محمد زين العابدين=^المندرة نيوز^
تتواصل المفاوضات والمبادرات العديدة حول ملف سد النهضة للتوصُّل الي إتفاق نهائي حول النقاط المختلف عليها بشأن عملية الملء الثاني للسد المقرر له يوليو المقبل، وتشهد المفاوضات عمليات شد وجذب من الأطراف المعنية من جهة والوساطات الإقليمية والدولية من جهة أخري، حيث تصر أثيوبيا علي موقفها من عملية الملء دون وجود إتفاق مع السودان ومصر، في حين تري بقية الأطراف الأخري (السودان، مصر) أن تلك الخطوة الأحادية من الجانب الأثيوبي من شأنها تهديد وزعزعة أمن شعب أبناء النيل .
ترحيب مشروط
رحّب السودان بدعوة أثيوبيا بتسمية مندوب لتبادل المعلومات حول الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، مؤكداً موقفه الثابت بأن تكون عملية تبادل المعلومات ضمن إتفاق قانوني ملزم ، حيث أعلنت وزارة الري والموارد في بيان لها عن ” تلقي السودان بعد ظهر الخميس الماضي رسالة من أثيوبيا تدعو فيها السودان لتسمية مندوب لتبادل المعلومات حول الملء الثاني للسد.
وقالت الوزارة : ” نرحب بهذه الخطوة من حيث المبدأ ، ونؤكد علي الموقف الثابت بأن تكون عملية تبادل المعلومات ضمن إتفاق قانوني وملزم للملء والتشغيل، لأن تبادل المعلومات هي إحدي العمليات التي تم التوافق عليها ضمن حوالي (90%) من القضايا التي وصلت فيها الأطراف المعنية لتوافق في مسودة الإتفاقية منذ يونيو الماضي، وأشارت الي أن الإتفاق الذي يضمن للسودان إستمرارية تبادل البيانات تحت إطار قانوني لا تحكمه أهواء الدول، أو التغيُرات السياسية الداخلية للدول أو التغيُرات الإقليمية، مما يُمكّن السودان من التخطيط لإدارة موارده المائية وضمان سلامة سدوده وسلامه (20) مليون سوداني يعيشون حول النيل في السودان ومشاريعه الزراعية الحيويه لإقتصاده الوطني.
عرض مريب
وأضافت إن السودان يري أن تبادل المعلومات إجراء ضروري ، لكن العرض الأثيوبي بالطريقة التي أشار إليها ينطوي علي إنتقائية مريبة في التعامل مع ما تم الإتفاق عليه، وميل غير مقبول لإتخاذ الخطوات التي تلائمها فحسب ، دون الإعتداد بمطالب السودان ومخاوفه وتجنب السعي الجاد للتوصُّل لإتفاق شامل وملزم قانوناً حول ملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدةً إن تسمية مندوبين لتبادل المعلومات دون التوقيع على إتفاق يعني عملياً تخفيض سقف التفاوض من إتفاق شامل الي تبادل بيانات فقط، الأمر الذي يصعُب علي السودان القبول به
عطش وغرق
ويقول د. أحمد المفتي، الخبير الدولي في الموارد المائية، والعضو السابق في وفد السودان بمفاوضات سد النهضة أن أي محاولة لملء السد دون اتفاق وترتيب جميع الأطراف ستخلف مشكلات كبيرة خاصة السودان، ويضيف أن بداية الملء يتحدث عطش وعندما يتم الملء سيحدث فيضاناً، ويمضي في حديثه ل النورس مخذراً من عملية الملء الثاني لسد النهضة، ويقول المفتيإن هنالك تاثيرين حول ذلك يثمثل الأول في التأثير الفني بحيث أنه في بداية الملء يحدث عطشاً، وعندما يتم الملء يحدث فيضاناً، فيما ذكر أن التأثير الثاني استراتيجي بحيث أن إثيوبيا ستتحكم في القرار وتدفقات المياه.
وفرغت إثيوبيا من الملء الأول لسد النهضه قبل أشهر، وتستعد للملء الثاني في يوليو القادم.
ووصف السودان قيام إثيوبيا بالملء الثاني لبحيرة السد دون التوصل إلى اتفاق بأنه تهديد مباشر لأمنه القومي.
ويذكر أن وزارة الري المصرية أعلنت في وقتٍ سابق عن رفضها لعرض أثيوبي بمشاركة بيانات ملء وتشغيل سد النهضة دون إتفاق ملزم، وأضافت الوزارة في بيان لها ” تسلمنا خطاباً من أثيوبيا يتضمن مغالطات لا تعكس حقيقة مسار التفاوض.
إجراء إحترازي
وقالت وزارة الري والموارد المائية أنها قررت حجز كمية هائلة من المياه داخل خزان جبل أولياء تحسُباً لإطلاق أثيوبيا المتوقع للمرحلة الثانية من عملية ملء سد النهضة، وقال معتصم العوض مدير إدارة الخزانات بالوزارة إن إدارته ستبدأ بحجز حوالي (600) مليون متر مكعب من المياه في خزان جبل أولياء عقب إنتهاء فترة تفريغ الخزان، وأشار الي أن هذا الإجراء يأتي لضمان إستمرار العمل بمحطات الطُلمبات علي النيل الأبيض والنيل الرئيسي لتلبية إحتياجات مياه الشرب والزراعة، وذلك ضمن الإجراءات التي تتخذها الدولة تحسُباً لأي إجراء أُحادي قد تتخذهُ أثيوبيا بإطلاق المرحلة الثانية من ملء سد النهضة.
وأقر العوض أن تفريغ خزان جبل أولياء تأخر الي الأول من أبريل بدلاً من مارس الماضي مع الإبقاء علي حوالي (٦٠٠) مليون متر مكعب لتلافي أي نقص من المياه يؤثر علي محطات الطُلمبات في النيل الأبيض والنيل الرئيسي، وأشار الي أن وزارة الري عملت وفق دراسات فنية علي تغيير سياسة تشغيل الخزانات في العام لمقابلة تأثيرات سد النهضة المتوقعة.
ويرى مراقبون أنه بناءاً علي كل تلك المُعطيات يتضح لنا أن كلاً من السودان ومصر يُبديان مواقف مرنه بشأن ملف سد النهضة، يقابلهُ تعنُت أثيوبي من خلال تقديمها لحلول ومعالجات غير مجدية ولا تعكس جديتها في التوصل لإتفاق حول الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.