لدينا مبادرة فنية وطنية لدعم قواتنا المسلحة والمستنفرين
أستعد لتقديم أعمال جديدة للوطن
هذه أسباب تواجدي في مراكز النازحين
مدخل:-
للفن والثقافة دورا كبيرا في درء الأزمات الإنسانية والمجتمعية خاصة في ظل الحرب التي تشهدها بلادنا هذه الفترة. وخلال جولة للمندرة نيوز قامت بها وسط مدينة بورتسودان التي تشهد أكبر موجات نزوج وكثافة سكانية التقت بالفنان الكبير صديق محمد يوسف بله ( صديق سرحان ) وهو يتفقد أحوال النازحين ويتغنى بمقطوعات من أغنياته في محاولة لزرع البسمة والأمل، وجلست إليه في حوار متنوع عن حياته الفنية فإلى مضابطه…
حاورته= الطاف حسن
▫️بداية.. حدثنا عن مسيرتك الفنية..؟
بداياتي للغناء حقيقة كانت بالمديح في مسيد ابونا الشيخ الطيب جودة “تاي الله” بقرية سرحان ولاية الجزيرة، وأيضا مدحت للشيخ عوض الخدام في مدينة عبود والشيخ البشير ابوكساوي في قرية اللدية، والشيخ البرعي وحياتي وقدورة، ومن ثم انتقلت للغناء وانطلقت من المدرسة الأولية في العام 1967، وكان معي إبن أخي الشفيع عوض الله وهو الآن طبيب.
▫️انت تقصد كنتم ثنائي في البدايات…؟
نعم.. لكن عند بدايتنا الفعلية كنا “ثنائي سرحان” ومعي مبارك الصالح ايضا بالمديح في مسيد ابونا الشيخ تاي الله وهو المؤسس وقائد شيوخ قبيلة. ^ النفيدية^ في المنطقة.
▫️ومتي انتقلتم للغناء.. ؟
في نفس العام وبدأنا بغناء الحقيبة، ووقتها التقينا بعدد من الشعراء في المنطقة، واستمرينا حتى العام 1973، وبعدها انتقلت لمدينة ودمدني وعملت موظف في مشروع الجزيرة وصرت أغني لوحدي داخل المدينة والقرى المجاورة.
▫️من هم الشعراء الذين تعاملت معهم في تلك الفترة..؟
التقيت بالشاعر الشيخ محمد عثمان ومنحني عدد كبير من القصائد الملحنة، ومن ثم التقيت بالاستاذ عبد النور عبدالرحيم عبد النور رحمة الله عليه.. في طابت الشيخ عبدالمحمود ومنحني أغنية اسمها يا أمير الشباب الغنولو الطرب وهو من مدينة ابوعشر، ايضا الأستاذ الشاعر إسماعيل عبدالله كباشي أغنية ناس تغوص في عمق البحار لاتلقي لول لا صدف، وناس على رمل الشواطئ تلق الجواهر بالصدف، وهذه الحان الأستاذ بشير أحمد فضل الله، أيضا تغنيت للأستاذ جمال عبدالرحيم أغنية (لما بالريدة ابتدت.. قبل ما اسال حكت وقبل ما اختم غنايا زوبت قلبي ومشت)، بالإضافة إلى تعاملي مع الاستاذ محمود فلاح ومنحني اغنية “أدهشني أنا منظرك”.
▫️وكيف كنت تختار فرقتك لأداءك…؟
حقيقة.. أسست فرقة في حي الدباسين، وعندما انتقلت إلى حلة حسن أيضا عملت فرقة، ولكن في العام 1975 تزوجت في أم ضوا بان والتقيت بفرقة هناك من ضمنها مضوي أحمد مضوي- عازف المندلين، وجيتار- صلاح عبدالله وجمال، وأدخلنا تجربة المندلين سنة 1967 مدني وطبعا كنت فنان شعبي. وحظيت بالتعاون الكبير مع جمال عبدالرحيم، وكباشي حسونة له الرحمة والمغفرة.
