تحقيق=^محي الدين شجر^
الجمارك: إبادة إطارات أُعيد تدويرها غير مطابقة للمواصفات
خبير طرق: عشرة أسباب تؤدي إلى انفجار الإطارات
المواصفات: نتشدّد في دخول الإطارات
إيلا أوقف مصنع الإطارات ببورتسودان
قُدّر لي أن أسافر بصورة عاجلة إلى بورتسودان لسبب عائلي.. بورت سودان التي ترعرعت فيها ودرست وتعلمت منها الكثير.
والسفر إلى بورت سودان عبر البصات السفرية أصبح مكلفاً للغاية، إذ وصل ثمن التذكرة إلى أربعة آلاف وخمسمائة جنيه، كان ثمن تذكرة الطائرة إلى سورية قبل بضع سنوات فقط ..
في الطريق إلى بورت سودان هالني كمية إطارات السيارات التالفة على جنباته.. في مشهد مخيف، ولابد أن وراء كل إطار انفجر مأساة وقصة وحكاية ..
وما لفت نظري حقاً تزايد الإطارات التالفة والممزقة في منطقة خلوية تقترب من مدينة هيا.
الإطارات في السودان
كان السودان من أوائل الدول التي امتلكت مصنعًا لصناعة الإطارات، وتم إنشاء المصنع في مدينة بورتسودان ــ ميناء السودان ــ وعرف المصنع بإنتاجه أنواعاً جيدة من الإطارات، وحدثني عثمان بابكر بأنه كان يستخدم إطارات بورت سودان، وكانت جيدة وقوية وتتحمل الأسفلت والأرض الصلبة وأنه كان لوقت قريب يستخدمها بعربته، وتحسر بابكر على توقف المصنع وتصفيته، وقال إنه خسارة كبيرة ..
وقال لي عمر وكان عاملاً بالمصنع، إن افتتاحه كان في بداية الثمانينات وكان ينتج كافة مقاسات الإطارات ونظام العمل ثلاث ورديات، مشيراً إلى أنه كان مصنعاً وفق شراكة مع مستثمر أجنبي، اضطر إلى إغلاقه وتصفيته بعد المضايقات التي وجدها من نظام الإنقاذ البائد، وأوضح أن محمد طاهر إيلا هو من أغلقه في عام 2005 .
رديئة
الخبير في صناعة الإطارات الأمين عبد الرحيم محمد مدني، قال لي إن أجود الإطارات في العالم هي بريدجستون الأمريكية وقود إير اليابانية وهانكوك ومشكن الفرنسية ويوكوهاما اليابانية، وقال إن دول شرق آسيا درجت على صناعة إطارات درجة أولى وثانية وثالثة، وذكر أن الدول المتقدمة في العالم مثل السعودية وبعض دول الخليج فيها أسواق عالمية للإطارات وفروع للشركات الكبرى التي تخاف على سمعتها فنجد بريدجستون في الرياض ومشلن في الدوحة كأمثلة ..
وقال في حديثه لـ (الصيحة)، إن السودان قبل الإنقاذ كان يستورد أفضل الإطارات، ولكن بعد الحظر الاقتصادي اختلط الحابل بالنابل وتم تغيير السوق الأمريكي إلى آسيا، وأصبح التجار للأسف الشديد يستوردون درجة ثالثة (يقتل مائة شخص عشان يعمل قروش)، يهتم بماله قبل جودة البضاعة.
وأضاف قائلاً: الآن معظم الإطارات في السودان ليست درجة أولى، وأوضح قائلاً: لا ينبغي التساهل في المواصفات، مشيرًا إلى أن الرئيس المخلوع من قبل قال (دايرين مواصفات ما دايرين قروش).
وأضاف: يفترض كذلك أن تخضع الإطارات في الفحص الآلي لترخيص العربات للتفتيش للتأكد من جودتها قبل التأكد من جودة الماكينة أو الإضاءة..
وأشار إلى وجود أسواق مغشوشة بالداخل والخارج، ولهذا المطلوب أن تخضع الإطارات إلى فحص أمين لأنها مرتبطة بحياة الناس .
وقال مواصلاً حديثه عن الإطارات التي تدخل السودان أن الأسواق الداخلية عشوائية يتم الاستيراد من شخص أو شركة غير معروفين ..
وأوضح أن الشاحنات تسير بـ 16 إطاراً ودائمًا الإطار الخارجي هو ما يتعرض للتلف، ولكنها لا تتأثر وتسبب أضراراً مباشرة مثل العربات الأخرى والبصات السفرية ..
وأوضح أن الإطارات لها عمر افتراضي ولها مواصفات وتقاس بالطرق ولكن طرق السودان رديئة والأجواء ساخنة ولا توجد طريقة علمية لملء الإطار بالهواء لهذا نتجت حوادث كثيرة وهنالك عشرات المسؤولين راحوا ضحايا بسبب الإطارات الرديئة إضافة إلى مئات المسافرين الذين يموتون بسبب الإطارات المغشوشة ..
