الخرطوم=^المندرة نيوز^
في تحول جديد تشهد تشهد مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان حالة إستقرار كبير في الأوضاع الأمنية سيما المعيشية، خاصة بعد إنسياب حركة التجارة وتوفر السلع الإستهلاكية وانتظام عمل محطات الوقود التي صحبتها ضوابط وتدابير محكمة بشأن توفر الخدمات للمواطنين.
وجاء الهدوء بعد إنحسار المواجهات العسكرية بالمدينة والتي تسببت في دمار واسع وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال الأشهر الماضية. هذا التحول في المشهد الأمني ترافق مع استمرار فرض حظر التجوال من الساعة السادسة مساءً وحتى الخامسة صباحًا، إلى جانب نشاط مكثف لشرطة المرور لضبط حركة السير ومراجعة المركبات، وفقًا لمصادر محلية تحدثت لـ”التغيير”.
وأكدت مصادر أن المدينة تعيش في أفضل حالاتها منذ اندلاع النزاع، حيث توقفت الضربات الجوية والمدفعية، وسُجل انخفاض ملحوظ في التواجد العسكري داخل الأحياء السكنية. كما أشارت إلى استقرار الأسعار وتوفر السلع الاستهلاكية، إلى جانب توفر السيولة النقدية دون خصومات، ما يعكس تحسنًا نسبيًا في الوضع الاقتصادي المحلي. وأوضحت أن محطات الوقود تعمل بصورة طبيعية، مع تطبيق إجراءات احترازية لضمان عدم تسرب الوقود إلى جهات مجهولة، من خلال اشتراط التزود المباشر في خزانات المركبات.
ورغم هذا الهدوء النسبي، لا تزال المدينة تعاني من آثار الحرب، حيث يطالب المواطنون بتدخل عاجل لتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الاحتياجات الأساسية، خاصة في ظل تدهور البنية التحتية والخدمات العامة. ومنذ منتصف أبريل الماضي، حاولت قوات الدعم السريع فرض سيطرتها الكاملة على المدينة، بينما واصل الجيش السوداني حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية في المنطقة.
وتتمتع الأبيض بموقع استراتيجي في غرب السودان، حيث تضم أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم، إلى جانب أسواق رئيسية للمحاصيل والماشية، كما ترتبط بطريق الصادرات الذي يربط بين ولايات غرب السودان المختلفة. هذا الموقع الحيوي جعلها هدفًا رئيسيًا في النزاع، ما أدى إلى تصاعد حدة المعارك فيها خلال الأشهر الماضية.
في ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة إلى جهود تنموية عاجلة لإعادة تأهيل المدينة، وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي، خاصة أن الأبيض تُعد من أكبر المدن السودانية وأكثرها تأثيرًا في المشهد التجاري والزراعي الوطني.