المندرة نيوز

رحلة المخاطر_ السمبك يغطس بعشرات السودانيين

الخرطوم=^المندرة نيوز^
في حادثة مأساوية جديدة تعكس خطورة طرق الهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط، انقلب قارب يقل 81 مهاجراً من مصر والسودان قبالة سواحل مدينة طبرق الليبية أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا. الحادث أسفر عن إنقاذ ستة مهاجرين مصريين فقط، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وسط مخاوف من أن يكون كثير منهم قد لقوا حتفهم غرقاً أو ما زالوا عالقين في عرض البحر متشبثين ببقايا القارب.

ووفقاً لما أعلنته مؤسسة العابرين لمساعدة المهاجرين في ليبيا، وهي منظمة متخصصة في عمليات البحث والإنقاذ، فإن أحد الناجين ويدعى أمير أحمد الصديق من محافظة أسيوط، تمكن من السباحة لساعات حتى وصل إلى الشاطئ، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من المهاجرين غرقوا أمامه، بينما ظل آخرون يستغيثون وهم ممسكون ببقايا القارب. القارب كان قد غادر السواحل الليبية يوم الأربعاء، قبل أن يتعرض للغرق في ظروف غير واضحة، يُرجح أن تكون ناجمة عن سوء الأحوال الجوية أو الحمولة الزائدة.

المؤسسة أطلقت نداء استغاثة عاجلاً إلى الجهات المختصة، بما في ذلك خفر السواحل الليبي والمنظمات الدولية، لتكثيف عمليات البحث عن ناجين محتملين. كما قدمت مساعدات إغاثية عاجلة للناجين الذين يعانون من حالات إرهاق جسدي وصدمة نفسية شديدة نتيجة الحادثة.

الحادثة تأتي في سياق استمرار ليبيا كنقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير النظاميين، خاصة من مصر والسودان ودول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يسعى الآلاف يومياً للوصول إلى أوروبا عبر طرق بحرية محفوفة بالمخاطر. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى وجود أكثر من 761 ألف مهاجر من 44 جنسية مختلفة في ليبيا حتى منتصف عام 2024، يعيش كثير منهم في ظروف مأساوية داخل مراكز احتجاز رسمية أو ما يُعرف بـ”المخازن” التي يديرها المهربون.

ورغم الجهود التي تبذلها السلطات المصرية في مكافحة الهجرة غير النظامية، بما في ذلك عمليات إنقاذ متكررة قبالة سواحل مطروح، إلا أن شبكات التهريب لا تزال تنقل المهاجرين إلى ليبيا وتدفع بهم عبر قوارب متهالكة، ما يؤدي إلى تكرار هذه الكوارث الإنسانية. الحادث الأخير يعكس حجم الأزمة المتفاقمة وغياب حلول شاملة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وسط دعوات متزايدة لتكثيف الرقابة على الحدود البحرية وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال الإنقاذ والإغاثة.

قم بمشاركة الخبر علي
قم بمشاركة الخبر علي
تابعنا علي قناتنا في الواتساب

إقرا ايضاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *