الخرطوم=^المندرة نيوز^
يقف القلم حائرا بين الفكر و الكتابة من شدة الألم أي حروف تحمل الوفاء للذين حملوا الهم الوطني وهم قدموا أرواحهم رخيصة في معركة الكرامة معركة الوطن وهم يسطرون أسماءهم في ذاكرة الأمة و حكاوي و فرحة العيد أولئك الشهداء الذين لبوا نداء الوطن و نداء ربهم فكانت دمائهم و أرواحهم مهرا للنصر في معركة الكرامة حيث لأ يمكن نسيانهم و نحن نفرح بالعيد و وطن خالي من تلك المليشيا الإرهابية ففي هذه الفرحه نقف لنحكي عن عظمة الذين فدوا الوطن بأرواحهم و جعلوا من فرحة العيد ذكري تحمل في طياتها تاريخ وطني مصان تفخر به الأجيال .
عامان و بضع شهور مرت من عمر الشعب السوداني و هو يعيش حربا ليست ككل الحروب التي عرفها التاريخ البشري الحديث في وحشيتها سلوكا و بشاعه فمنذ اليوم الأول لهذه الحرب إنكشف الوجه الحقيقي لتلك المليشيا الارهابية المتعطش لسفك الدماء و تحويل البلاد إلى رقعة جعرافية منكوبة و مهجوره من خلال النزوح القسري حيث لم يبقي مكانا آمنا للعبادة و لأ للسكن و لأ للتعليم و لأ للعلاج و لأ شبكات مياه وكهرباء و لأ حتى أرزاق الناس ومصادر دخلها المحدود أصلا كأن شيئا لم يكن ليموت الشعب من الجوع و الفقر و الكبد و القهر و من لم يمت بذلك مات بالطلقه .
رغم كل تلك الوحشية و التواطؤ و الظلم العالمي تعلو لتعانق السماء أصوات المآذن تكبيرا و تهليلا معلنه فجر عيد الفداء رغم الجراحات و الآلام و المآسي و الآهات لترسم الفرح و البسمة على وجوه الأطفال تلك الفرحة التي وهبها رب العالمين رغم لوعة الفقد في كل بيت الذي به حكاية و رواية لمسيرة شهيد يتلوه شهيد ليكمل المشوار و ينقل قضيته العادلة إلى العالم و يقول أن هناك شعب أبى إلا أن ينتصر رغم المؤامرات و الدسائس و أن العيد سوف يأتي بطعم النصر الذي حققته القوات المسلحة و كل الوحدات العسكرية الأخرى و كل فئات هذا الشعب الذين كانوا في خندق واحد مع قواتهم المسلحة دفاعا عن هذا الوطن العزيز ليرسم لوحة فيها الشاب و الشيخ و العجوز في مقدمة الصفوف يتشابكون الأيادي و يهتفون جيش واحد شعب واحد .
من محاسن الأقدار أن تتزامن العودة بعيدين الأول عيد الفداء والثاني عيد النصر الذي فرح به كل الشعب ليري فرحته كل العالم وليعلم أننا شعبٌ نحيا بالأمل و نصنع من الموت و الظلم أحلامنا وآمالنا فنحن شعب لأ مكان للبؤس و اليأس بيننا فنحن أمة خلقنا لنحيا رغم أنف الخائنين لأوطانهم و الطامعين فينا .
إن حلم العودة إلى الديار الذي كان يراود المواطنيين ليل نهار هو وعد و عهد قطعته القوات المسلحة و من خلفها أبناء هذا الشعب دينا و صونا لهذا الوطن من كل ما قد يضير به وبمقدراته و مكتسباته و هو ما يحثنا عليه ديننا الحنيف و عقيدتنا و معتقداتنا و قيمنا السمحه مستخلصين الدروس و العبر بنبذ الخلافات السياسية و المجتمعية و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة و َ تمتين الجبهة الداخلية و تحقيق إستشعار روح المسئولية الفردية لكل منا في مرحلة النهوض و البناء و التعمير كما كانت تلك الروح الوطنية و الفداء لهذا الوطن في معركة الكرامة .
ختاما لأبد من وقفة إجلال و إمتنان و تقدير لجنودنا الأوفياء عز السودان و فخره الذين وهبونا فرحة العيد في ديارنا و الذين رفعوا راية الوطن لتظل عاليه شامخه و إن طالت ليالي الألم و الظلم .
و لله درك يا وطن .