▫️ومتى بدأت أعمالك الخاصة تقريبا..؟
في العام 1982
▫️سابقا.. للإعتراف بالفن لابد من الخضوع للجنة رسمية يخضع لها كل فنان لإجازة صوته وعمله.. حدثنا عن تجربتك في هذه المرحلة..؟
فعلا.. انا أجيز صوتي رسميا في إذاعة أمدرمان، وكان بالغناء الشعبي، عبر لجنة كانت تضم جمعة جابر وعلاءالدين حمزة، ومحمد أحمد عوض.
▫️لكن مؤخرا صرت قليل الظهور .. هل ذلك بسبب العداد أم دواعي أخرى…؟
غيابي لا علاقة له بالعداد، وطوال مسيرتي الفنية ما حصل حددت مبلغ، ودوما اترك الأمر للجهة بحسب تقييمها لعملي، ولكني حريص على الظهور بعمل جديد، وأفضل التجديد في الغناءكل فترة حتى لا يمل المجتمع.
▫️حقيقة نحن وجدناك مع عدد من النازحين.. حدثنا عن الدور الفني في درء الأزمات…؟
أرى أن دورنا نحن كفنانين كبير جدا في تخفيف المعاناة عن أهلنا الذين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم وبلدهم، وخلال هذه الحرب كانت مشاركاتنا في مدينة ودمدني التي كانت تحتضن أكبر عدد من النازحين، وكانت لي برامج في عدد من مراكز الإيواء وبرفقتي الموسيقار صلاح كرار، وبحمدالله نجحنا إلى حد ما في امتصاص صدمة الحرب وخلق أجواء طيبة في تجمعات اهلنا الذين تدافعوا إلينا من ولاية الخرطوم، وأيضا شاركنا في مناطق الاستنفار ووصلنا حتى جنوب الجزيرة.
▫️هل لديك أعمال وطنية جديدة …؟
حقيقة.. نحن بصدد طرح مبادرة وطنية لتقديم أعمال ندعم بها القوات المسلحة والمقاتلين في الصفوف الأمامية والمستنفرين والمواطنين، ونسأل الله أن تنعم بلادنا واهلنا بالخير والأمن والسلام والإستقرار.
▫️طيب.. أفصح لنا عن أعمالك الجديدة التي تستعد لتقديمها قريبا..؟
الآن نعمل في بروفات لأغاني وطنية جديدة، ومن ضمنها أغنية إيد على إيد نبني ونشيد من أول جديد.. وهي في إطار تشجيع الناس على الإنتاج والعمل من أجل إعادة البناء، وهي أغنية قديمة لكن نريد تعريف الناس بها، أيضا أغنية أرض الجزيرة الخضراء نزرع نحنا بأيدينا برانا وماف زول ادينا وما نستنى زول ادينا.
▫️كيف تتعامل مع الأجيال الجديدة في الوسط الفني ..؟
دوما نحاول نقدم لها النصح والتشجيع على العمل الخاص، وغنى لي عدد من الشباب وكانت أميز تجربة في تقديري.. مثلا الأستاذ محمود عبدالعزيز، غنى لي اغنية “هو الاختار دنيتو وهو المخير ف اختيارو.. جيتني اعمل تاني ايه انا لا حبيبو ولا ديارو ” .. كلمات والحان الشيخ محمد عثمان.
▫️كلمة أخيرة…
أوصي جميع إخوتي وأحبابي الذين أجبرتهم الحرب على ترك ديارهم ومناطقهم بالصبر، وأقول لهم: أنتم وافدين داخل بلادكم وسنعود جميعا إلى منازلنا قريبا إن شاء الله…
ولا يفوتني أن اقدم شكري وتقديري لمنظمة أطباء حول العالم التي تتلمس قضايا السودانيين الإنسانية والصحية..
وشكري الخاص لأسرة المندرة نيوز وأتمنى لكم التقدم والازدهار.