الخرطوم=^المندرة نيوز^
لقد طفح الكيل، وآن للسراب أن يُفضح، وللدجل أن يُفضح على رؤوس الأشهاد. ففي يومٍ من أيام السقوط الأخلاقي والسياسي، أطلّت المليشيا المتمردة، والتي عُرفت في سجلات الإنسانية بأشنع صور الوحشية، على العالم بإعلانٍ أجوف لا يسنده قانون ولا تُقوّمه شرعية، متوهمةً أنها بلغت من القوة مبلغ من يُشكّل حكومات ويُوزّع المناصب كما توزع الغنائم في أسواق النهب…
ولئن كان العبث بالأرواح والأرزاق قد صار ديدنهم، فإن العبث بمعنى الدولة بلغ اليوم ذروته. إن ما أسموه “ *حكومة* ” لا يعدو كونه مسرحية هزيلة، كُتبت في ظلام الخيانة وأُخرجت على ركح الفوضى، ومُوّلت بأموال العار، وأُديرت بأوامر تصدر من خارج حدود الوطن لا من نبض ترابه…
فيا سادة المجد، ويا حراس الشرعية، إن ما أقدم عليه هؤلاء المارقون هو *جريمة مزدوجة:* جريمة بحق مفهوم الدولة ذاته، وجريمة بحق شعبٍ أثخنوه جراحاً، ثم ما استحوا أن يعتلوا فوق دمائه ويزعموا تمثيله…
إن حكومة السودان، وهي السلطة الشرعية الوحيدة التي خرج الشعب السوداني معها في خندق واحد، ترى في هذا الإعلان دليلاً إضافيًا على اليأس الذي بلغته هذه المليشيا بعد انكساراتها الميدانية، وانحسار حواضنها، وانفضاض التحالفات الهشّة من حولها….
أما أولئك الذين سهّلوا لهذا الوهم أن يرى النور، في نيروبي أو غيرها، فإن التاريخ لن يرحم خيانتهم للعهود الدولية، ولا تساهلهم في دعم من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء. لقد انتهكوا ميثاق الاتحاد الإفريقي، وعصوا على مبادئ الإيقاد، ومرّغوا ميثاق الأمم المتحدة في تراب التآمر…
فلتعلم الدنيا أن *السودان* ، أرضًا وشعبًا، لن يُدار من غرف المخابرات الأجنبية، ولا من عواصم الصفقات المشبوهة، ولا من صفحات الوهم على وسائل التواصل…
إننا نناشد كل من لا تزال في عروقه دماءٌ من ضمير، أن يقفوا موقف الحق: لا اعتراف ولا تعامل ولا تفاوض مع عصابة اختارت أن تنقلب على الدولة، وتعلن نفسها حكومة وهي لم تعرف من مفهوم الحُكم إلا السلب والسبي…
*ختامًا،*
نقول لهؤلاء:
من أراد أن يحكم، فليحكم ضميره أولاً.
ومن زعم أنه يمثل السودان، فليسأل ترابه عمّن باعه، وشعبه عمّن غدر به، وتاريخه عمّن خان العهد…
أما أنتم، فعودوا إلى جحور الخيبة التي خرجتم منها، فإن النور لا يسكنه خفافيش الدم.
والله غالبٌ على أمره،
وإن غداً لناظره قريب.
*وطن ومؤسسات* …
*السودان أولاً وأخيرًا* ….
*عبدالعزيز الزبير باشا*
*27/7/2025*