المندرة نيوز

اللواء (م) مازن محمد اسماعيل يكتب للمندرة نيوز..ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب

الخرطوم=^المندرة نيوز^
🏴‍☠️ المؤامرة: هي اتفاق طرفين أو أكثر لتحقيق هدف غير مشروع بطريقةٍ سرية.
الخطة: هي رسم طريقة عمل لتحقيق هدفٍ ما ، وعادةً ما تتضمّن سلسلةً من الإجراءات أو الخطوات ، وقد تكون سرية أو معلنة.
*الاستراتيجية:* هي التخطيط بعيد المدى.
وما نحن بصدده هنا هو مجرد استعراض مختصر لبعض *الاستراتيجيات والخطط* المعلنة والمنشورة والتي يجري إنفاذها حثيثاً.

🏴‍☠️عام ١٩٠٤ في كتابه الجغرافيا السياسية Geopolitik أكَّد عالم السياسة الألماني كارل هاوسهوفير Karl Haushofer (أن السيطرة على المنطقة الواقعة بين أوروبا وآسيا هي مفتاح السيطرة على العالم ، فمن يسيطر على العالم الأوسط يسيطر على العالم ، وهذه حقيقة أساسية لا يمكن دحضها ، فهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية والبشرية ، وتقع في قلب طرق التجارة العالمية ، ومن يسيطر على هذه المنطقة سيكون قادراً على السيطرة على الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية) ، وقد أعاد هنري كيسنجر صياغة هذه الفرضية بقوله (من يُسيّطر على قارة الوسط من إندونيسيا إلى المغرب .. يُسيطر على العالم ، ومن يُسيطر على الشرق الأوسط يُسيطر على قارة الوسط ، ومن يُسيطر على منطقة الخليج يُسيطر على الشرق الأوسط).

🏴‍☠️عام ١٩٠٥م دعا رئيس وزراء بريطانيا Henry Campbell Bannerman إلى مؤتمر دولي للدول الاستعمارية (بريطانيا ، إسبانيا ، فرنسا ، إيطاليا ، هولندا ، بلجيكا) بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول وقت ممكن ، واستمرت جلسات هذا المؤتمر حتى ١٩٠٧م ، وخرج المؤتمر بوثيقة سرية أسموها *وثيقة كامبل* ، وخلاصتها أن الأمة الإسلامية على وجه العموم ، *والأمة العربية على وجه الخصوص* -وبكل معايير الاستقراء العلمية والموضوعية لريادة واندثار الحضارات- هي التي سترث قيادة العالم ، وللحيلولة دون ذلك أقروا العمل وفق استراتيجية خلاصتها في ثلاثة بنود أساسية:
1️⃣ بث الفرقة والصراع بين مكونات هذه الأمة.
2️⃣ حرمان هذه المنطقة من التكنولوجيا المتقدمة.
3️⃣ زرع جسم غريب يفصل بين شرق وغرب المتوسط (إسرائيل).

🏴‍☠️في ٤٩ يوماً فقط ، وخلال الفترة ما بين ٢٣ نوفمبر ١٩١٥م – ٣ يناير ١٩١٦م تم ترسيم حدود الدول العربية (اتفاقية سايكس بيكو) في اتفاق سري ضم بريطانيا وفرنسا وروسيا وقد افتضح الاتفاق في ٢٣ نوفمبر ١٩١٧م بوصول البلاشفة الى الحكم في روسيا ، وبذلك نكصت بريطانيا عن وعودها بدولة قومية عربية مقابل الدعم العربي لبريطانيا ضد العثمانيين ، ولم تكتفي بريطانيا بالنكوص عن عهدها للشعوب العربية .. بل أصدرت في الثاني من نوفمبر ١٩١٧م وعداً علنياً بوطن قومي لليهود في فلسطين التي كان اليهود فيها لا يتجاوزون ٣-٥% من سكانها ، وقد وقع الإعلان آرثر بيلفور وزير الخارجية البريطاني آنذاك غارساً البذرة الأولى للجسم الغريب الذي فصل ما بين الشعوب العربية شرقاً وغرباً وجنوباً ، وغنيٌّ عن التفصيل حجم المعضلات التي خلقتها حدود سايكس بيكو ما بين الشعوب العربية التي ما عادت بعدها شعباً واحداً ، وتكرَّست تلك المعضلات في كل دولةٍ عربيةٍ على حدة ، حيث تم ترسيم الحدود استناداً على مصالح بريطانيا وفرنسا باعتراف مارك سايكس في مذكراته ، والتي أقرَّ فيها بتجاهلهما تماماً لانعكاسات ذلك التقسيم على العامل البشري في تلك المنطقة.

🏴‍☠️في العام ١٩٨٣م أجاز الكونغريس بالإجماع مشروع برنارد لويس Bernard Lewis لمنطقة *الشرق الأوسط الكبير* ، والذي خلاصته تفتيت المُفتَّت وتجزئة المُجزَّأ ، والمستشرق اليهودي البريطاني والذي أصبح لاحقاً أمريكياً ومستشاراً لوزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض الأمريكي لشئون الشرق الأوسط هو السيد برنارد لويس الذي كتب عشرات الكتب القميئة عن الإسلام وشعوب الشرق الأوسط ، وله آراء غايةٌ في السلبية عن العرب والمسلمين ، ومشروعه للشرق الأوسط مبثوثٌ بخرائطه المُقترحة في الوسائط.

🏴‍☠️في أبريل ٢٠٠٥م أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها السيدة Condoleezza Rice بتصريحٍ للواشنطن بوست (تم سحبه لاحقاً) مفاده: الإعلان عن نيَّة الولايات المتحدة نشر الديمقراطية في العالم العربي ، والبدء بتشكيل ما يُعرف بالشرق الأوسط الجديد عبر نشر *الفوضى الخلاقة* Creative Chaos في الشرق الأوسط .. وذلك في أول استدعاءٍ مريبٍ لمصطلح الفوضى الخلاقة Creative Chaos من الأدبيات القديمة للماسونية.

🏴‍☠️في يوليو ٢٠٠٦م نشر الجنرال الأمريكي Ralph Peters في مجلة Armed Forced Journal خطةً في شكل مقالٍ بعنوان: حدود الدم Blood Borders ، وسرعان ما توسع مفصِّلاً في توسُّعٍ خُطته تلك ، فأصدر عام ٢٠٠٨م كتابه بعنوان: لا تترك القتال أبداً Never Quit The Fight ، ثم ما لبث على أن عززه بكتابٍ آخر بعنوان: حروب الدم والإيمان (الصراعات التي ستشكل القرن الحادي والعشرين) Wars of Blood and Faith: The Conflicts That Will Shape the Twenty-First Century.

🏴‍☠️استند رالف بيترز على وجود إشكالية وجودية وحدودية تتعلق بالمنطقة العربية تتمثل في أن الحدود التي تفصل بين دولها هي مجرد حدود سائلة وليست صلبة ، وأكثر من ذلك أنها حدودٌ قابلةٌ للتغيير ، لأنها نشأت منذ البداية بشكل عشوائي ، وعزز رالف مبرراته بما ذهب إليه برنارد لويس من أنها حدودٌ مصطَنعةٌ وغير موضوعية وقد رُسِم كثيرٌ منها على شكل خطوط مستقيمة دون اكتراثٍ بالطبيعة الديموغرافية والامتدادات الإثنية والطائفية ، وهو ما جعل الحدود القائمة حالياً بنظرهما غير عادلة ، وقد نشأت في ظروفٍ تاريخيةٍ حالكة ، وظلَّت بذلك مصدر أزماتٍ عالميةٍ ينبغي تصحيحها ، ولا يتم ذلك (من وجهة نظرهما) إلا بقدرٍ كبيرٍ من الدماء يوازي ويفوق تلك التي سُفِكت لإنشاء هذه الحدود ، ويعتقدان أنَّ قَدَر هذه المنطقة أن تحارب نفسها بنفسها ، ويرى كليهما أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بمثابة نقطة الانطلاق لبدء إنفاذ هذه الخطط *بأيدي أبناء هذه البلدان.*

