محمد زين العابدين=^المندرة نيوز^
وافق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن علي إستحداث منصب “مبعوث خاص لمنطقة القرن الأفريقي” حيث تتزايد التوترات وتُكثّف الحركات الجهادية من نشاطها، وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها أن المبعوث الذي من المتوقع تعيينه في الأسابيع المقبلة سيُركز علي الصراع في منطقة “تيغراي”الأثيوبية، والتوترات بين السودان وأثيوبيا بشأن المنطقة الحدودية المُتنازع عليها.
ضغوط دبلوماسية
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية وفقاً لما نقلتهُ وكالة “بلومبيرغ” أن المبعوث سيكون مُكلفاً أيضاً بالتعامل مع الخلاف بين السودان،مصر وأثيوبيا، حول سد النهضة الذي تبنيه أثيوبيا علي النيل، وقالت الوكالة إن إستحداث المنصب يضيف الي الضغط الدبلوماسي المتزايد الذي تواجههُ أثيوبيا فيما يتعلّق بالعنف المتزايد في تيغراي.
إتصالات وتواصل
وكان وزير الخارجية الأمريكية بلينكن بحث في إتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك الدعم الأمريكي لجهود الحكومة الإنتقالية من أجل دفع عملية السلام ومعالجة القضايا الإقليمية والإقتصادية، فضلاً عن تعزيز الإصلاحات السياسية.
جاء ذلك في بيان أصدرهُ المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس علي الموقع الإلكتروني للوزارة.
وقال البيان أن وزير الخارجية الأمريكي رحّب خلال الإتصال الهاتفي بإعلان المبادئ الأخير الذي تم توقيعه مع الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال جناح عبد العزيز الحلو، مؤكداً علي أهمية ضمان حماية المدنيين في جميع أنحاء السودان.
وأضاف أن الطرفين ناقشا مفاوضات سد النهضة ، وكذلك الحاجة الي خفض التوترات الحدودية بين السودان وأثيوبيا حول منطقة “الفشقة”، بجانب الإلتزام الذي أعرب عنه البلدان مؤخراً بالدخول في حوار لحل هذه القضية.
إقرار ووعد
ويأتي هذا القرار متزامناً مع إعتراف رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد مؤخراً بإرتكاب فظائع خلال القتال في منطقة تيغراي ووعد بمعاقبة مرتكبيه، وأضاف بأن القتال المستمر منذ (4)أشهر بالمنطقة تسبب في أضرار للبنيه التحتية بقيمة مليار دولار.
تواصل القتال
وقال شهود عيان أن مسلّحين قتلوا (30)شخصاً في هجوم علي قرية بمنطقة “أوروميا” في غرب أثيوبيا، في وقتٍ متأخر من الأسبوع الماضي، وقال مزارع بالمنطقة إن من نجوا من الهجوم الذي أُصيب فيه أيضاً أكثر من (15) شخصاً، ألقوا مسؤوليته علي جماعة مسلّحة تُدعي “أو.إل.إف شين” وهي جماعة مُنشقّة عن جبهه تحرير أرومو .
وقال المكتب الإعلامي في أوروميا في بيان أن عدداً غير محدد من المدنيين قُتلوا، وأضاف البيان بأن حكومة الإقليم تشعر بالحزن لهذا الهجوم المروّع ووصفتهُ بالإرهابي، وأبان إن الإشتباكات بين المجموعات العرقية المختلفة أصبح تحدياً كبيراً لحكومة البلاد في ضرورة إيجاد حل لها في أقرب وقت والتفرغ لمواصلة مسيرة التنمية.
مجموعة السبع
وبدورهم أعرب وزراء خارجية مجموعة السبع (G7) عن قلقهم العميق تجاه الأوضاع الإنسانية بإقليم تيغراي الأثيوبي، وقال وزراء خارجية المجموعة في بيان مشترك مؤخراً “ندين قتل المدنيين والإعتداءات علي أساس الجنس والنوع ، والقصف العشوائي والتهجير القسري لسُكان تيغراي واللاجئين الارتريين”.
وأضاف الوزراء خلال البيان ” إننا ندرك الإلتزامات الأخيرة التي تعهدت بها حكومة أثيوبيا لمحاسبة المسؤولين عن هذه الإنتهاكات ، ونتطلع لرؤية هذه الإلتزامات تُنفذ”.
وعليه يتضح لنا أنهُ تم إعطاء أولوية لمنطقة القرن الأفريقي من خلال تلك الإجراءات الجديدة التي تقوم بها الإدارة الأمريكية لمواجهة التهديدات الإرهابية من جهة، ومن جهة أخري عدم ترك فراغ “أمني،إستراتيجي” يسمح للنفوذين الصيني والروسي بالتمدد هناك علي حساب المصالح الأمريكية .