المندرة نيوز

الغفار .. من أسماء الله الحسنى

الخرطوم=^المندرة نيوز^
من أسماء الله تعالى الحسنى “الغفار”، وهو من صيغ المبالغة، على وزن فعال، بما يدل على كثرة مغفرته لعباده التائبين، وأصل المغفرة التغطية والستر. فـ “الغفار” سبحانه وتعالى هو الذي يستر الذنوب بفضله، ويتجاوز عن عبده بعفوه ومغفرته.. قال ابن منظور: “أصل الغفر: التغطية والستر، فقولهم: غفر الله له أي: ستر له ذنوبه”. وقال الزجاج في “تفسير أسماء الله الحسنى”: “(الغفار): أصل الغفر في الكلام الستر والتغطية يقال: اصبغ ثوبك فهو أغفر للوسخ أي أحمل له وأستر. ومعنى الغفر في الله سبحانه: هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره”. وقال: “(الغفر، والغفران) في اللغة: الستر، وكل شيء سترته فقد غفرته، والمغفرة من الله عز وجل ستره للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمته، والغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح في الدنيا، وتجاوز عن عقوبته في الآخرة، وهو الذي يغفر الذنوب وإن كانت كبيرة، ويسترها وإن كانت كثيرة.. والله عز وجل “غفار غفور” لذنوب عباده، أي يسترها ويتجاوز عنها، لأنه إذا سترها فقد صفح عنها وعفا وتجاوز، و”غفار وغفور” من أبنية المبالغة فالله عز وجل “غفار غفور”، لأنه يفعل بعباده ذلك مرة بعد مرة إلى ما لا يحصى، فهو من أوصاف المبالغة في الفعل، وليس من أوصاف المبالغة في الذات”.
وقال الحليمي في “المنهاج”: “الغافر هو الذي يستر على المذنب، ولا يؤاخذه فيشهره ويفضحه”. وقال الخطابي: “(الغفار) الستار لذنوب عباده، والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته”.

وقد ورد اسم الله عز وجل “الغفار” في القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن ذلك:
ـ قال الله تعالى: {كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار}(الزمر:5). قال الطبري: “{ألا هو العزيز الغفار} يقول تعالى ذكره: ألا إن الله الذي فعل هذه الأفعال وأنعم على خلقه هذه النعم هو العزيز في انتقامه ممن عاداه، الغفار لذنوب عباده التائبين إليه منها بعفوه لهم عنها”.
ـ قال الله سبحانه: {رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار}(ص:66). قال ابن كثير: “{العزيز الغفار} أي: غفار مع عزته وعظمته”.
ـ قال الله عز وجل: {وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار}(غافر:42). قال السعدي: “{وأنا أدعوكم إلى العزيز} الذي له القوة كلها، وغيره ليس بيده من الأمر شيء. {الغفار} الذي يسرف العباد على أنفسهم ويتجرؤون على مساخطه ثم إذا تابوا وأنابوا إليه، كفر عنهم السيئات والذنوب، ودفع موجباتها من العقوبات الدنيوية والأخروية”.
ـ قال الله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}(طه:82).
ـ قال الله سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا}(نوح:10).
وقد اقترن اسم الله عز وجل “الغفار” باسمه “العزيز” ثلاث مرات، وفي الجمع بين “الغفار والعزيز”: أن العزة تقضي بالبطش والعقوبة على من أساء، ومع ذلك فإنه سبحانه مع عزته يغفر الذنوب جميعا، قال الله تعالى: {رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار}(ص:66).
ـ وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تضور (تقلب أثناء نومه) من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) رواه النسائي وابن حبان. قال الصنعاني: “وفي ضم الغفار مع العزة وهو أن العزة تقضي بالبطش والعقوبة على من أساء، فأفاد بأنه مع عزته يعفو ويصفح”.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *