الخرطوم=^المندرة نيوز^
المهيمن هو اسم فاعل من الفعل: هيمن، يقال في ذلك: هيمن يهيمن هيمنة فهو مهيمن، ومهيمن على وزن مفيعل، كما يذكر أهل اللغة.
والهيمنة لها عدة معان، منها: القيام على الشيء، واستشهد اللغويون بما يروى عن عكرمة أنه قال: ” كان علي رضي الله عنه أعلم بالمهيمنات” أي: القضايا، والمقصود أن عليا –رضي الله عنه- كان أعلم بالقضايا كيف يقوم على أمرها ويعالج مشاكلها ويتعامل معها، فنسبت الهيمنة إلى القضايا بينما الفاعل فيها هو علي رضي الله عنه، وعلى هذا المعنى تكون نسبة الهيمنة إلى الخالق سبحانه يقصد بها: القيام بأمور الخلق ورعاية شؤونهم.
ومن معاني المهيمن: المؤتمن أو الأمين، والمهيمن: الشهيد،وهذا المعنى مذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما، ويقال: المهيمن بمعنى الرقيب؛ ويمثلون له بقول أحدهم: هيمن الرجل يهيمن هيمنة: إذا كان رقيبا على الشيء، ووفق هذا التنوع في المعاني تعددت تأويلاتهم لوصف القرآن المذكور في قوله سبحانه وتعالى: {مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} (المائدة:48)، ومعناه كما ذكر أهل التفسير: الشاهد على ما قبله من الكتب، وأورد البخاري تعليقا: قال ابن عباس: ” المهيمن: الأمين، القرآن أمين على كل كتاب قبله “، وقيل: رقيبا عليه، وقيل: مؤتمنا عليه، ومما سبق نفهم أن هيمنة القرآن على ما بين يديه من الكتب من وجوه متعددة، فهو شاهد بصدقها، وشاهد بكذب ما حرف منها، وهو حاكم بإقرار ما أقره الله، ونسخ ما نسخه، فهو شاهد في الأخبار، حاكم في الأوامر، كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية.
يقول الشاعر:
رويدا أبا سهل فما الدهر صانع … وما للذي شاء المهيمن مدفع
على أن هناك من يرجع الأصل اللغوي لكلمة مهيمن إلى: (مؤيمن)؛ فأبدلت من الهمزة هاء؛ ونظير ذلك كما قولهم: أرقت الماء وهرقته، وإياك وهياك، ومن هذا الباب ما يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يوما: “إني داع على ثلاث فهيمنوا” والمعنى: إني داع فأمنوا على دعائي، فقلب إحدى حرفي الشدة في (أمنوا) ياء، فصارت: (أيمنوا)، ثم قلبت الهمزة هاء فقال: (هيمنوا).
المعنى الإصلاحي :
اسم الله المهيمن هو اسم جامع يجمع أوصاف الفضل والكمال، وينقض أوصاف النقص، ويتضمن معان جليلة، وصفات جميلة ، تدخل كلها في دائرته، وهي: الشهادة، والحفظ، والعطاء، والمنع، والرقابة على الخلق، والقيام على شئون العالمين.
ويضيف الحافظ ابن حجر قائلا: “وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب ، تقول : هيمن فلان على فلان إذا صار رقيبا عليه فهو مهيمن”.
وعرفه بعض العلماء أن المهيمن معناه الذي لا ينقص الطائع من ثوابه شيئا ولو كثر، ولا يزيد العاصي عقابا على ما يستحقه، وقد سمى الله تعالى الثواب والعقاب جزاء، وله أن يتفضل بزيادة الثواب، ويعفو عن كثير من العقاب، وهذا التعريف قد أورد الحافظ ابن حجر عند تعرضه لاسم الله المهيمن، وهذا التعريف مبني على لحظ معنى الائتمان من جهة، ورعاية مصالح العباد من جهة أخرى.
أما الشيخ عبدالرحمن السعدي فيعرفه بقوله: “المهيمن: المطلع على خفايا الأمور، وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيء علما”.