الخرطوم=^المندرة نيوز^
أصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس قرارًا شمل تعيين عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة، من بينهم الدكتورة لمياء عبد الغفار وزيرةً لمجلس الوزراء، وهو المنصب الذي يضعها في صدارة المشهد التنفيذي والسياسي في مرحلة دقيقة من تاريخ السودان.
فمن هي هذه الشخصية البارزة التي اختيرت لتتولى أحد أهم المناصب الحكومية في البلاد؟ وما هو سجلها العلمي والمهني الذي أهلها لهذه المسؤولية؟
خلفية أكاديمية رصينة.. من نوتنغهام إلى الخرطوم
تحمل الدكتورة لمياء عبد الغفار درجة الدكتوراه في السوسيولوجيا والسياسات الاجتماعية من جامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة منذ عام 2010، وقد تناولت أطروحتها تأثير سياسات الخصخصة على المرأة السودانية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.
كما حصلت على ماجستير العلوم في النوع والتنمية من جامعة الأحفاد للبنات، وبكالوريوس في الدراسات الاقتصادية والاجتماعية من جامعة الخرطوم، إضافة إلى دبلوم عالٍ في الدراسات الإسلامية، مما يعكس تكوينًا معرفيًا متنوعًا يزاوج بين الاقتصاد والمجتمع والتنمية والنوع والدين.
سجل حافل في العمل الإنساني وتمكين المرأة
عرفت الدكتورة لمياء بنشاطها في مجالات العمل الإنساني وقضايا المرأة، وكانت دائمًا حاضرة في المشهد التنموي السوداني والإقليمي، حيث تولت عدة مناصب مهمة:
رئيسة الآلية الوطنية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وهي جهة تنسيقية عليا تتابع التزامات السودان تجاه الأجندة الأممية 2030.
مستشارة السياسات للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، ما أتاح لها التعاطي مع القضايا السكانية من منظور دولي.
الأمينة العامة للمجلس القومي للسكان بين عامي 2012 و2019، حيث أدارت سياسات وطنية تتعلق بالسكان والتنمية وحقوق المرأة والطفل.
رئيسة لجنة التدريب والتشغيل بمبادرة إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب في مصر، مما يعكس دورها الفاعل في قضايا المهجرين والنزوح.
قيادة استراتيجية ومشاركات دولية
تميزت لمياء بقيادتها للمشروعات ذات الطابع الاستراتيجي، حيث شغلت سابقًا:
رئاسة دائرة المتابعة والتقييم بالمجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي بولاية الخرطوم.
رئاسة الآلية الوطنية لشؤون المرأة، إلى جانب إدارتها لـ المركز القومي لتدريب المرأة، ما يعكس التزامها بتأهيل النساء للمشاركة الاقتصادية والاجتماعية الفعالة.
كما مثلت السودان في عدد من المحافل الإقليمية والدولية المعنية بقضايا السكان والتنمية والنوع الاجتماعي، وهو ما أكسبها شبكة علاقات واسعة وخبرة دبلوماسية مطلوبة في السياقات الحكومية المعقدة.
مؤهلة بامتياز لمنصب وزيرة مجلس الوزراء
يُنظر إلى الدكتورة لمياء عبد الغفار كأحد الوجوه التكنوقراطية ذات الكفاءة العالية، وهي شخصية مستقلة فكريًا ومعرفيًا، جمعت بين الخبرة الأكاديمية والعملية، وبين العمل الحكومي والتنموي والمجتمع المدني.
ومن المتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في ضبط إيقاع الأداء الحكومي، ومتابعة تنفيذ السياسات الوطنية، والتنسيق بين الوزارات والمؤسسات الرسمية، خاصة في ظل التحديات الاستثنائية التي تواجه البلاد