المندرة نيوز

إطلاق أول بطاقة فيزا رقمية في السودان

UCB_SyberPay_Visa#
#أول_بطاقة_فيزا_رقمية_في_السودان

لاجئو أثيوبيا بالسودان… إستبدال الخوف بالأمان

محمد زين العابدين=^المندرة نيوز^

مدخل

أدت المواجهات العسكرية التي إندلعت بين القوات الفيدرالية والإقليمية بمنطقة “تقراي” الاثيوبية إلى تشريد ولجوء مواطنيها وهروبهم الي داخل الحدود السودانية، حيث قاموا بقطع آلالاف الكيلومترات والأميال لمواجهة المصير المجهول الذي يتربّص بهم أثناء طريقهم بحثاً عن الأمن والأمان بعد أن أجبرتهم الأوضاع على ترك منازلهم وأسرهم بسبب الحرب التي يشهدها الإقليم، وأختار اللاجئين الأثويبين السودان لأنه الملاذ الآمن بحسب حديثهم للمندرة نيوز خلال جولتها داخل معسكر الطنيدبة بولاية القضارف.

أوضاع مأساوية

ويقول عدد من اللاجئين الاثيوبيين أنهم وجدوا صعوبة في الوصول الي معسكرات اللاجئين بالمناطق الحدودية للبلاد، والتي  تتمثّل في السير  علي الاقدام لأيام في ظل نقصٍ حاد في الماء والطعام طول مسافة الطريق، فضلاً عن ترك ذويهم في الإقليم وعدم معرفة الأوضاع التي يعيشونها، وصفوها بالقاسية والمُميتة علي حدٍ سواء.
ويرى عدد منهم أن الحياة داخل المعسكرات المُخصّصة للاجئين صعبة، خصوصاً في ظل نقص بعض المواد التي تعينهم علي العيش، إلا أن الأوضاع بداخل تلك المخيمات أفضل بكثير مما  يعيشونه في موطنهم “اقليم تقراي” والذي أصبحت الحياة فيه شبه مستحيلة بسبب الحرب التي تتأجج به، لذلك يناشدون المجتمع الدولي للوقوف مع السودان، وتقديم المساعدات المطلوبة لهُ حتي يتمكّن من إستقبال تدفقات اللاجئين التي تتزايد يوماً بعد يوم.

تجنب المخاطر

وشهدت الفترة الأخيرة نقل عدد(29.352)  أالف لاجئ من معسكرات “حمدايت وعبد الرافع” الي معسكري “أم راكوبة والطنيدبة” بولاية القضارف شرقي البلاد، وذلك تجنُباً للمخاطر الصحية والأمنية المُحتملة، حيث ستقوم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتسجيل الوافدين الجدد عن طريق نظام التسجيل الإلكتروني بجانب تسجيلهم عبر طريقة إدارة الحالات “وحدة إستقبال” علي المستوي الفردي.

لم الشمل

وحسب تقارير إعلامية موثوقة ان هنالك العديد من الأسر الاثيوبية التي إلتأم شملها مرةً اخري بمنطقة “حمدايت” بعد أن فرّقتهم الحرب، إلا ان إستمرار الصراع قد يُعقّد الأوضاع في الإقليم ويُشكّل دافعاً لمزيد من التدفقات نحو البلاد مما سينتُج عنهُ أعباءاً إضافية تحتاج لتقديم كافة أشكال الدعم من المجتمع الدولي تجاه السودان لمواجهة تلك التدفقات المتزايدة وتقديم الدعم اللازم لهم بالصورة المطلوبة.

ومؤخراً أعلنت معتمدية اللاجئين بولاية القضارف عن العدد الكُلي للاجئين بالولاية حيث بلغ (69) الف لاجئ موزّعين علي المعسكرات المخصّصة لهم، في وقتٍ أوضحت فيه أن الدعم الدولي ضعيف جداً مقارنةً بما تمنحهُ البلاد للاجئين الاثيوبيين من رعاية وخدمات، مما سيُشكّل عبئاً إضافياً علي البلاد بصورة عامة والولاية بشكل خاص.

