هنا ام درمان وحدة الوجدان.. وحدة السودان
شؤون وشجون
الطيب قسم السيد
الخرطوم=^المندرة نيوز ^
على الرغم مما اشرت اليه في مطلع هذه السلسلة التي استدعي خلالها ذاكرتي لتدوين حقائقها على شرف العيد الثمانين للاذاعة السودانية، وما ظلت تعانيه هذه المؤسسة الرائدة من تربص وفتك بامهر واكفا كوادرها على مدار موجات التغير الذي ظلت تشهده البلاد من الحكومات المدنية والعسكرية.. الا ان معظم منسوببها واكفأهم كانوا يتمتعون بالتجرد والهمة والمبادرة.. وهي معايير قيمية تعزز المعايير الاخري المهنية وتمنح المتحلي بها الجراة والشجاعة علي الجهر بالحق وتقديم المحتوى الخالي من الغرض والهوى.
وبالعودة لعنوان هذا المقال اؤكد ان الاذاعة السودانية حينما يترك الامر لخبرائها ومبدعيها ستقدم كما يشهد تاريخها وتكتنز به مكتبتها الصوتية للبلاد مايفيد شعبها ويحقق طموح دولتنا شعبا وحكومة ومؤسسات مدنيةوحكومية
اقول قولي هذا مستشهدا بالمبادرات التي ظلت تقدم من اجيال الاذاعين عبر تاريخ الاذاعة الناصع تعزيزا لبرامج الوحدة والسلام التي ظلت تطرحها الحكومات المتعاقبة ولكن كثيرا مايقعدها التناحر والتكالب على المصالح الضيقة والمغانم والمناصب.
بدات الاذاعة السودانية بوعي ومسؤلية دعوتها لوحدة الوطن منذ مطلع ستينات القرن الماضي وابتدرت برنامج ركن الجنوب الذي كان يحظى باهتمام ومتابعة ابناء الجنوب والشمال في وقت معا.. اذ كان البرنامج هذا يقدم الى جانب الاخبار باللغات واللهجات المتعددة لقبائل جنوب السودان كان يبث الاغنيات والايقاعات لمختلف القبائل الجنوبية.. فبرز من مطربي الجنوب في تلك الفترة الفنان يوسف فتاكي صاحب الاغنية الشهيرة (سوداننا بليدنا وكلنا اخوان) ولمع من مذيعي البرامج والنشرات التي كانت تقدم بعربي جوبا المذيع مصطفى عوض ااسيد وٱخرين .
تواصل ابداع اهل الاذاعة بوعي وادراك كبيرين لدور الكلمة والاغنية والايقاع في تعزيز اواصر الوحدة فبرزت و نجحت فكرة برنامج رسالة المديريات الذي كان يقدم بالتناوب كل سبت من ودمني وكسلا وعطبرة والابيص والفاشر ثم تلت تلك المبادرة التي حققت للاذاعة قوميتها تجربة الاذاعات الاقليمية التي بدات في عهد الرئيس الاسبق جعفرنميري من جوبا ثم نيالا وتوسعت في فترة الديمقراطية التالثة عبر مجموعة العون الياباني التي شملت ودمدني وعطبرة وكسلا والاببص ودنقلا لتعم بعد ذلك جميع ولايات السودان في عهد الانقاذ وكان الوزيران الطيب ابراهيم محمد خير وعبد الباسط سبدرات اكثر المنفعلين بدورها قبل ان يتم فك الارتباط بينها والمركز في عهد الوزير غازي صلاح الدين ومدير الهيئة السوادانية للاذاعة والتلفزيون الاسبق د. امين حسن عمر..عبر قانون الهيئة للعام 2002 الذي اعاد منسوبي الهيئة الذين كانوا منتدبين للولايات وانهى خدمة المئات من غير الحاصلين على الشهادة الجامعية الذين تمت اعادة اغلبهم للخدمة عبر لجنة لاعادة المفصولين راسها الوكيل الاول الحالي لوزارة الثقافة والاعلام رشيد سعيد يعقوب.
اما برنامج (من ربوع السودان) فقد كان سابقا هو الٱخر بتقديم الاغنيات والايقاعات المتنوعة المعبرة عن تعدد ملامح البيئة والمناخ السوداني الذين شكلا التنوع الثقافي والابداعي الذي عبر عنه محتوى البرنامج التاريخي من ربوع السودان وصوره شعاره المميز. من لدن حلقاته الاولي التي كان يقدمها الراحل الاستاذ علي الحسن مالك وكانت تبث دون شعاره الحالي الذي كان فكرة الاستاذ علي الحسن مالك التي عرضها على المطرب الراحل احمد عمر الرباطابي فصاغ الاخير الكلمات ووضع اللحن الذي صار شعارا دائما للبرنامج منذ تلك الايام وحتي يومنا هذا..
اتوقف عند هذه المحطة ولي باذن الله عودة