المندرة نيوز

الحسيب … من أسماء الله الحسنى

الخرطوم=^المندرة نيوز ^
ورود اسم الحسيب في القرآن الكريم مطلقاً ومقيداً :
هذا الاسم ورد في القرآن الكريم مطلقاً في قوله تعالى: ” وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً ” [النساء:86].

فالله سبحانه وتعالى من فوق عرشه حسيب باسمه وبصفته، له الكمال المطلق في محاسبته لخلقه، وله الكمال المطلق في علو شأنه، وقد ورد هذا الاسم أيضاً مقيداً في قوله تعالى: ” فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ” [النساء:6] دققوا في هذه اللغة التي أكرمها الله عز وجل فجعلها لغة كلامه، ولغة قرآنه.

الحسيب في اللغة :
” الحسيب ” على وزن فعيل من صيغ المبالغة، الفعل، حسِبَ، يحسبُ، حساباً وحسباناً، ولكن دقة اللغة في حسبَ ويحسبُ، ظن، ويظن، وفي حسب يحسب، عدّ يعد وفي حسُب يحسبُ، كان ذا حسب، افتخر بحسبه، وفي حسِبَ يحسبُ، حاسب غيره، حركة، أربعة أفعال كل فعل له معنى مستقل عن الآخر.

على كلٍ: اسم الفاعل حاسب، صيغة المبالغة حسيب، حينما نصف إنساناً بأنه يحاسب غيره فهو حاسب كاسم فاعل، حسيب كصيغة مبالغة لاسم الفاعل، الحساب ضبط العدد، بيان المقادير الدقيقة، سواء أكان هذا الحساب والضبط جزماً أو ظلماً.

الحسيب هو الكافي الرفيع الشأن يعلم ويرزق ويكفي:

الآن ” الحسيب ” هو الكافي، الكريم، الرفيع الشأن، الحسب في حقنا نحن البشر هو الشرف الثابت في الآباء، فلان ذو حسب، ينتمي إلى أرومة عالية.

الحسب هو العمل الصالح، رُب حسيب الأصل غير حسيب، له آباء أبرار لكن الابن ليس كذلك، هذا في شأن اللغة.

أما إذا قلنا الله جلّ جلاله هو ” الحسيب ” هو العليم، هو الكافي، الذي قدر أرزاق الخلائق قبل خلقهم، هو الحسيب، ووعد باستكمال العباد لأرزاقهم على مقتضى حكمته، فهو ” الحسيب ” وضمن ألا تنفذ أرزاقه، فهو ” الحسيـب ” أليـس الله بكــافٍ عبــده؟ وأنه سينـــال الأرزاق، فهـو ” الحسيــب ” يعنــي الرازق، الكافــي ” الحسيب ” الرزاق.

قال أبو حامد الغزالي: ” الحسيب ” هو الكافي، وهو الذي من كان له كان حسبه، إذا كان الله لك فهو حسبك، أحياناً إنسان يقدم لك خدمة، لكن أنت بحاجة إلى خدمة أكبر، يقدم لك معونة، لكنك بحاجة إلى شفاء من مرض، لكن الله سبحانه وتعالى إذا تولاك، كن مع الله ترَ الله معك.

إذا كنت في كل حالٍ معي فعن حمل زادي أنا في غنى

” الحسيب ” الكافي، يعلم، ويرزق، ويكفي، والإنسان حينما يعرف الله منتهى طموحه أن يصل إليه.

والله سبحانه وتعالى حسيب كل أحد وكافيه، كل شخص الله يحاسبه حساباً دقيقاً اطمأن.

” وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ” [إبراهيم:42].

الحقيقة الذي يكفيه كفاية مطلقة، لا يمكن أن ينال هذه الصفة إلا الله، أي إنسان يقدم شيئاً لكنك تحتاج إلى أشياء، الله يقدم لك الأمن، يقدم لك الحكمة، يقدم لك الصحة، يقدم لك نجاح الزواج، يقدم لك أولاداً أبرار، يقدم لك كفاية تزيد عن حاجتك، يقدم لك راحة نفسية، يقدم لك رضا، يقدم لك حياة نفسية رائعة جداً، يقدم لك حياة مادية رائعة، الله عز وجل حسبك، يكفيك كل شيء النواحي المادية والمعنوية.

الله عز وجل حسيب يكفي عباده إذا التجؤوا إليه واستعانوا به واعتمدوا عليه:

إذاً هو الله وحده كافٍ لكل شيء، لا لبعض الأشياء، كافٍ ليحصل به وجود الشيء، واستمرار الشيء، وكمال الشيء، وجودك هو ” الحسيب ” استمرارك هو ” الحسيب ” كمال وجودك هو ” الحسيب “.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب