الخرطوم=^المندرة نيوز^
بعد إنتهاء الحرب تتجه الأنظار نحو القادة السياسيين والعسكريين لتحديد مسار المرحلة القادمة ، بالنسبة للفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في السودان مسؤوليته لا تقتصر على إنهاء الصراع فحسب بل تمتد إلى معالجة تداعياته وبناء مستقبل مستقر للبلاد
أولى الخطوات التي ينبغي له إتخاذها هي العمل على تحقيق السلام الدائم فمجرد وقف إطلاق النار لا يعني أن الجذور العميقة للأزمة قد زالت…. يجب أن يكون هناك حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف بما في ذلك الفاعلون السياسيون والحركات المسلحة وممثلو المجتمع المدني لضمان معالجة القضايا التي أدت إلى إندلاع الحرب
ثانيًا لا بد من إعادة بناء مؤسسات الدولة المنهارة فالحرب ألحقت ضررًا بالغًا بالاقتصاد والبنية التحتية كما زعزعت ثقة المواطنين في قدرة الدولة على تلبية إحتياجاتهم ، ينبغي أن تكون هناك خطط عاجلة لإعادة الإعمار تشمل إصلاح القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات الأساسية إلى جانب تأهيل القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية وفق معايير إحترافية بعيدًا عن الولاءات السياسية
المصالحة الوطنية تمثل ركيزة أخرى لا غنى عنها أبدا ،المجتمع السوداني عانى من إنقسامات عميقة ولإعادة اللحمة الوطنية لابد من خطوات جادة نحو العدالة الإنتقالية، يجب محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي أرتُكبت خلال الحرب مع توفير آليات تعويض للضحايا بما يعزز شعورهم بالإنصاف
على الصعيد السياسي، يجب على البرهان أن يهيئ البلاد لإنتقال ديمقراطي حقيقي ، السودان شهد العديد من فترات الحكم العسكري التي أفضت إلى اضطرابات وعدم استقرار ينبغي أن يكون هناك التزام واضح بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة مع وضع دستور دائم يحدد معالم الحكم الرشيد ويمنع تكرار الانقلابات والتجاذبات السياسية التي أضعفت الدولة على مدى عقود من الزمان
الجانب الاقتصادي يشكل تحديًا جوهريًا في مرحلة ما بعد الحرب ، هذه البلاد تحتاح إلى إستقطاب الإستثمارات وإعادة الإنفتاح على المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة،الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تركز على دعم الإنتاج الزراعي والصناعي والاستفادة من الموارد الطبيعية للبلاد مع ضمان توزيع عادل للثروة يحد من التفاوتات الإقليمية التي كانت سببًا في الكثير من النزاعات
يجب أن يكون للبرهان دور في إعادة صياغة دور السودان إقليميًا ودوليًا فعلاقات السودان مع الدول المجاورة والقوى العالمية تأثرت بالحرب،من الضروري تبني سياسات خارجية متوازنة تحقق مصالح السودان دون الدخول في تحالفات تكرس الإنقسام الداخلي أو تجعل البلاد ساحة لصراعات النفوذ الخارجي
إني من منصتي انظر…. حيث أرى …. أن نجاح البرهان في المرحلة القادمة يعتمد على قدرته على تجاوز الحسابات الشخصية والعسكرية لصالح رؤية وطنية شاملة وعليه أن يدرك أن إستقرار السودان مرهون بإرساء أسس العدالة والسلام والديمقراطية ورد المظالم إلي أهلها لكي لا تظل البلاد عالقة في دوامة الأزمات مما قد يعيد إشعال الصراعات من جديد .