المندرة نيوز

هل الخرطوم آمنة؟_ ومن يقتل الأبرياء؟ وما المطلوب من لجنة أمن الولاية والمواطن؟٠٠ ماذا قال د. محمد تبيدي

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في زمنٍ صار فيه صوت الرصاص أعلى من صوت الحكمة، بات السؤال الذي يتردد في أذهان الجميع: هل أم درمان آمنة؟… المدينة التي كانت وملاذاً أمن وقبلة الشعراء والفنانين وأهل الرياضية والسياسة والقادة الوطنيين والمجاهدين والعاشقين، تحوّلت اليوم إلى ساحة مفتوحة للفوضى والانفلات، بعد أن كانت شامخةً بأمنها، ثابتةً على قيمها.

إن الإجابة الصادقة والمجردة عن هذا السؤال المؤلم: “لا”، فالأمن في أم درمان لم يعد كما كان، والأوضاع تتدهور بفعل عناصر متفلتة خارجة عن القانون، بعضها يحمل بقايا حقد هزيمة، وبعضها مجرد ذئاب بشرية تستغل ضعف المرحلة ولكننا لهم بالمرصاد.

▪️من يقتل الأبرياء؟ ولماذا هذا الانفلات الأمني؟
في كل بقعة من بقاع أم درمان، من أحياء العباسية حتى الفتيحاب، من الثورة حتى أبو سعد، تتكرر مشاهد الدم والنهب والخطف. ولا يخفى على أحد أن من يقتل الأبرياء هم:
– بقايا مليشيا آل دقلو الإرهابية، التي بعد دحرها في ساحات القتال، توزعت في شكل خلايا صغيرة تتغذى على الفوضى فيجب عدم التساهل مع كل متعاون او شفشافي.
– عصابات النهب المسلح، التي تعمل بنمط العصابات المنظمة، مدفوعة بالطمع لزعزعت الأمن وترويع المواطن وإثبات مزاعم قحت ومن عاونها ان الخرطوم غير أمنه والعودة إليها مجازفة.
– مجرمون وجدوا في انشغال الدولة لدحر مليشيا الدعم السريع المُتمردة علي الجيش فرصة لتوسيع نشاطهم الإجرامي.

▪️أما أسباب هذا الانفلات الخطير فتتمثل في:
– انهيار المنظومة الأمنية في بعض المناطق بعد الحرب ونزوح بعض الفئات من مناطقهم لداخل وسط الاحياء.
– ضعف التنسيق بين الجهات الأمنية.
– محدودية الإمكانات ووسائل الاتصال.
– تفعيل العقوبات الرادعة على المجرمين.
– عزلة بعض الأحياء عن التغطية الأمنية اليومية.

إن تراجع الامن وسط الأحياء، فتح الباب لعودة قانون الغاب، وأشعل شهية الجريمة في قلوب المارقين.

▪️ماذا يجب على لجنة أمن ولاية الخرطوم فعله؟
لكي تعود أم درمان إلى سابق عهدها من الأمن، فعلى لجنة أمن ولاية الخرطوم أن تتخذ إجراءات صارمة، أهمها:
1. إعادة انتشار القوات النظامية بكثافة داخل الأحياء والطرقات الحيوية.
2. إغلاق ثغرات التهريب والسلاح، وشن حملات تفتيش وجمع ممنهج للأسلحة.
3. تفعيل غرف الطوارئ الليلية والتنسيق مع شرطة الدوريات والاستخبارات.
4. توسيع دائرة المراقبة والتحري في الأسواق ومواقف المواصلات.
5. سن قوانين استثنائية تتيح اعتقال المتفلتين والمحرضين على العنف دون تأخير.
6. إشراك المواطنين في الطوق الأمني المحلي من خلال اجتماعات منتظمة مع لجان الأحياء والشرطة المجتمعية والاستفاده من المتقاعدين النظامين.

▪️ وماذا على المواطن وشباب الحارات فعله؟
إن مسؤولية حفظ الأمن لا تقع فقط على الأجهزة النظامية، بل هي مسؤولية جماعية، تبدأ من البيت وتنتهي في الشارع، وعلى شباب الأحياء أن:
1. يشكلوا فرق حراسة ليلية منظمة ومرتبطة بمراكز الشرطة تحت قيداتهم.
2. يوثقوا كل النشاطات الغريبة ويرفعوها فوراً للجهات المختصة.
3. يتجنبوا الفوضى أو الاستهداف الذاتي لأي شخص دون إجراءات رسمية.
4. ينشروا الوعي بين الأهالي بأهمية الإبلاغ وعدم التستر.
5. يبعثوا برسالة واضحة للمجرمين: أن هذا الحي فيه رجالٌ لا ينامون على الضيم.

وكما دحرنا من قبل مليشيا آل دقلو الإرهابية في معركة الكرامة، نستطيع أن نردع أي متفلت يحاول تهديد أمن وسلامة المواطنين. الشعب الذي قاوم الطغيان وواجه الرصاص لا يخشى اللصوص.

قال رسول الله ﷺ:
“من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد”

فكل من يذود عن الحي والوطن ويقف في وجه المتفلتين، هو شهيد إن لقي الله في ذلك.

▪️ولأن الأمن مسؤولية جماعية
لن نستطيع بناء وطن يسوده القانون ما لم نتوحد كأجهزة نظامية، وشباب حارات، وأسرٍ يقظة، وعقول واعية. الوطن لا تحميه البنادق وحدها، بل تُحميه الإرادة الجماعية حين تصحو وتقول: لن نسمح بالفوضى بعد اليوم.

مسارب الضي
د. محمد تبيدي

#وأنا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *