سفراء فوق العادة
المكنسة لكل الأوساخ التي أصبحت من العادة
بشارة جمعة أرور
الخرطوم=^المندرة نيوز^
سفراء و أوساخ الخرطوم، نعم سفراء يحملون المكانس وينظفون الأوساخ بالخرطوم. هل حدث هذا في أي دولة من قبل..؟؟!! ولكن لماذا يحدث في السودان،ثم لماذا…؟! هل لأننا أعتدنا مشاهدة مناظر النفايات وتعيشنا معها حتى صارت عادة…؟! طبعاً سمعتم، شاهدتم أو قرأتم الخبر ام لم تسمعوا…؟!
إلى أي دّرْكٍ أسفل أو قاعٍ سحيق ستَهْوِي بنا هذه المرحلة لدرجة نفاياتنا ينظفها الأجانب يااااا للهوان الذي وصل إليه الحال و الأحوال بأن يشارك سفراء و ممثلون عن منظمات دولية في نظافة القمامة و المخلفات من النفايات في قلب العاصمة بحجة دعم مبادرات في إطار مشروعات إدارة المخلفات و القمامة بمناسبة يوم البيئة العالمي ليرسلوا إلينا بصورة أو أخرى رسائل و إشعارات بأن بلادكم وسخانة وتحتاج إلى إجراءات عديدة وسياسات محددة حتى يتم تنظيفها و…و…وإلخ.
وينشر ذلك على الحسابات الرسمية للإتحاد الأوروبي على فيسبوك و تويتر مصحوباً بصور المشاركة في الحملة النظافة و أكياس زبالة أمامهم مع تعميم صحفي…
هل تعلمون يا أيها السادة الحكام كم جعلتمو هذا الوطن الغالي مكلوماً بدءاً من انتهاك أهم المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول والكيانات باحترام السيادة، و القرار الوطني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية و إن كانت بتلك الذريعة التقليدية المسمى بالاوضاع الإنسانية… وإلخ وهل تدرون كم جعل ذلك المواطنين مذلولين ومهطعِين ومقنِعي رءوسِهم وهم في حالة حيرة وغيبوبة ولا يرْتد إِليهم طرفهم بل أصبحت أَفئدتهمْ هواء وقلوبهم خالية من أي قدرة للتعقل والفهم والإدراك وقد فرغت من كل محتواها لشدة ما أرهقتموهم بالذل والهوان و احتقار الآخرين لهم ولوطنهم.
إذا عاشت الأقوام مابين الأكوام بالطول والعرض وأزداد سرعة الانحدار…، فقط نقول تصبحون على خير.