تقرير=هيام حسن^المندرة نيوز^
تنتظر قوات خمس فصائل عسكرية موقعة على إتفاق سلام جوبا إخضاع قواتها لعملية الترتيبات الأمنية وفق ماجاء فى إتفاق سلام جوبا، فى وقت يحتدم فيه الجدل منذ عدة أيام حول تأخر تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، إذ أن بعض الحركات الموقعة أبدت قلقها إزاء بطء دمج قواتها فى الجيش، المعاصر لحيثيات مسارات سلام السودان الشامل يرى أن تتفيذ بند الترتيبات الأمنية أمر حتمي وملح ويجب التعامل معه بإعتباره عصعب الإنفاق  وأن التململ فيه يهدد بنسق كل ما تم بشأن سلام جوبا.

عرقلة التنفيذ
وأتهمت بعض القيادات وحدة الإستخبارات العسكرية التابعة للجيش بعرقلة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية والعمل على تشظى الحركات الموقعة على إتفاق السلام.
ولكن الجيش رفض هذا الإتهام ونفاه عبر بيان أصدره، حيث أكد انه لا مصلحة للقوات المسلحه واستخباراتها فى تشظى شركاء السلام وتأخير إدماجها فى جيش البلاد، ويشيراد إلى انه الجهه الأكثر رغبة فى تنفيذ هذا الملف لمردوده الإيجابى على سير العملية السلمية.

تعقيد المشهد
ويعتبر القيادى بحركة العدل والمساواة سليمان صندل في حديثه ل^المندرة نيوز^ بطء الترتيبات الأمنية أمراً مقصودا ، يقول أن العقلية القديمة الموجودة فى الجيش تعمل على تعقيد المشهد العسكرى بصناعة حركات جديدة.
ويرجع صندل التأخر فى تنفيذ الترتيبات الأمنية لإعتبارات سياسية وليس لعدم توفر الموارد المالية.
وينتقد محمد سليمان أركان الأمين العام لحركة تحرير السودان ضعف المجلس الإنتقالي فى تنفيذ إتفاق السلام فى كافة جوانبه وليس فقط فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية، لافتا الى أن معظم بنود مصفوفة تنفيذه تجاوزت مواقيتها المحددة دون تنفيذ.

شح التمويل
ولكن حمل بيان صادر عن حركات تحرير السودان والعدل والمساواة والتحالف السودانى وتجمع قوى تحرير السودان وحركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي المكون العسكرى فى الحكومة مسؤولية عدم إنفاذ بنود الترتيبات الأمنية رغم مرور 7 أشهر على توقيع السلام ، مما دفع الجيش إلى إصدار بيان موضحاً فيه أن تاخر تنفيذ الترتيبات الأمنية وراءه عدم توفير التمويل.

الجيش يوضح
وأعلنت القوات المسلحة السودانية عن صدور قرار وزاري بتشكيل لجنة آليات السيطرة لتنفيذ ملف الترتيبات الأمنية، حيث تضم جميع أطراف إتفاقية سلام جوبا.
ويقول نائب رئيس أركان عمليات الجيش السوداني وكبير المفاوضين في ملف الترتيبات الأمنية الفريق ركن خالد عابدين الشامي في تصريح ل^المندرة نيوز^ أن الحكومة تقود مجهودات كبيرة لتنفيذ ملف الترتيبات الأمنية، فضلاً عن تنسيقها التام مع شركاء الإتفاق بشأن إنزال ونطبيق بنود الملف الأمني حرصاً على طي ملف الحروب وتحقيق الإستقرار بالبلاد.
ورفض الشامي التشكيك في قومية الجيش السوداني، وأكد على تمثيل السودان في كافة الرتب العسكرية.
وأضاف: “السودان كله داخل الجيش من رتبة فريق حتى آخر ملازم”وكشف عن تسليمه لميزانية الترتيبات الأمنية لوزيرة المالية السابقة بتاريخ 10 أكتوبر الماضي، ولكنه قال إن الميزانية المطلوبة تفوق الـ 187 مليون دولار.
واتهم نائب رئيس أركان عمليات الجيش من يروجوا لوجود مشاكل بين الجيش والحركات المسلحة بأصحاب “أهداف خفية”

دمج وتسريح
ويذكر أن ملف الترتيبات الأمنية بإتفاق جوبا حدد إجراءات وآليات لعمليات الدمج والتسريح تقوم بها لجان مشتركة بين الطرفين بمشاركة ممثلين أممين وممثلين لدولتي جنوب السودان وتشاد.
وفى ظل هذه الاتهامات من الحركات المسلحه والدفوعات من الجيش والمجلس الإنتقالي يظل ملف بالترتيبات الأمنية فى أولولية الأهميات والتحديات التى تواجه عملية السلام ويتوجب على الطرفين بناء الثقه وتحمل المسؤولية للحفاظ على إتفاق جوبا للسلام.

نسف الإتفاق
ويحمل مراقبون مسؤولية عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية الذى أصبحت مهدداً لنسف عملية السلام الحركات المسلحه ،موجهين لها اتهامات بمحاولة تضخيم قواتها من خلال التحشيد والتجنيد وبيع الرتب مما ادى الى التشويش على الوضع الامنى بالبلاد .