والثروة الحيوانية والزراعة ومحافظ البنك المركزي مع نظرائهم في حكومة المملكة العربية السعودية لبدء الاجراءات العملية في تحويل ماتم الاتفاق عليه إلى مشروعات تخدم أمن وتنمية البلدين مضيفاً أن رئيس مجلس الوزراء توجه بالدعوة للأمير محمد بن سلمان ولي العهد لزيارة السودان، والذي من جانبه عبَّر عن ترحيبه بالدعوة.
لقاء مثمر
ويصف د. جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي اللقاء مع قيادة المملكة “بالمُثمر جداً”، إذ تبيّن فيه أن المملكة العربية السعودية الآن متوجهة بكلياتها نحو الانفتاح والاستثمار في السودان ببناء علاقات وشراكات استراتيجية بالسودان مؤكداً معرفة المملكة بإمكانات وفرص نجاح السودان في كل المجالات، وعلى رأسها المجال الاقتصادي، ويؤكد د. جبريل وعد الحكومة السعودية باستثمارات كبيرة في السودان، وبالتوسع في الاستثمار كلما توسعت البلاد في المجالات المختلفة باستيعاب الامكانيات التي تتيحها آفاق التعاون مع المملكة في مختلف مشروعات البنى التحتية بكل أنواعها والمشروعات الزراعية ومشروعات الثروة الحيوانية، لاسيما وللاقتصاد السوداني قدرة كافية لاستيعاب أي أموال من الممكن أن تصل إلى السودان، واصفاً الرحلة بالموفقة جداً، وسيكون لها ما بعدها، خاصةً وأن التفاهم والاستعداد الذي وجده الوفد من المملكة العربية السعودية مُبشَّر للغاية، وأن هذه بداية طيبة لمرحلة جديدة في العلاقات مع المنطقة بقيادة المملكة العربية السعودية.
دعم سياسي
ولعبت المملكة العربية السعودية دوراً ملموساً في دعم السودان في التغيير والتحول الديمقراطي الذي حققته البلاد عقب بعد سقوط نظام الثلاثين عاماً، وتضيف د. مريم الصادق وزيرة الخارجية في ذات الصدد أن الوفد وجد إقبالا واضحا من المملكة العربية السعودية لسودان الثورة والذي لم يبدأ بهذه الزيارة فقط، حيث أن الدعم الذي وجده السودان بعد نجاح ثورة ديسمبر تمثل في المنحة الأولى والدعم الكبير لسلام السودان بجوبا وتنظيم مؤتمر أصدقاء السودان في اغسطس 2020م وفي الدعم السياسي الكبير الذي ساعد السودان علي الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وان كل ذلك هو محل تقدير وعرفان كبير من السودان حكومةً وشعباً.
ملفات ساخنة
وهدفت الزيارة إلي التطرق لعدد من الملفات الساخنة ذات الطابع الأمني بين البلدين، حيث تضيف وزيرة الخارجية السودانية أن اللقاء ناقش أمن البحر الأحمر والاستثمار فيه بتحويلة لساحة تنموية كبيرة ليكون في ذلك اجتثاث لجذور الإرهاب ومشاكل الفقر التي تعمل كمهددات أمنية، بالارتكاز على الآفاق الواسعة بين السودان والمملكة العربية السعودية خصوصاً لقربها المباشر جغرافياً مما يحتم العمل الجاد لترجمة ذلك في أرض الواقع ليكون داعما للسياحة في البلدين الشقيقين، خاصة وأن البلدين يستشرفان نقلة واضحة في شكل العلاقات الثنائية، خاصة والسودان ينطلق نحو العالم بحرية وتطلع لخدمة مصالحه العليا التي تفضي إلى السلام والاستقرار والعدالة، فيما أوضحت أن رئيس مجلس الوزراء تحدث بشكل مستفيض عن إمكانيات السودان وعن التجربة السعودية المهمة خلال الخمس اعوام الماضية في التحول الاقتصادي عبر رؤية استراتيجية.
وعبر سمو الأمير محمد بن سلمان عن اعجابه وإعتزازه برئيس مجلس الوزراء لما له من مؤهلات وعن أن العلاقات بين البلدين متجذرة في التاريخ والجغرافيا والاجتماع، وعبّر كلا القائدين عن استشرافهم بإيجابية وتفاؤل للحكومة السودانية الجديدة عقب اتفاق سلام.
قضايا أمنية
وجرى خلال اللقاء الإجماع على عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين والروابط التاريخية والجغرافية العميقة التي تربطهم مما يُحتِّم على قيادة البلدين تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الاستراتيجية للدولتين في كافة المجالات، التنموية والاستثمارية والمتعلقة بأمن البحر الأحمر، بجانب الاتفاق على إطلاق تعاون استثماري تنموي بين البلدين بصورة فورية.
إستقرار وإلتزام
وخلال لقاء الوفد السوداني بالقيادات السعودية أكدت المملكة حرصهاعلى أمن واستقرار السودان بما يُعزَّز تحقيق تطلعات شعبه، واعتزاز الحكومة السودانية بمواقف المملكة وحرصها على أمن السودان واستقراره، فيما قدَّم رئيس مجلس الوزراء شرحاً حول النموذج السوداني الذي يقوم على شراكة مهمة للانتقال الصحيح، والذي ورغم تعقيده ولكنه سيتحقق بتوفر الإرادة السياسية للمُضي قُدُماً بما يخدم تطلعات الشعب السوداني والاستقرار والسلام في الإقليم.
ويرى مراقبون أن زيارة الوفد الاقتصادي السوداني الذي يتراسة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لها دلالات كبيرة خاصة فيما يتعلق بمسار العلاقات الإقتصادية والإستثمارية بين بالخرطوم والرياض، ولا شك ان المملكة أبدت حسن النية بتقديم الدعوة للمعنيين بأمر الإقتصادي السوداني من أجل مد اليد البضاء لتقديم الدعم اللازم لإنعاش الاقتصاد السوداني الذي يمر فترة حرجة تتطلب دعم المجتمع الإقليمي والدولي.