بحثت عن تسجيل مخاطبة الفريق اول عبد الفتاح البرهان لوداع قوات الدعم السريع ( درع الصحراء) ؛ وقبل الخوض في تفاصيل الحديث تجب الإشارة لملاحظات أهمها ؛ ان المناسبة بدت أقرب لنشاط إظهار قوة وإستعراض فيه أبعاد حمالة رسائل عسكرية بالأساس . ومثل كل المناسبات واضح أن فيه رؤية إعلامية ؛ شخصيا أعتقد أن فيها لمسة خبير وإمكانيات كبيرة و(شغل مرتب) ولاحظت كذلك ان طريقة ترتيب المشاهد تشبه لحد كبير طريقة الإعلام العسكري المصري وإن تم تقليص مشاهد العتاد العسكري.
=الخطابات
اتسم حديث البرهان وحميدتي ؛ بالنفس الهادي . وعدم الإنفعال مما يشير الى ان هناك تقارب كبير بين الرجلين سبق المناسبة . وهذا يشير الى إشتطاط بعض التحليلات التي تجتهد دوما في التلميح بوجود خلافات ومخاشنات ؛ هذا مستبعد عندي شخصيا لطبيعة ما أعتقد أنه رباط وثيق بين الرجلين نتاج معرفة سابقة وكمردود لكونهما الزراع العسكري المتنفذ بالمشهد والذي تحرص قوى داخلية وخارجية على ان يكونا في وضعية العمل المشترك لان اي انشقاق بينهما سيعني بالضرورة خروج احدهما ثم إنقضاض طرف ثالث على المنتصر وربما إحتوائه وتعديل معادلات الموقف
=البرهان
واضح ان رسالته تركزت على وضعية الدعم السريع مع الجيش ؛ أشار لاول مرة لجهدها حتى قبل التغيير . وإمتدح مواقفها بعده .ولفت نظري قوله انها لم تقم بامر ضد الثورة وهو ما يشير ربما لدفع حادثة فض الإعتصام عنها ونبه لصلاتها بالقوات المسلحة بشكل يستشف منه ان تلك القوات محل حرص الجيش لأسباب تتعلق بقدراتها وامكانياتها وهو ما يعني انه إستراتجيا يتجه الجيش للحفاظ عليها كعظم قوي في منظومة الأطراف العسكرية او بتعبير اكثر مباشر كفاعل وعنصر أساسي في موازنات القوى بالفترة الإنتقالية وربما ما بعدها .
=وعليه
أعتقد ان المناسبة والحدث ؛ خصصتا لإرسال إشارة ورسم موقف . خلاصته ان التنسيق عال والحذية واحدة وأن من يرغب في إنتزاع السلطة ؛ او له تفاكير محددة ذات مهددات فعليه مقاتلة الجيش والدعم السريع معا . وهو ما يشير عندي ان البرهان وحميدتي معا إستشعرا امرا فاردا رفع فزاعة تحت الشمس. او في حد الأدنى حث احدهم على لم ضنبه !
=ملاحظة_أخيرة
أظن ورغم طبيعة النشاط وقياسا على تكرار وسوابق ان الشريك المدني يغيب عن المنصة ولا يخاطب رغم ان جل الحديث منهما يغطي عادة ابعاد الحديث عن الانتقالية والعبور بها والثورة التي تحمى منهما وهو حديث سياسي لا يضر ان أضاف عليه شريك مدني بعض الملح