مواصفة الإطارات
دكتور هيثم بهيئة المواصفات والمقاييس الرئاسة، قال إن الهيئة تضع مواصفة فيما يتعلق باستيراد الإطارات ولا تسمح باستيراد إطارات تخالف المواصفة التي وضعتها باعتبار أن الإطارات السيئة سبب أساسي في حوادث المرور وتصنف الإطارات إلى تصنيفات محددة، وأشار إلى أن للإطار عمراً محدداً ينبغي عدم تجاوزه مهما كان السبب.
وأضاف قائلاً لـ (الصيحة): إن الإطارات تتأثر بالطرق وتتعرض للتلف نتيجة لوعورتها، وذكر أن اللجوء إلى الإطارات المستعملة يشكل خطورة كبيرة ويتسبب في حوادث المرور، لأن الإطار المستعمل يكون قد استنفد أغراضه ويصبح غير صالح للاستعمال ..
وأبان أن هيئة المواصفات لا تتهاون فيما يتعلق بالإطارات ولا تفرج عن بضاعة تخالف مواصفاتها ..
الإطارات سبب الحوادث
حينما كثرت حوادث السيارات في فترة النظام البائد، وفي احتفال لوازرة النقل بيوم النقل العالمي عام 2018 تحدث وزير النقل وقتها حاتم السر مبيناً أن معظم الحوادث المرورية بسبب إطارات السيارات منتهية الصلاحية.
وأوضح أن تلك الحوادث تحصد سنوياً مئات المواطنين في السودان.
وقال إن معظم الحوادث المرورية التي تسببت في سقوط ضحايا بسبب استخدام الإطارات غير المطابقة للمواصفات التي دخلت البلاد.
وطالب الجهات المختصة بضرورة العمل على قياس وجودة السلع التي تدخل البلاد..
عشرة أسباب
عمار محمد علي خبير في مجال الطرق، قال لـ (الصيحة)، إن معظم الحوادث المرورية التى تتسبب فى وقوع مصابين ومتوفين نتيجة لانفجار إطارات السيارات أثناء السير على الطرق تقع نتيجة لعدم معرفة العمر الافتراضى للإطارات، وأشار إلى أسباب قال إنها تؤدي إلى حوادث المرور ولخصها في عدم الالتزام بالسرعات المقررة للسيارات، انتهاء العمر الافتراضى للإطارات التى تتعدى 3 سنوات، عدم الانتباه إلى كتابة تاريخ إنتاج الإطار على أحد جانبيه على هيئة أربعة أرقام متجاورة، ظهور تشققات بإطارات السيارة نتيجة لتلاشى مادة مطاطية مصنوع منها الإطار، استخدام إطار منتهى الصلاحية من محلات قطع الغيار، الإطار عندما يكون أقل ضغطاً يسبب انفجارا أكبر أثناء القيادة، عدم فحص وتغيير الإطار فى موعده المحدد، سير السيارة أعلى من المسافة المحددة للإطار بأزيد من 40 إلى 60 ألف كيلو، شراء الإطارات القديم، عدم الصيانة الدورية للسيارة ومعرفة تواريخ صلاحية إطاراتها.
رداءة الطرق
سائق إحدى البصات السفرية ويدعى داؤود عبد الله، قال إن معظم المعروض من الإطارات في الأسواق لا يستورد من شركات الإطارات الكبرى المعروفة بجودتها، وأوضح أن المشكلة التي تواجههم تبدأ بعد تلف الإطارات الجيدة التي تأتي مع البص السفري أو الشاحنة، مبيناً أن هنالك من يشتري إطارات رخيصة، وبالتالي تكون عرضة للتلف، وأوضح في حديثه لـ (الصيحة)، أنهم يعانون من رداءة الطرق، مبيناً أن طرق المرور السريع كثيرة الحفر والمطبات وتؤدي إلى اتلاف الإطارات، وذكر أنهم كثيراً ما يمرون بظروف صعبة بسبب انفجار الإطارات.
إبادة إطارات
ظلت الجمارك السودانية تقوم بإبادة عدد كبير من الإطارات غير المطابقة للمواصفات، ولقد قامت دائرة الشؤون القانونية والمخالفات بالجمارك السودانية مؤخراً بإبادة إطارات سيارات أعيد تدويرها وأثبتت هيئة المواصفات والمقاييس أنها غير مطابقة للمواصفات الوطنية السودانية. وتمت إعادة تدوير الإطارات بمصنع الخيرات بالمنطقة الصناعية بحري .
وقالت شرطة الجمارك إن الإطارات التي تمت إبادتها هي أحد الأسباب الرئيسية في وقوع الحوادث المرورية على الطرق كما تدخل الأسواق بطرق غير مشروعة. وقال العميد شرطة حقوقي مروان حسين أنه تمت إبادة (661) إطاراً غير مطابق للمواصفات..
صحيفة الصيحة