محمد زين العابدين=^المندرة نيوز^
لازالت تتوالي وتتواصل المبادرات والوساطات الإقليمية والدولية حول قضية النزاع الحدودي بين السودان وأثيوبيا، وكان آخرها المبادرة التي طرحتها دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن أزمتي النزاع الحدودي مع أثيوبيا وسد النهضة، المعاصر للأوضاع الحدودية بين البلدين يرى أن الحارة أثيوبيا تحكمها ضغوط دولية مما يجعل موقفها في حالة الإرتباك في كثير من الأوقات.
السودان يتمسك
وبات من المعلوم أن موقف السودان أمام جميع المبادرات التي تطرح بشأن الأوضاع الحدودية مع الجارة أثيوبيا ظل متماسكاً واضحاً خاصة فيما يختص بإعترافية أديس بسودانية المناطق المتنازع حولها، حيث يرحب مجلس الوزراء خلال جلسته التي عقدها مؤخراً برئاسة د. عبدالله حمدوك، بالمبادرة الإماراتية من حيث المبدأ في إطار الحفاظ علي العلاقات المشتركة، وحينها أشار الي أنه تمت مناقشة تقرير اللجنة الفنية التي تشكّلت من الوزارات ذات الصلة للتعاطي مع مبادرة دولة الإمارات للوساطة بين السودان وأثيوبيا في قضية الحدود، وبين السودان، مصر وأثيوبيا حول قضية سد النهضة.
ويجي حديث وزير الإعلام حمزة بلول مؤيداً لموقف مجلس الوزراء الخاص بإقتراح الوساطة الإماراتية بشأن الحدود وسد النهضة الذي تشيّدهُ أديس علي النيل الأزرق، وذلك بعد دراسته علي المستوي الوزاري.
وضع العلامات
ومؤخراً أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان إن الخرطوم لن تتفاض مع أثيوبيا إذا لم تعترف بسودانية هذه الأراضي، ويتم وضع العلامات الحدودية، وأضاف: سوف نظل نُطالب القوات الأثيوبية بالإنسحاب من جميع الأراضي السودانية، ويقول الفريق البرهان خلال مخاطبته الحاشدة للضباط وضباط صف وجنوداً في المنطقة العسكرية بالعاصمة الخرطوم، إن القوات المُسلّحة لن تتراجع عن مواقعها كونها لم تكن معتدية، وعقيدتها وتسليحها قائمان بالأساس على الدفاع وليس الهجوم والإعتداء.
مبادرات دولية
وفي إطار المبادرات الدولية بشأن قضية النزاع الحدودي بين السودان وأثيوبيا، أجري مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص الي أثيوبيا السيناتور كريس كونز مباحثات مع مسؤولين أثيوبيين ، وكذلك مع رئيس المفوضية الأفريقية موسي فكي، وتأتي المباحثات على وقع قلق أمريكي من التوتر الحدودي مع السودان، وتصاعد الخلافات بين أديس أبابا والخرطوم والقاهرة بشأن سد النهضة، بالإضافة إلى إنتقادات دولية لعمليات الجيش الإثيوبي في إقليم تغراي والتطهير العرقي وإنتهاكه لحقوق الإنسان بالإقليم.
ونقلت صحيفة فورين بوليسي عن مسؤول أميركي أن كونز سيضغط على آبي أحمدلحل أزمة الحدود مع السودان ويحثه على فتح العبور لإيصال المساعدات الإنسانية.
أثيوبيا تريد
ويبدو أن أثيوبيا بدأت تنحني وتستجيب للضغوطات شيئاً فشيئاً وظهر ذلك جلياً خلال حديث رئيس وزرائها آبي أحمد أمام البرلمان الأثيوبي والذي أكد فيه إن بلاده لا تريد الإنخراط في حرب مع السودان، وقال أن أثيوبيا تعاني الكثير من المشاكل ولا إستعداد لديها للدخول في معركة، لذلك من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي.
وشدد آبي أحمد خلال كلمته أمام البرلمان علي أن بلاده لا تريد حرباً مع جارتها “السودان” علي خلفية النزاع علي الأراضي المتواصل منذ عقود بين الطرفين، واصفاً السودان بأنه بلد شقيق يحب شعبه أثيوبيا.
حل الأزمة
من جانبه يؤكد مجلس الوزراء في بيان صادر له أن د.عبد الله حمدوك أبلغ خلال إتصال هاتفي مع جوتا أوربلانين مفوضة الشراكة الدولية للإتحاد الأوروبي، إن بلاده لم تتسبب في الأزمة الحدودية مع أثيوبيا، وأكد إن الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضية.
وأضاف البيان أن د.حمدوك إشترط خلال المكالمة الهاتفية مع أوربلانين وضع العلامات والترسيم الكامل علي الأرض لحدود السودان مع أثيوبيا وهي حدود لم تكُن يوماً محل نزاع.
جهود سودانية
ويُشار الي أن المفوضية الأوروبية أشادت بجهود السودان في إستقبال وإيواء اللاجئين القادمين من الدول المجاورة، وكذلك عمله الدؤوب في مختلف قضايا الهجرة والنزوح ، الأمر الذي حدا بالمفوضية لطلب مزيد من الإلتزام الأوروبي تجاه البلاد، والذي سيُجري الإعلان عنهُ خلال مؤتمر باريس المحدد له مايو المقبل دعماً للسودان.
بناءاً علي كل تلك المعطيات يتضح لنا أن أثيوبيا سترضخ عاجلاً أو أجلاً للضغوطات وستقبل بالإنسحاب من الأراضي السودانية لعدة أسباب أبرزها أن كل الدلائل والمؤشرات تشير الي أحقية البلاد في تلك الأراضي الحدودية بحسب الإتفاقيات ، فضلاً عن كمية الضغوطات التي تتعرض لها أديس بسبب ملفات أخري مختلفة منها سد النهضة وحربها ضد قوات الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي والتي بسببها سيتم فتح أبواب إنتقادية إن لم يصل الامر الي حد المساءلات القانونية الدولية.