الخرطوم=^المندرة نيوز^
اسم المقيت في القرآن الكريم في موقع واحد :
سمىّ الله جلّ جلاله ذاته العلية في القرآن الكريم باسم ” المقيت ” فقد ورد في موقع واحد في القرآن الكريم، وهو قوله تعالى: ” وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ” [النساء:85].
وكما تعلمون في آية الكرسي ” مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ” [البقرة:255] يعني لا تتم شفاعة في الكون بين جهتين إلا بإذن الله، فإذا كنت سبباً في عمل صالح فلك من هذا العمل الصالح نصيب، مثلاً أعنت إنساناً على نفسه فتاب إلى الله، كل أعمال الخير التي فعلها هذا الإنسان لك منها نصيب، وإذا دللت إنساناً على عمل سيئ أو على معصية، كل هذه المعاصي التي يفعلها عليك منها وزر، شيء خطير ” وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا ” فأنت أي عمل تكون وسيطاً به، إن كان خيراً فلك منه نصيب، وإن كان شراً عليك منه وزر ” وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً “.
قبل أن تدل إنساناً، قبل أن تكون وسيطاً، قبل أن تكون سبباً، قبل أن تقنع إنساناً على معصية، أو بعمل، أو بسفر، أو باختلاط، أو بتأسيس تجارة أساسها محرم، قبل أن تدل إنساناً، قبل أن تروج، قبل أن تحبب، قبل أن تمدح، انتبه، هذا العمل الذي نتج عن توجيهك، وتبيينك، إن كان خيراً لك منه نصيب، وإن شريراً عليك منه وزر.
فالله عز وجل من فوق عرشه مقيت، له الكمال المطلق في إقاتة خلقه، ورزقهم، فإذا أضيف إلى الإطلاق اجتماع معاني العلو فكان هذا كمال الكمال.
المقيت في اللغة :
أما في اللغة ” المقيت ” اسم فاعل، للموصوف بالإقاتة، فعله أقات، هذا الرباعي، اسم الفعل قات، يقوت، قوتاً، والقوت هو ما يمسك الرمق من الرزق، الحد الأدنى من الطعام والشراب، قوت، قات الرجل وأقاته أي أعطاه قوتاً، والمصدر هو القوت المحفوظ الذي يقتات به حين الحاجة.
يعني امرأة قالت لزوجها: ما عندنا شيء، هذا الزوج بكى، سبب بكائه تذكر أنواع القوت التي في بيته، أنواع منوعة، وكثيرة، وكافية، كلمة ما عندنا شيء كلمة ما فيها أدب مع الله عز وجل، عندك كل شيء.
كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ:
لذلك المدخر المحفوظ الذي يُقتات به حين الحاجة، هذا هو القوت.
” كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ” [أبو داود].
من يقوت، من يطعم، أي أولاده، أطعمهم، سقاهم، ألبسهم، كساهم، لكن ما أدبهم، ما علمهم، ما عرفهم بربهم.
” كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ” [أبو داود].
لذلك أي أب في الأرض يرتاح إذا شبع أولاده، ولبسوا، وكانوا في بحبوحة، لكن الأب المؤمن يتميز على بقية الآباء أنه يقلق لحال ابنه الإيماني، يتمنى أن يكون ابنه مؤمناً، يدعوه إلى الصلاة.
” وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ” [طه:132].