🏴‍☠️برغم أن حدود الدم تمتد إلى ما هو أبعد من الجزيرة العربية .. غير أنها تركز بشكل كبيرٍ على إبعاد شبح إحتمالية لعب المملكة العربية السعودية لدورها القيادي الطبيعي على المستوى القومي العربي أو على المستوى الإسلامي ، ويأتي ذلك استكمالاً للخطط الدولية والصهيونية التي نجحت في تحييد دور مصر القيادي ، وتقضي حدود الدم بأن تفقد السعودية حقول النفط في شرقها لصالح الدولة الشيعية الممتدة من جنوب العراق ، وتفقد المملكة أجزاءاً واسعةً من إقليمي جازان وعسير لصالح اليمن الكبرى ، وتفقد أجزاءاً من أراضيها في الشمال لصالح الأردن الكبير ، وأخيراً تفقد إقليم الحجاز ليكون فاتيكان دولي إسلامي ، وبذلك تبقى السعودية مجرد مساحة صحراوية من الأرض بلا موارد ، ولا تاريخ ، ولا حضارة ، وتقطنها جماعات بلا ذاكرة تاريخية ، ولا إحساس بالكرامة ، وتنعدم فرصة قيادتها لمجلس التعاون الخليجي ناهيك عن الأمة العربية أو الإسلامية ، وتتجسد بذلك مقولة شيمون بيريز عام ٢٠٠٦م : *لقد جرَّب العرب قيادة مصر للمنطقة لمدة نصف قرن .. فليُجرِّبوا قيادة إسرائيل!!* ، وتُبقي خطة حدود الدم على حدود سلطنة عمان ، وقطر ، والإمارات ، والبحرين ، والكويت كما هي دون انتقاصٍ أو إضافة.

🏴‍☠️إن المُدقِّق لمجريات التاريخ سيجد أن الغرب قد أعاد بدولة الإمارات استنساخ تجربة الجسم الغريب (إسرائيل) داخل جزيرة العرب ، فعملية الاستزراع وإحكام السيطرة والمسخ الذي جرى لدولة الإمارات قد جعل منها رُمحاً متقدماً في إنفاذ خطة حدود الدم لإعادة ترسيم الحدود في الجزيرة العربية على حساب المملكة العربية السعودية ، وبعض أدوار الإمارات الهامة في تفعيل هذه الخطة كانت من خلال:

1️⃣تحالفها مع السعودية بهدف دفعها للانقلاب الخشن على حاضنتها السياسية والثقافية والاجتماعية والأيدلوجية مُمثلةً في المذهب الوهابي السلفي ، وزج المملكة في حربٍ مُتوهَّمة مع أعداءٍ شبحيين تحت لافتة الإسلام السياسي.

2️⃣توريطها المملكة في مشروع إجهاض الحكومة الشرعية في اليمن لاستيلاد مجموعةٍ مواليةٍ لإيران ، وإقحام المملكة في حرب استنزاف يؤججها النفوذ الإيراني الشيعي ، ثم نكوص الإمارات عن التحالف وترك المملكة غارقةً في مستنقع ذاك الصراع ، ومن بعد ذلك تفنُّن الإمارات في تسديد الطعنات الأمنية والاقتصادية لخاصرة المملكة.

3️⃣استدراج المملكة بالمنافسة المقصودة والممنهجة للإفراط في سياسة الترفيه واللهو ، فمن جانبٍ يُسهم ذلك في تحييد فئة الشباب عن مجابهة التحديات التي قد تواجه بلادهم ، ومن جانبٍ آخر محاولة تشويه الصورة الروحية للممكة في نفوس الشعوب المسلمة على مستوى العالم ، وهو ما قد يقود إلى إحساس باللا مبالاة وربما حتى الشماتة في حال تعرَّضت المملكة (لا سمح الله) إلى تحدياتٍ كبرى يجري إعدادها بخُبث.

4️⃣الإسهام في تعميق الفجوة ما بين السعودية ومصر التي تشكِّل الثقل الجيواستراتيجي الهام للمملكة.

5️⃣تقويض الاستقرار في السودان الذي يشكل عُمقاً غربياً للأمن الاستراتيجي للمملكة ، واضطرار السودان لاستعادة تحالفه العسكري مع إيران فيتكامل الطوق الشيعي على المملكة التي لم يتبقى لها سوى حدودها مع مصر والأردن.

6️⃣ابتكار دولة الإمارات لسياسة حرب الموانئ في البحر الأحمر ، ودورها السالب برفع درجة التوتر الأمني في الدول المشاطئة ، والتي أفضت بطوفان الأقصى إلى تعطيل الملاحة الدولية في واحدٍ من أهم الممرات المائية في العالم.

7️⃣دور الإمارات في الضغط والترويج لاتفاقية ابراهام ، والتي جعلت بها المملكة في تموضعٍ حرجٍ من العُزْلة الدولية والإقليمية ما بين منزلتي المُطَبِّعين (وهم أصدقاؤها المُحتملين) ، ومحور المقاومة (وهم أعداؤها المُحتملين).

8️⃣الإسراف في استخدام المال السياسي بفعل الشيئ وضده في آنٍ معاً ، فكما تتحالف الإمارات (ظاهرياً) مع مصر .. فإنها كذلك أكبر ممول للسياسات المائية الإثيوبية الهادفة لخنق مصر ، ولا تسل عن انعكاس سياستها في اليمن والسودان على الأمن القومي للمملكة الغارقة في وهم محاربة شبح الإسلام السياسي عبر القارات.

🏴‍☠️إن استقرار الجزيرة العربية وخاصةً السعودية .. يمثل بيضة القبان للاستقرار والتوازن في المنطقة والعالم ، وهم اليوم أمام تهديدٍ زاحفٍ وشيك الإنقضاض يتطلب استعداداً يشمل:

1️⃣العمل بمنتهى الحكمة والحزم على ضمان انتقالٍ آمنٍ في السلطة من الملك سلمان إلى ولي عهده.

2️⃣التوسُّع في بسط الشورى والمؤسسية على حساب التكلُّس في نظام الحكم.

3️⃣بذل الوسع في التعافي الوطني لإنهاء حالة الاحتقان الكامن ما بين الطوائف والطبقات.

4️⃣زيادة الإهتمام في انتهاج سياسةٍ معقولةٍ وعاجلة ومُرضية للعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص.

5️⃣ضرورة الاعتدال في سياسة الترفيه التي تمضي نحو إغراق الشباب والذين هم ثروة المملكة الحقيقية وزادها لما قد يجابهها من تحدياتٍ جسيمةٍ.

6️⃣الأهمية القصوى لاحتواء التهديد الديمغرافي والاستلاب الثقافي.

7️⃣حتمية الوصول إلى سلامٍ عاجلٍ في اليمن ، ويليق بالمملكة أن تأسو جراح اليمنيين ، ودون إغفال لحتمية معالجة المشكلات الحدودية مع الجوار ، وترميم التصدعات في مجلس التعاون الخليجي ، وضرورة معالجة شطط السياسات الإماراتية المُستَلًبة الإرادة والقرار من خلال مجلس التعاون الخليجي لضمان الاستقرار في الجزيرة العربية والمنطقة.

8️⃣أهمية الاستمرار في سياسة التهدئة والتطبيع مع إيران ودفع العلاقات للتعاون المشترك .. وهو ممكن.

9️⃣استخدام نفوذ وقدرات المملكة في التدخل الإيجابي للإسهام في أمن البحر الأحمر ومنع استخدامه كسلاح لخنق الدول المشاطئة.

🔟الإسهام بقوة لمنع المحاولات الحثيثة لتقويض الاستقرار في مصر ، وأن تعيد النظر في سياستها تجاه السودان لاسترداد سيادته وكرامته وقراره واستقراره ، ولله ما أحرَّ فجيعة السودانيين إذ جعلت الإماراتُ المملكةَ ظِئراً ورِدءاً لمكايدها في بلادهم.

🏴‍☠️سيرى البعض أن ما كتبناه تكسوه سوداويةٌ لا يسندها رغد العيش في الجزيرة العربية ، ولكننا نقول بيقينٍ لا يرتد أن ما يُراد ويُخطَّط له في الجزيرة العربية أعظم مما ذكرنا وأشد مكراً ، والخشية أنه سيكون (لا قدَّر الله) بأيدي أبناء الخليج كما فُعِل بأشياعهم من قبل ، بل إن كلما وقع في أطراف الدول العربية المختلفة كان لابد منه ليبلغ مخططهم قلب جزيرة العرب ، وسواءٌ شاء البعض أم أبوا .. اقتنع البعض أم كابروا .. شارك البعض أم مانعوا .. علِم البعض أم جهلوا … فإن الواقع يؤكد أنها خططٌ جارية التنفيذ ، وبوتيرةٍ متسارعة ، ولازال الظن في أهل الجزيرة العربية أنهم معدن الحِكمة والفطنة ، وبيدهم اليوم أن يُكفكفوا عنهم كيد الشيطان ، فيصلحوا ذات بينهم ، ويأخذوا على يد الظالم فيأطرونه على الحق أطراً ، وأن يحفظوا نعمة الله عليهم ، وأن يُكثروا من إخوانهم فينفروا ثُباتٍ وينفروا جميعاً ، وأن يحذروا أشد الحذر من أعدائهم ، وأن لا يغفلوا عن صنائع الأعداء بين صفوفهم ، والله بالغ أمره ، والمكر السيِّئ حائقٌ بأهله ، ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *