الخرطوم=^المندرة نيوز^
” الولي ” هذا الاسم ورد مطلقاً معرفاً، معنى مطلق ؛ كأن تقول: قلم، أي قلم، أما إذا قلت: قلم المعلم، أضفت القلم إلى المعلم، أي قيدته بالمعلم، فإذا جاء الاسم مضافاً فهو مقيد، وإذا جاء غير مضاف فهو مطلق.
ورود اسم الولي في القرآن الكريم مطلقاً معرفاً ومقيداً:
إذاً هذا الاسم ورد مطلقاً معرفاً في قوله تعالى: ” أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ” [الشورى:9].
ولا ولي سواه، ورد مطلقاً معرفاً، وفي قوله تعالى: ” وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ” [الشورى:28].
وقد ورد هذا الاسم مقيداً (أي مضافاً) في نصوص كثيرة، كقوله تعالى: ” إِإِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ” [الأعراف:196].
وفي قوله سبحانه وتعالى: ” إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا ” [المائدة:55].
على المؤمن أن يتعامل مع المؤمن بالولاء ومع الآخر ولو كان قريباً بالواجب:
أيها الأخوة، في السنة الصحيحة، كما في البخاري من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: ” سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول جهارا غير سِرّ: إِن آل أبي ليسوا بأوليائي، إِنما وَلِيِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين ولكن لها رحم أبُلُّهَا بِبلالها ” [البخاري].
أي أصِلُها بصلتها التي أُمرت بها، كلام دقيق، أنت مؤمن، من توالي؟ من تحب؟ من تعاشر؟ مع من تتعاون، مع من تعمل؟ مع المؤمنين، لكن لك أب، قد يكون هذا الأب ليس كما ينبغي، الله أمرك أن تبره، وأن تُحسن إليه، وأن تصله، الولاء شيء والواجب شيء آخر.
يعني أنا ولائي، محبتي، إخلاصي، تعاوني مع المؤمنين، ورد في بعض الأحاديث: ” لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنا، ولا يأكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيّ ” [أبو داود والترمذي].
أنت لا ترتاح إلا مع المؤمن لأنه صادق، لأنه متواضع، لأنه منصف، لأنه رحيم، لأنه متعاون، تتعامل مع المؤمن بالولاء، وتتعامل مع الآخر ولو كان قريباً بالواجب.
” وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ” [لقمان:15].
على المؤمن أن يؤدي واجبه لكل من يلوذ به شاء أم أبى أما قلبه مع المؤمنين الصادقين:
هناك واجبات، و هناك حقوق، يجب أن تصله، أن تحسن إليه، أن تقدم له ما يحتاج لأنه أبوك، أما إذا كان الأب مؤمناً يجتمع له الولاء والواجب، أما في آباء على غير ما ينبغي، في أقارب ليسوا كما ينبغي، في أقارب لا يقبلون من ابنهم أن يكون مستقيماً، مثلاً في حالة موجودة، ينبغي أن يكون ولاؤك لله، ولرسوله، وللمؤمنين، وينبغي أن تؤدي واجبك لكل من يلوذ بك شئت أم أبيت.
” إِن آل أبي ليسوا بأوليائي، إِنما وَلِيِّيَ اللهُ وصالحُ المؤمنين ولكن لها رحم أبُلُّهَا بِبلالها ” [البخاري].