الخرطوم=^المندرة نيوز^
البعير او الجمل لايرى عوجة رقبته ، عبارة مفيدة تتضمن حقائق علمية واجتماعية عديدة و مختلفة .. راجع علوم ” الحيوان – وعلوم المجتمع ” للتدبروالتفكر” .. ومن باب “اللهم زدنى علما” ، نصطحب بعض الاسئلة تعيننا فى ترحالنا وتخيمنا “سفارى” بين متون وسطور صفحات كتاب الحيوان “للجاحظ” ، الى الاسئلة ، هل رقبة الجمل اوالبعير عوجاء ؟وهل..ولماذا الجمل او البعير لايرى عوجة رقبته، وهل حقيقة رقبته عوجاء؟ وهل الجمل او البعير لايرى عوجة رقبته بسبب هذا الاعوجاج ام لانه اعمى لا يرى ؟ ولكن للاستدراك ، عرف واضطرد استخدام بعض من هذه العبارات توضيحا لبعض طبائع وسلوكيات الحيوان ، ودلالات لمواقف او وقائع او اقوال ماثورة او مضرب مثل ، وهذه العبارة موضوع هذا المقال عرفت وصارت عند بعضهم مضرب مثل معبرا ودالا عن حالة الذى لا يرى عيوب نفسه ولكنه متخصص فى اظهار عيوب الاخرين بجدارة ..وهذه بعض عبارات توضح طبائع وسلوك بعض الكائنات الحية وصارت مضرب للامثال والاقوال منها دفن النعام راسه تحت الرمال ، دلالة عن الهروب.. وتغيير الحرباء لونها ، دلالة عن الاخفاء او الاختباء .. واكل الضباع والذئاب الفطايس ، دلالة عن الدنأة ونكران الجميل والخيانة .. وبتر والوزغ او البرص اوالضب ذيله ، دلالة عن الخداع ..هزالكلب الذى يلهث ، ذيله فرحا وسرورا عند اطعامه وعند العدم لقلةالاطعام هرك ونبح ، دلالة على الجحود .. وكد الحمار غير المحدود واعلافه المشروط ، دلالة على الغباء …اكل وافتراس القط او الهر صغارها ، دلالة عن الحماية المفرطة والانتقام والسيطرة .. غضب الجمل وعدم بكأئه وكتم دموعه ، دلالة على الحقد والانتقام .. سرقة الخطاف “بضم الخاء” الصيد والارزاق وهذا يعرف بالنشال او الحداة او “الحدية” وهذه انثى الصقر ” ، دلالة على حب التملك والانانية .. دموع التماسيح ، دلالة على المشاعر الكاذبة والنفاق ..القفز والوثب غير المنتظم و التراجع الحذر للارنب عند الهروب ، دلالة الجبن ..فهذه بعض دلالات واشارات لطبائع وسلوكيات نذكرمنها”الخوف،الخداع،الدهاة، الدناءة ، الحقد.. الكذب.. النفاق .. المكر ..الكره..الانانية..الجبن..الخيانة.. الغدر.. الخ..” وفى مقاربة بسيطة عبر مشاهدات من الواقع ، وجد وجه شبه و تقارب لبعض دلالات تعابير طبائع الحيوانات وطبائع بعض البشر ..والجدير بالذكر ان قراءة تقديرات التقارب او تحديد مدى درجات الارتباط المنطقية والحسابية لهذه الصفات او الطبائع الظاهرة ليست مطلقة فهى نسبية ما ، وليست مقصورة على افراد او جماعات محددة اوجهة او مجموعة بعينها فهى منتشرة بين بعض افراد المجتمع بتفاوت و لا علاقة للجنس او النوع او القبيلة او العمر او الثقافة بظهور هذه الطبائع ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالا للشك ، ان هذه الصفات او الطباع مرتبطة بالنفس البشرية ارتباط “الروح بالجسد” وهى صفات غير مكتسبة بل ملازمة للنفس منذ الميلاد .. و هذه بعض منها للتمثيل لا للحصر ، النفس “الحمارية ، الكلابية ..الخ “..وممايجدر ذكره ؛ ان البشر الذين يتصفون ويتقاربون فى صفاتهم او طباعهم بطبائع الحيوان خاصة الطباع “السئية” تجدهم يفلحون فى الجدل والجدال.. والحيل والاحتيال.. والقيل والقال.. ويجيدون افات اللسان من تقعير.. وتفيهق.. وتنطيع ..وتفطيح ..وتكذيب.. وتشديق.. وتأليل.. ولالالات.. وتأفيف..وأ أ أت ..واهات..وتمتمات.. وتلفيق ، لايدرون ولايدرون انهم لا يدرون ، جاهلون .. غاوون يقولون مالا يفعلون .. يبصقون فى دقونهم .. والشاهد وللاسف هذه الصفات او الطبائع منتشرة بين افراد بعض المجتمعات ، الهامة والمؤثرة ، ونذكر منها مثالا لاحصرا.. و” تحديدا” نشهدها بين العملاء المأجوريين من مدعى السياسة وبعض انصاف الاعلاميين المغمورين زوى الاقلام القذرة.. وهم قليلون.. و الان يملأون الفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعى بكاءا وصياحا ونباحا ونهيقا وخوارا .. يعضون اناملهم اقصد حوافرهم المتعفنة غيظا وتغيظا ، لفشلهم فى تحقيق مأربهم ، نذكر منها قدرتهم على العمالة و تمزيق اوطانهم كما تمزق المتوحشة الماكرة الفريسة .. يتلونون كالحرباء يغيرون ويبدلون مبادئهم مرارا وتكرارا .. يبيعون ضمائرهم واوطانهم بابخث الاثمان لا يكترثون ، يتماهون مع الاجنبى و يغتاتون فتات وبقايا موائده الملأ بالدهاة والمكر كالضباع والثعالب.. لا يحترمون جيوشهم الوطنية لا امانة علمية لهم ، عقولهم ناقصة وبطونهم خاوية ” يجترون فتات الطعام كالبهيمة عند اعلافها .. يحرفون تاريخ وتضحيات الشعوب المستقلة ويسعون لتقسيم الاوطان الحرة لاعادة صيغة اتفاقية “سايكس بيكو” بمخطط جديد لتقسيم العالم ” الهش” والشاهد مايدورالان من بروفات وارهاصات حروب للافلاك والاجرام والنجوم الفضائية.. والاشعاعات النووية والمسيرات والذكاءات الاصطناعية..” ، كذلك من افعالهم مساندتهم الاجنبى لتنفيذ استراتيجيته فى الهيمنة والسيطرة “العولمة العسكرية” لتفتيت وتفكيك الجيوش العربية والاسلامية “بزريعة اصلاح الاجهزة الامنية” كما يعارضون الحكومات الشرعية لاسقاطها او منازعتها .. ويساندون حركات التمرد المسلحة فى العالم .. وللامانة والصدق نشير الى انه لايوجد شخص على وجه الارض ، مهما كان فى او له مركز قوة او يمتلك ضمان انتصاره فى الحرب ، يقول نعم للحرب فمن الطبيعى والمؤكد الجميع يكره الحرب ولا للحرب والف لا للحرب ولكن بصيغة ” لا” النااااااهية.. وليست بصيغة ” لا ” النافية التى ينادى بها بعضهم فلا للحرب فهذه لا فائدة منها بعد وقوع الحرب التى قضت على الاخضر واليابس والمثير للدهشة ان دعاة لا للحرب لا يفرقون بين لا الناهية.. ولا النافية.. وهذه الاخيرة تفيد الامر بعدم الدخول فى الحرب ، والاولى الناهية تفيد انهاء الحرب تماما ، ودحر المعتدى المتمرد الخائن ومعاقبة المحرض والمعاون الحليف والزامهم بتعويض المتضررين كاااافة.. ،ردا للحقوق وجبرا للاضرار نتيجة لهذه الحرب الغوغاء التى شردت الاعزاء من ابناء الوطن وجعلتهم الان هم مابين نازح او لاجئ او اسير او مفقود او مشرد او متسول او مغلوب على امره .. وخلفت كم وكم مكلوم من ” نساء ارامل ، امهات ثكلى ،اطفال يتامى ، مغتصبين ومغتصبات ” .. وانتهاكات للحقوق الجسدية والمعنوية والمادية.. وتدمير للبنية التحتية للوطن العزيز ، صبرا بلادى العزيزة هذه بارقات امل وبشائر نصر قد لاحت فهنئيا لك يابلادى .. وليستلهم الجميع منهما الهمم والانطلاق الى القمم نحو سودان مابعد الخامسة عشر من ابريل ٢٠٢٣م سودان العزة والكرامة فيه الجميع سواء لافرق بين شمال لا جنوب ولا شرق ولا غرب فكلنا “السودان ” لاحزبية لا جهوية.. لاادارة اهلية.. لا ايدولوجيات ، بل واقع سياسى جديد يؤسسه ابنائنا الشباب الواعد جيل اليوم و الغد.. ابناء الشعب السودانى الكريم معلم الشعوب “فن وعقل السياسة ” ، مفجر الثورات الشعبية الثلاث الخالدات “اكتوبر الاخضر -رجب ابريل -ثورة ديسمبر ” من اجل التغييرالمشروع اعمالا بمبدأ التغيير سنة الحياة ، و لاختيار نظام مناسب يتيح للشعب التمتع بنظام حكم يحقق شعارات الثورات الشعبية فى “الحرية -السلام -العدالة” ..وذلك باشراك الشعب حكم نفسه ” بنوع ديمقراطية مناسبة ، مباشرة او نيابة اوتمثيلا او حسب ماتحدده مطالب وخيارات الشعب .. فالشعب مصدر السلطات ، والحكومة هى التى تقرر السيادة وتكفل الحرية والمساواة السياسية بين الناس كاااافة والشخص المناسب فى المكان المناسب..واقرار دولة القانون .. ولكن الشاهد ان مدعى السياسة الاقزام و “تحديدا الاحزاب المجهرية النكرة” التى لم يسطر لها تاريخ انتخابات وطننا الحبيب فوز بصوت واحد على الاقل.. والعجب العجيب ان هؤلاء حينما تتاح لهم سانحة فى الاعلام وخاصة اعلامهم المضلل تجدهم يتطاولون ويرعون دون قيدهم.. وهم لايدرون ولا يدرون انهم لا يدرون ، لايجيدون فن السياسة ويظنون الاخرين كذلك ..كما تكثر شكوكهم وتسوء ظنونهم بالاخرين .خطأوون لايفلحون فى تقيم وتقدير الاخرين ، فبهذا هم كالبعير لايرى عوجة رقبته .. وايضا فى كدهم الكدود واصرار ولى نعمتهم اكلافهم و اعلافهم للوصول ” للسلطة “فهم كالحمار يحمل اسفارا .. تسلمى بلادى،،،
من دفتر مقاربات ومقارنات دكتور
قصاصات: من كتاب الحيوان
البعير لا يرى عوجة رقبته..!
———————————–
دكتور مهندس/ نجاة الامين عبدالرحمن
(خبير الاستراتيجية والقانونية)
يونيو٢٠٢٥م