السكرتير الشخصي!
د. مزمل أبو القاسم
كبد الحقيقة
تابعت تسجيلاً صوتياً لمداخلة أدلى بها الدكتور حسن أبو جبل، أمين عام الاتحاد السوداني لكرة القدم لإحدى الإذاعات الخاصة، وتناول فيها الاتصال الهاتفي الذي جمعه هو والدكتور كمال شداد مع سارة سوليمالي، رئيسة قسم الحوكمة في الفيفا، فلم أستغرب ما ورد فيه، لتمام علمي بشخصية وتركيبة المتحدث.
* رجل يفوق عمره الثمانين عاماً، سبق له أن عمل وكيلاً لوزارة الشباب والرياضة في عصرها الذهبي، عندما كان وزراؤها بقامة البروف علي شمو، والدكتور منصور خالد وأمثالهما من أصحاب القدرات والخبرات النوعية، قبل أن يجور عليها الزمان وتؤول لمن لا صلة لهم بالرياضة، ولا يستندون إلى أي قدرات أو خبرات تؤهلهم للتربع على المنصب المرموق.
* تراجع طموح أبو جبل، ورضي أن يعمل أميناً عاماً لأحد الاتحادات الرياضية (بلا صلاحيات حقيقية)، بعد أن كان وكيلاً لوزارة الشباب والرياضة (على سن ورمح) كما يقول المصريون.
* يوضح ذلك التنازل جوانب من شخصية أبو جبل الضعيفة التي تفتقر إلى الطموح، مثلما يفتح الباب واسعاً للتساؤل حول حقيقة قدراته وخبراته، وما إذا كان قد حصل على درجة الدكتواره حقاً، أم أنه ألصق حرف (الدال) باسمه زيفاً، مثلما فعل بعض نصابي الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة، وهم كُثر، ومنهم من اشترى شهادة مضروبة من جامعة وهمية، سنعود إليه بمفاجآت موجعة (لاحقاً)!
* قبل أبو جبل العمل أميناً عاماً لاتحاد الكرة، ورضي بأن ينال مخصصات زهيدة بالعملة الوطنية، مع أن الفيفا يخصص له خمسين ألف دولار سنوياً، يرفض شداد أن يسددها له، ليضطر إلى همبتة مبالغ إضافية بتجاوزات ترقى إلى درجة الاختلاس، مثلما فعل مع متبقي فاتورة إقامة منتخب ساوتومي وبرنسيب في أحد فنادق الخرطوم.
* تم استرداد مبلغ مائتين وثلاثين ألف جنيه من الفندق، بخطاب مروس حمل توقيع أبو جبل وتوقيعه وخاتم الاتحاد، ولم يتم توريد المبلغ في خزينة الاتحاد.
* عندما انفضح الأمر ادعى أبو جبل أن الخطاب مزور، لكن الموظف (عبد الرحمن) المكلف باستعادة المبلغ اعترف بأن الأمين العام كلفه باسترداد المبلغ، ثم اقتسمه مع يعقوب محمد علي (المدير الإداري للاتحاد) لينال كل واحد منهما مائة ألف جنيه، وتذهب الثلاثين ألفاً (للمرسال).
* قرر مجلس إدارة الاتحاد تحريك دعوى جنائية في القضية، لكن قراره لم ينفذ، لأن رئيس الاتحاد (راعي فساد الاتحاد وكبير لصوصه) اختار أن يلملم الفضيحة، كعادته في كل قضايا الاختلاس التي حدثت في اتحاده خلال هذه الدورة الزاخرة بالفساد والسرقات.
* نعلم أن العمل تحت إمرة إداري متسلط ودكتاتور مثل كمال شداد أمر صعب، لجهة أن رئيس الاتحاد الحالي لا يؤمن بفضيلة العمل المؤسسي، ويتوهم أن منصبه يخوله أن يفعل ما يريد.
* كانت تلك المهمة صعبة على كل أعضاء المجلس الحالي، ممن فشلوا في إلزام الرئيس باتباع قواعد العمل المؤسسي، فما بالك بموظف ضعيف الشخصية متواضع القدرات، يعمل بطريقة (دعوني أعيش)؟
* من قبل صمت أبو جبل على الإهانة البالغة التي وجهها إليه شداد في معرض حديث إدلى به لبرنامج الرياضة التلفزيوني، عندما وصفه بأنه (يجب القطيعة)!
* بموجب النظام الأساسي نال أبو جبل سلطة إصدار كل المخاطبات الصادرة من الاتحاد السوداني لكرة القدم، لكنه كثيراً ما يتخلى عن تلك المهمة لرئيسه المتمدد بلا سند من القانون.
* كذلك نال أبو جبل سلطة التصديق على المبالغ المالية الصادرة من بالاتحاد، فتغول شداد على صلاحياته، وأصبح يصدق ما يشاء من أموال، ويهدر مقدرات الاتحاد على هواه، بدليل أنه سهل لزوجته الحصول على عشرين ألف دولار من الدعم المقدم من الكاف للاتحاد السوداني، من دون أن ينبس أبو جبل ببنت شفة.
* حالياً يعمل أبو جبل كسكرتير شخصي أو مدير مكتب لشداد أكثر من ما يعمل أميناً عاماً للاتحاد!
* لا يخالف له أمراً، حتى ولو تجاوز الرئيس صلاحياته، وازدرى نصوص النظام الأساسي، وتعدى على مهام الأمين العام ومجلس الإدارة، لذلك ذكرت لبعض أعضاء المجلس أن مسيرة تصحيح الخلل الكبير في الاتحاد تبدأ بطرد أبو جبل من منصبه، وتعيين أمين عام صاحب شخصية قوية وقدرات حقيقية، يتمسك بصلاحياته وسلطاته، ولا يتنازل عنها لكائن من كان.
* من المضحك حقاً أن يسأل أبو جبل مسئولة قسم الحكومة في الفيفا عن مسببات الاجتماع، مع أنها خاطبته مسبقاً بالأمر، وأوضحت له مسوعات طلب الاجتماع الذي كان من المفروض أن ينعقد بنظام الفيديو، قبل أن يتعلل الاتحاد بتعطل (الإيميل القوي) لديه، ويكتفي بمكالمة هاتفية حفلت بخزعبلات وأكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.
* أبو جبل شريك أساسي في أزمة المريخ، لأنه اختار أن يلعب دور البوسطجي و(المحولجي) للخطابات الصادرة من عدة جهات في اتحاده، ولم يحدث نفسه باحترام القرارات الصادرة من مجلس إدارة الاتحاد بخصوص الأزمة الحمراء، وهو شريك في عملية التضليل التي تعرض لها الاتحاد الدولي، ومسئول مثل شداد بل قبله عن أي معلومة مغلوطة أرسلت من الاتحاد السوداني إلى الفيفا.
* يعلم أبو جبل علم اليقين أن شدادا سعى إلى عرقلة الجمعية العمومية لنادي المريخ، وأنه استعان بالشرطة لمنع الأعضاء من ممارسة حقهم القانوني، وأن مساعي المنع لم تتصل بأي قرار من الجهات الصحية، مثلما زعم شداد كذباً، ومع ذلك لم يتطرم بذكر الحقيقة للفيفا.
* أبو جبل مسئول مثل شداد وأكثر عن تفاقم الأزمة، وعليه أن يهيئ نفسه لمواجهة غضب الجماهير الحمراء، عندما تزوره في المرة المقبلة داخل مقر الاتحاد!
آخر الحقائق
* ادعى أبو جبل أنه تواصل مع سارة سوليمالي (بالفيس)، وسألها عن مسببات الاجتماع!
* حديثه عن التواصل مع مسئولة الفيفا عبر (الفيس) يثبت ما ذكرناه سابقاً عن عدم معرفته بالتقنية، ويؤكد جهله بالنهج الذي تعمل به وسائل التواصل الاجتماعي عبر تطبيقاتها المختلفة، وهو يذكرنا بما سبق لشداد أن قاله في التلفزيون عن (الإيميل القوي والإيميل الضعيف)!
* لم يكن هناك ما يستدعي من أبو جبل الاستفسار عن مسببات الاجتماع، لأنه موضوعه معلوم بالنسبة إليه ولغيره سلفاً.
* لم تكن لجمعية الهلال العمومية أدنى علاقة بالاجتماع الذي طلبه الفيفا مع رئيس الاتحاد السوداني وآدم سوداكال، كي يزج به أبو جبل في حديثه عن لقائهم مع سارة سوليمالي.
* الاجتماع متعلق بالمريخ، فلماذا يتحدث أبو جبل عن الهلال؟
* وكيف يزعم أن الاتحاد مدد أمد تكليف لجنة التطبيع الهلالية (تلقائياً)؟
* بأي قانون وأي نص من النظام الأساسي للاتحاد تم تكوين لجنة تطبيع لنادي الهلال؟
* وبأي قانون تم التمديد؟
* إذا كان تدخل الاتحاد في شئون الهلال صحيحاً، فما الذي يجعل تدخله في شئون المريخ مخالفاً للنظام الأساسي للاتحاد؟
* عندكم كم نظام أساسي يا سيد أبو جبل؟
* حديث الأمين العام عن إقامة جمعية عمومية أخرى للمريخ بأمر مجموعة (معارضة) يؤكد أنه منحاز لسوداكال وتابع لشداد في موقفه المخزي من المريخ.
* لا أبو جبل ولا شداد ولا سواهما يستطيعون إلغاء إرادة جماهير المريخ.
* حديث أبو جبل عن أنهم أجروا تمديداً (تلقائياً) للجنة تطبيع الهلال يكفي لطرده من الاتحاد شر طردة.
* بوجوده تمدد شداد ليسطو على أموال الاتحاد، ويهدرها على المحاسيب والحواريين.
* أي تدقيق مالي يتم لأموال الاتحاد كفيل بزج أبو جبل وشداد وراء القضبان.
* هما مسئولان عن كل الهدر الذي تم لموارد الاتحاد.
* مسئولان عن التفريط في بعض ممتلكاته، وعلى رأسها (السوناتا السوداء)، والعربة التايوتا التي بقيت في مدينة النهود لأكثر من عامين.
* عربة تحت إمرة المدام، وأخرى تعمل في مشروع زراعي مملوك لأحد نواب شداد!
* تم استهلاك البوكس حتى (ٍساحت ماكينته)، وتم إحضاره من النهود على ظهر عربة (سحاب)!
* وعن الهدر الذي يتم للأموال التي تصرف لسائق شداد حدث ولا حرج!
* رجلان يخطوان نحو التسعين من العمر، ويكذبان ويسطوان على المال العام بلا حياء أو خجل!
* آخر خبر: الدورة الحالية للاتحاد الأفسد والأسوأ في تاريخ الرياضة السودانية لا منازع.