تدفقات مستمرة
وكشفت المعتمدية عن عدد (2) معسكرات و(2 ) مراكز إستقبال وتسجيل اللاجئين، مُهيأة بشكل جيد، وأشار إلي أن تدفقات اللاجئين ما زالت مستمرة ، وأكدت إن جميع المعسكرات بالولاية خالية من أي إصابة بفايروس كورونا، كما يتم توفير الأدوية الطبية بصورة دورية للحالات الطارئة.
وناشدت المنظمات الدولية والإقليمية بضرورة تقديم العون والمساعدات الإنسانية للاجئين الاثيوبيين المتواجدين بالبلاد.

عودة طوعية

وفي إستطلاع للرأي تم أجرته ^المندرة نيوز ^ وسط اللاجئين بمعسكر الطنيدبة حول حديث بعض المسؤولين الاثيوبيين وإمكانية فتح باب العودة الطوعية للاجئين لقُراهم ، أبدي عدد كبير منهم عدم موافقتهم علي ذلك لعدّة أسباب أبرزها عدم ضمانهم لإنتهاء الصراع بالإقليم بشكل نهائي وإمكانية إندلاعها مرةً اخري وحينها لن يتمكّنوا من الفرار والنجاة بأرواحهم ، بالإضافة الي أن السودان حكومةً وشعباً لم يقصّروا معهم في شئ ووجدوا منهم كامل الإحترام والتقدير .
وحول هذا الشأن علق الأب ميخائيل أحد قاطني المعسكر ل^المندرة نيوز ^ أن الاثيوبيين بشكل عام لا ينظرون للسودان علي أنهُ بلدهم الثاني وحسب ، بل يعدّونه وطنهم الأم حيث أن كثير منهم نشأوا وترعرعوا بالسودان، وأشار الى أن ذلك يُعد سبباً رئيسياً لعدم لجوء الاثيوبيين الي أي دول اخري مجاورة لهم سوي السودان.

نية الرجوع

بينما إعتبر مولقيتا برّي إن اثيوبيا والسودان بلد واحد ، وقال أن العلاقات بين الشعبين أزلية ولن تتغير بسبب الحرب ، وأكد إن ما وجدوه بالسودان لم يشعرهم بأنهم غريبين، بل حتي أنهم قاسموهم الأكل والشُرب والمأوي وتعايشوا معهم بصورة عادية وذلك لا يحدث إلا من شعب طيب ومسالم مثل السودان.

وبدورها إبتدرت رومانيا حديثها بأنها فقدت زوجها ولا تعلم شيئاً عن أسرتها هناك بسبب الحرب ، وأضافت بأنها وصلت للسودان برفقة طفليها بعد أن قطعت بهم تلك المسافة وهي تحمِلهُما علي ظهرها طول الطريق، وأكدت عدم نيتها الرجوع مرةً اخري حتي إذا إنتهت الحرب بسلام بسبب ما وجدتهُ من حُسن معاملة وتقدير لها ولطفليها بالمعسكر .

تحدي أصعب

ويبقي التحدي الأصعب والماثل في كيفية تحمُّل البلاد لكل تلك التدفقات خصوصاً في ظل الإستجابة الضعيفة من المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية المحلية والدولية في تقديم المساعدات بالصورة المطلوبة للسودان حتي يتمكّن من توفير الخدمات الأساسية لهؤلاء اللاجئين، ومع الأخذ في الإعتبار جائحة كورونا التي هزّت العالم أجمع وأثّرت في إقتصاده وموارده!، مما سيضع بالتأكيد ثُقلاً إضافياً علي عاتق السودان في ظل التغيُرات السياسية والإقتصادية التي يمُر بها.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي