إن جانا نازل شن لينا بالمنازل
شؤون وشجون
الطيب قسم السيد
الخرطوم=^المندرة نيوز^
استراتيجية الشيخ فرح ونكتوك، رحمه الله، الشهيرة، المتداولة عند الكثير من اهل السودان بشان زيادة الإنتاج، ورفع الإنتاجية، التي يقول نصها :-(ايد البدري، قومي بدري، صلى بدري، ازرعي بدري، أحصدي بدري، شوفي كان تنقدري)،، لها نظريات اخريات داعمات.. أبرزها قوله:- (كان جانا نازل شن لينا بالمنازل).
والمنازل كما هو معلوم،،لدى غالب اهل السودان. خصوصا في المناطق المعروفة بالزراعة المطرية،، هي عين الخريف التي تبدأ بالعصاتين العطشانة والرويانة، ثم يعقبهما الضراع، الذي يعتبر السابع من يوليو هو موعد حلوله الذي يعني البداية الحقيقية، للخريف.
شاءت الاقدار ايهاالكرام،، ان جعلتنا هذا العام نكون بين أهلنا، في القضارف في هذه الفترة التي تشكل استهلالية الموسم الزراعي وبداية الترتيب والتحضير المطلوب للموسم فتتصل المساعي، لتوفيرالتمويل، لعمليات التاسيس الأولى للموسم الزراعي، لضممان نجاحه الذي لا يتحقق الا بتوفير المدخلات، من تقاوي ووقود وآليات. وغيرها.
ويبدو ان اهل القضارف هذا الموسم، لم ينتظروا المنازل.. وأولها (الضراع) الذي سبقه هطول جيد للأمطار نهاية يونيو، المنصرم، اي قبل يوم (7/7) الذي تعارف الناس على انه بداية عينة الضراع، التي هي حسب ما يجمعون،، البداية الحقيقية للخريف.
ولكنا لاحظنا من خلال وجودنا بينهم منذ الشهور الثلاثة التي سبقت الخريف،، أنهم بداوا أعدادهم لهذا الموسم منذ وقت مبكر.. نظريا، بما رصدناه من ورش، وتابعناه من لقاءآت، وما جرى من أتصال وتواصل بين اهل المصلحة، وهم المزارعون، والشركاء، من البنوك، والمؤسسات والمنظمات ذات الصلة بالعملية الإنتاجية. وكانت نتيجة ذلك،، ما لاحظنا من(هروع) مبكر للمزارعين نحو موسمهم رغم التحديات التي تسبب فيها عدوان الجنجويد وممويليهم وأعوانهم،، إذ لم يتقيد المزارعون هذا الموسم بالمنازل ذلك لأن المطر هذه المرة (جاهم نازل) ، قبل أ ن تحل المنازل.
إن توكل وحماس اهل القضارف المبكر و اهتمامهم وغيرهم في مناطق الزراعة الأخرى بالموسم الإستثنائي هذا،، لاشك ان مرده، إستشعارهم للتحدي الإستراتيجي الذي يواجه الزراعة والمزارعين، في البلاد. هذا العام حيث يتواجد الجنجويد والمرتزقة في الجزيرة وبعض تخوم سنار، وسنجه و قرب الدندر وحول الدالي والمزموم وشمال وجنوب كردفان. وهم- عليهم لعنة الله- يمارسون انتهاكاتهم الشنيعة بتشريد المزارعين، وتخريب اراضيهم، وتدمير أدوات الإنتاج، ومنع الناس في أماكن سيطرتهم التي نسال الله الا تدوم،، من الزراعة، وتهديدهم بالقتل فى حال وصولهم مواقع الإنتاج،، فيمارسون معهم اقسي صنوف الإهانة والترويع…لذلك لابد من حماية تلك المناطق حتى يتمكن المزارعون من زراعة اراضيهم، وإنجاح موسمهم الزراعى.حيث من المتوقع خروج المساحات الزراعيه المعروفة بغزارة إنتاجها، في الجزيرة، وجبال موية، والدالي والمزموم، والدندر، وأبو حجار وشمال وجنوب كردفان، ومعظم مناطق دارفور الكبرى.
عليه،، تبقى الإشارة ملزمة وضرورية لحتمية إستصحاب هذا المهدد ذي البعد الأمني و الإستراتيجي الخطير و المهم،، لتشمل خطط عمليات تظهير البلاد من دنس المرتزقه وشتات آل دقلو،، الذين آذوا الإنسان وعاثوا فسادا وبالأرض والمتنجين و الأعيان والمرافق والبنيات.. ولم تسلم من غدرهم وجرائمهم الارواح و الأجساد.
والله من وراء القصد.
.