مشاكل الحدود بين الدول أسبابها غالباً ما تكون إما سياسية أو موارد وقد تسبب التوترات و الصراعات بإستمرار من وقت إلى آخر مالم توصل الأطراف إلى حلول مرضية. وإذا لم تحسم حتماً ستقود ولو بعد حين إلى حروب حدودية وهذه دائما ما تستنزف الموارد البشرية والمالية برصد ميزانيات ضخمة لتجهيز العتاد العسكري للدفاع عن أراضيها،ويزيد من ارتفاع الدين العام على الدولة و زيادة التضخم…وإلخ. وتعرض المواطن في الشريط الحدودي إلى النزوح و التشريد مما يفاقم الأوضاع الإنسانية و يهدد كسب عيشهم وبالتالي ستواجه هذه الدول حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بسبب الاضطرابات التي ستتولد على المستوى الداخلي و الإقليمي و هروب رؤوس الأموال والاستثمارات وهذا بدوره قد يؤثر على الأحوال برمتها وتقود إلى حروب مصاحبة داخل الدول المتحاربة عن طريق النزاعات القبلية والحروب الأهلية، بالذات إذا كانت هنالك قبائل مشتركة بين مجتمعات تلك الدول وتكون بينها تداخل و تمازج كبير.
و هذا الخيار غير مقبول في ظل العولمة و التكتلات والإندماج بأشكال متعددة ودرجات متفاوتة بين الدول والكيانات و هذا نفي قاطع لخيار السماح لخوض غمار الحروب الحدودية التقليدية وإن اشتد التصعيد وتعقيد الأمور بتبادل التصريحات و الحرب الكلامية في بعض الأوقات.
إذا كان الأمر كذلك فماهي أفضل الطرق والوسائل الناجعة في إيجاد الحلول المثلى لهذه المشاكل؟! هي الحوار و التفاوض الدبلوماسي حيث تسود لغة المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية والجيوستراتيجية في تفهم المشكلات الإقتصادية و السياسية وتأثيرها على الأمن القومي المشترك.
