الخرطوم=^المندرة نيوز^
نعت الأوساط الفنية والثقافية في ولاية الجزيرة الفنان والمغني السوداني محمد إدريس، عضو فرقة الحجاب، الذي توفي يوم الإثنين الموافق 7 يوليو 2025، بعد مسيرة فنية وإنسانية امتدت لعقود، ترك خلالها إرثًا فنيًا خالدًا في الوجدان السوداني.
واشتهر الراحل بأغنيته الرمزية “في الجزيرة نزرع قطنا”، التي أصبحت نشيدًا شعبيًا يُجسد روح العمل والانتماء للمشروع الزراعي الأكبر في السودان، وقدّمها بالتعاون مع الشاعر والملحن الحاج مصطفى. وظلت الأغنية تُردد لأكثر من خمسين عامًا، معبرة عن فخر المزارعين وعزيمتهم في ولاية الجزيرة.
وفي بيان نعي صادر عن منصة مؤتمر الجزيرة، وُصف محمد إدريس بأنه “صوت الأرض”، الذي ألهم أجيالًا من السودانيين، ليس فقط من خلال فنه، بل أيضًا عبر حياته العملية، حيث عمل في مهنة التمريض ومجال الخياطة، مجسدًا نموذجًا للإنسان السوداني متعدد العطاءات.
وتُعد ولاية الجزيرة، وعاصمتها ود مدني، من أبرز الحواضن الفنية في السودان، وقد أنجبت رموزًا بارزة في الساحة الغنائية، من بينهم الموسيقار محمد الأمين، والفنان أبو عركي البخيت، وثنائي الجزيرة، وغيرهم ممن أثروا المشهد الثقافي السوداني.
ويأتي رحيل محمد إدريس في وقت يشهد فيه مشروع الجزيرة الزراعي تراجعًا كبيرًا في الإنتاج، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أدت إلى تدمير بنيته التحتية وتهجير آلاف المزارعين. ويُنظر إلى رحيله كرمزية مؤلمة لانهيار أحد أعمدة الاقتصاد الوطني الذي لطالما تغنى به الفن السوداني.
ويُعد محمد إدريس من الأصوات التي ربطت الفن بالهوية الزراعية والاجتماعية للولاية، حيث شكّل بأغانيه وجدانًا جماعيًا للمزارعين، وعبّر عن تطلعاتهم وأحلامهم في زمن كان فيه مشروع الجزيرة رمزًا للنهضة والإنتاج.