المندرة نيوز

د. عبدالعزيز الزبير باشا يكتب.. الوحدة فوق كل اعتبار

الخرطوم=^المندرة نيوز^
الوحدة فوق كل اعتبار:
مفتاح صعود السودان إلى مصاف القوى الصاعدة و الإنضمام إلى مجموع البريكس

في لحظة فارقة من تاريخ السودان الحديث، وبينما تخوض البلاد معركة الوجود ضد تمرد مدعوم خارجياً يسعى لتفتيت الدولة واستبدال سكانها، يقف السودان على أعتاب فرصة استراتيجية نادرة للعبور من خانة الدول المتأرجحة إلى مصاف القوى الصاعدة عالميًا. لكن هذه الفرصة تتطلب شرطًا واحدًا واضحًا لا لبس فيه: وحدة القرار بين المجلس السيادة ورئاسة مجلس الوزراء..

*لماذا الوحدة الآن؟*

ليس ترفًا أن نقول إن الزمن لم يعد يحتمل التلكؤ. فكل يوم يمر دون توافق استراتيجي وتناغم عملي بين قيادات الدولة السياديه العليا هو يوم يخصم من رصيد السودان في السباق الجيوسياسي العالمي. ولعل أبرز ما يوضح حجم هذه اللحظة هو التحول المتسارع في النظام الدولي وتكامل تكتل البريكس ( *BRICS* ) كقوة اقتصادية وسياسية وعسكرية تسعى لإعادة تشكيل موازين القوى العالمية بعيدًا عن الهيمنة الغربية…

اليوم، تقف الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا وإيران ومصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا ضمن هذا التكتل الذي يتحرك ليبني نظامًا متعدد الأقطاب. ومع انضمام دول إقليمية ذات ثقل، باتت السواحل الغربية والشرقية للبحر الأحمر بالكامل تحت نفوذ أو عضوية دول تنتمي إلى البريكس، باستثناء شريط واحد فقط: الساحل السوداني الشرقي…

*السودان:*
*عقدة البحر الأحمر وحلقة البريكس المفقودة*

في لغة الجغرافيا الاستراتيجية، لا توجد صدفة فالسودان ليس فقط أكبر دولة عربية إفريقية من حيث المساحة، بل يملك منفذًا بحريًا نادرًا على ساحل استراتيجي يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، ويشكل *بوابة* إفريقيا إلى آسيا. واللافت هنا أن هذا الساحل هو الوحيد المتبقي خارج عضوية أو نفوذ البريكس في كامل الشريط البحري الممتد من السويس حتى مضيق باب المندب..

إذا أحسن *السودان* استثمار وحدته الوطنية وحكمته الاستراتيجية، فإنه مرشح ليكون *العقدة الذهبية* في منظومة *البريكس البحرية* . هذا الانضمام لن يكون فقط شرفًا سياسيًا، بل سيعني:
• تدفقات استثمارية ضخمة في البنية التحتية والطاقة والزراعة…
• شراكات أمنية توازن الغطرسة الغربية والأطماع الإقليمية…
• دور محوري في مبادرة الحزام والطريق الصينية…
• تحرر تدريجي من ضغوط المؤسسات المالية الغربية وأجنداتها.

*لا وقت للهدر… ولا عذر للتقاعس*

لنكن واضحين: أي تأخير في توحيد الصف القيادي السوداني هو خيانة لمصلحة البلاد العليا. التناغم بين المجلس القيادة السياسية العليا للدولة بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئاسة مجلس الوزراء بقيادة الدكتور كمال إدريس، لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية….

ما يحدث اليوم من تناغم غير مسبوق بين الحكومة وشعبها — خاصة في ظل دعم جماهيري شعبي وطني واسع للقوات المسلحة الباسلة وتضحيات المتطوعين من أجل الوطن اولا و أخيراً — لا يجب أن يُهدر في الخلافات الشكلية أو التردد البيروقراطي. الشعب مستعد، والفرصة سانحة، والعالم يراقب…

*الختام:*
*لا عذر بعد اليوم*

إن كانت الحرب قد فرضت على السودان معركة البقاء، فإن الجغرافيا والتاريخ يفرضان عليه اليوم معركة القيادة. والوحدة بين المؤسسات السيادية والتنفيذية ليست مطلبًا داخليًا فقط، بل هي شرط خارجي لفهم العالم أن السودان جاهز للعب دوره كقوة إقليمية متماسكة ومؤثرة…

فلنغتنم اللحظة… فالتاريخ لا ينتظر المترددين…

*وطن و مؤسسات…*
*السودان أولا و أخيراً….*
*د. عبدالعزيز الزبير باشا*
*6/7/2025*

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب