الخرطوم=^المندرة نيوز^
تواصل معى العديد من المتابعين حاثين إياى لإبداء الراى حول فضحية بعثة حج هذا العام التى سيطرت على وسائط التواصل الاجتماعي هذه الايام ، بل تكرم بعضهم بمشاركتى العديد من المقالات والمقاطع التى بنى عليها بعضهم ادانة مسبقة لبعثة الحج ، بل كال بعضهم التهم لقيادات باسمائهم بالفساد البواح ، ولفت انتباهى عناوين مبالغة لمقالاتهم تجاه هذه القضية ، ولم يلتفت اى من قارعى الطبول لشهادات داعمةً مثل مقال “هل يعصون رب البيت امام بيته !؟” من احدى حجاج هذا العام والذى حوى حقائق لصالح بعثة الحج وشكر وثناء بليغ ..
واضح بان موجة التدافع الضدى الذى يشبه تسونامى القطيع أضحى سمة بارزة لاعلامنا الافتراضى المغبون دائما والمنحاز أبدا للتشكيك وإصدار صكوك الإدانة دون تريث او تثبت ، يكفى أن يتم شحننا عاطفيا فى اى قضية لتسارع لنصب ساونات التشهير ومحاكمة المجرمين واللصوص المتوهمين ويترافق ذلك مع نصب صيوانات العزاء وحوائط المبكى للعن حالنا المايل الذى تسبب فيه هؤلاء المجرمون المتوهمون ، وفى ختام الموال الغاضب بعد ذهاب السكرة وسطوع شمس البراءة يتصدى زمرة عفا الله عما سلف لرتق النسيج الاجتماعى المهترئى بما كسبته أوهامنا وشكوكنا ..
هذه القضية تم فيها تكوين لجنة تطوع السيد رئيس الوزراء شخصيا لرئاستها وتوعد المدانين بالويل والثبور ، فلماذا لا نترك هذه اللجنة الرفيعة بان تقوم بعملها وبعدها نطالب بإعدام كل من أدين بفساد فى هذه القضية الحساسة !؟ والى ذلك سأنشر البيان العاجل الذى اصدره مجلس الحج والعمرة السوداني حول هذه القضيه لعكس الراى الأخر حيث أصدر المجلس اﻻعلى للحج والعمرة بيان توضيحى اليوم ردا على ما اثير من حملات حول الأداء موسم الحج هذا العام 1446ه جاء فيه:_
فى الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله الحرام ينعمون بالأمن والسكينة في اليوم الاول من أيام التشريق بمشعر مني يؤدون نسكهم ويتهيأون لرمي الجمرات الثلاث والتفويج الى مكة المكرمة خرجت بعض الأقلام والمواقع الالكترونية بمعلومات مضللة وغير دقيقة.. وإزاء ذلك يود المجلس الأعلى للحج والعمرة أن يوضح للرأي العام ما يلي:-
إن إدارة أعمال الحج في بالسودان تتم وفق خطة وطنية محكمة أُجيزت من مجلس الوزراء الموقر وتحت إشراف مجلس السيادة الانتقالي، وبمشاركة من الوزارات وحكومات الولايات والمؤسسات المختصة والقطاع الخاص وبتنسيق شامل مع الجهات السعودية ، استناداً إلى وثيقة تنظيم شؤون الحجاج السودانيين الموقعة مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية للعام 1446هـ والتي تعد المرجع الفني والقانوني المنظم للعمل في موسم الحج .
يُدار موسم الحج وفق منظومة مؤسسية دقيقة تلتزم فيها جميع البعثات بضوابط المملكة، التي وضعت أنظمة متقدمة لإدارة الحج وتنظيم المشاعر وفق المعايير العالمية الأعلى في مجالات السلامة والإعاشة والصحة والإسكان والنقل.
يؤكد المجلس أن إدارة عمليات الحج ليست مجرد عمل تنظيمي روتيني، بل عبادة جماعية ذات قدسية شرعية وأمانة وطنية عليا، يُؤدى فيها العمل بأقصى درجات الإخلاص والتجرد والمهنية، ضمن سياق دقيق ومركب يراعي الجوانب الشرعية والتنظيمية والإنسانية.
بذل المجلس الأعلى للحج والعمرة في هذا الموسم جهوداً استثنائية رغم الظروف التي تمر بها البلاد من حرب ونزوح وتشظي مجتمعي وجغرافي غير مسبوق, ورغم التعقيدات الميدانية التي واجهت التحضير والتنفيذ، تمكن المجلس من إكمال إجراءات (11,500) حاجاً من داخل السودان، من بينهم (709) حاجاً من السودانيين بالخارج قدموا من (91) دولة حول العالم، بما يعكس نجاحاً ملموساً في ظل بيئة مليئة بالتحديات اللوجستية والأمنية والتنظيمية.
استغل البعض زيارة عفوية لبعض أفراد البعثة في المشاعر المقدسة للترويج لمعلومات مضللة عبر وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي وهي لا تعكس الواقع الفعلي لأداء البعثة ولا الجهود الكبيرة التي بذلت كما أن بعض المنصات زودت بمعلومات مغلوطة تتعلق بمساحات الإسكان في مشعر منى.
وهنا يوضح المجلس أن توزيع مساحات السكن داخل المشاعر يخضع لأنظمة دقيقة تصدرها وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، ولا تخضع لاجتهاد أو قرار من أي بعثة .و يتم تحديد المساحة المخصصة لكل حاج داخل مشعر منى بأقل من متر للحاج الواحد ,وهي المعايير الفنية المعمول بها و تطبق على جميع الحجاج من كافة الدول على السواء، حفاظاً على السلامة العامة وقدرة البنية التحتية على استيعاب اعداد الحجاج .وعليه، فإن تصوير ضيق المساحات على أنه قصور تنظيمي خاص بالبعثة السودانية يُعد تجنياً على الحقائق الموضوعية .
فيما يتعلق بخدمات التغذية، فتقوم المملكة العربية السعودية بالترخيص لشركات الاعاشة وتقوم بعثات الدول بالتعاقد مع الشركات المرخص لها وفق قائمة رئيسية للإطعام وثلاثة وجبات في اليوم ، وتخضع جميع عمليات الاطعام وتقديمه لنظام مراقبة جودة وسلامة الغذاء العالمي المعتمد عالمياً لضمان سلامة الوجبات وعدم تعرض الحجاج لأي مخاطر صحية غذائية, ويُشهد للمملكة عبر التاريخ بخبرتها العريقة في تأمين الإعاشة المأمونة لضيوف الرحمن دون تسجيل أي أزمات غذائية في سجل إدارة المشاعر.
أما أداء نسك الهدي فإن السودان يلتزم التزاماً كاملاً ببنود وثيقة تنظيم شؤون الحجاج السودانيين، حيث يتم تنفيذ النسك عبر مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، وهو المشروع الرسمي المعتمد شرعاً وتنظيماً من الجهات المختصة,ويتم احتساب تكلفة الهدي ضمن القيمة الإجمالية لحزمة الخدمات المقدمة للحاج، وتُسدد إلكترونياً عبر نظام المسار الإلكتروني السعودي، بما يضمن الشفافية الكاملة في التحصيل والتوريد وبلغ سعر صك الهدي لهذا العام (720) ريالاً سعودياً وهو السعر الموحد المعلن من المشروع المعتمد رسمياً أما الحجاج المفردون الذين لا يلزمهم نسك الهدي شرعاً، فيتم رد قيمة الهدي إليهم عبر الإجراءات النظامية .
أما فيما يتعلق بالتكلفة الكلية للحاج، فهي تشمل الالتزامات المالية لكل حاج بالمملكة وبنود الخدمات المقدمة للحاج خلال فترة الحج من نقل واسكان واطعام وهدي ومستلزمات وخدمات الكترونية وخدمات الطواف بالمشاعر وتتم كل هذه الخدمات عبر عقود تسدد إلكترونياً داخل المسار وتُعد هذه التكلفة من أقل التكاليف مقارنةً ببعثات الحج في الدول الأخرى ..نكتفى
بعد اخير :
خلاصة القول ، لدينا تحفظات عديدة على اداء بعثة الحج وخاصة البعثة الصحية من حيث معايير الاختيار وتكرار تكوين اللجنة باشخاص يعينهم على مستوى وزارة الصحة الاتحادية طوال الأعوام السابقة بل وإقصاء ضباط الصحة لادخال مهن لا علاقة لها بأولويات خدمة حجاج بيت الله الحرام وغيرها كثير سنفرد لها مقالات لاحقة ، ولكن كل ذلك لا يجعلنا نشكك فى اداء بعثة الحج السودانية بالمطلق ، واخيراً، على السيد رئيس الوزراء مراجعة جميع معايير اختيار البعثات المتخصصة مع التركيز على البعثة الصحية والخروج بقرارات اصلاحية ملزمة مستقبلا مع التحقق مع كافة التهم المنشورة باستدعاء أصحاب المظلمة ومحاسبة المقصرين ونسال الآخرين ، لماذا ندينهم قبل نتائج لجنة التحقيق!؟ .. ونواصل ان كان بالحبر بقية بمشيئة الله تعالى ..
ليس لها من دون الله كاشفة
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ، و لا يرحمنا يا أرحم الراحمين